عندما تراها تجعلك تفخر بها، طفلة ليست كباقي الأطفال، الحب والحنان وحمل المسؤولية تجسد فيها.
"فاطمة محمد محمود"، ابنة الثانية عشرة من عمرها، طفلة بمائة راجل، تقيم بمركز إسنا جنوب الأقصر، فهي تعول أسرتها المكونة من أربعة أطفال ووالدتها.
قدم موقع صدى البلد بثًا مباشرًا نروي فيه قصة كفاح طفلة مع أسرتها. فمنذ عامين، كانت الطفلة "فاطمة" تتجول من شارع إلى آخر تبحث عن الخردة وسط القمامة في كل مكان لبيعها حتى تستطيع شراء الأدوية لوالدها المريض، ولكن الأب لفظ أنفاسه الأخيرة.
تقول "فاطمة": "كنت أبحث في الشوارع والقمامة عن الخردة وأحملها على ظهري ثم أذهب لبيعها لشراء أدوية وطعام لوالدي ووالدتي وإخوتي الأربعة، ولكن فجأة توفي والدي. فبحثت عن عمل آخر، فعملت في محل بسيط ثم في محل لبيع الدقيق ومستلزمات أسبوع الأطفال".
وأضافت "فاطمة" أنها لم تعش طفولتها كباقي الأطفال في اللعب، ولكنها أدركت مبكرًا دورها الهام في الحياة في مساعدة أهلها. فقررت العمل صباحًا ومساءً من أجل لقمة العيش وتعليم إخوتها، مشيرة إلى أنهم يسكنون في منزل من الطوب اللبن مكون من حجرتين وصالة للإيجار، وكل شهر يجمعون القرش على القرش لسد الإيجار.
أوضحت "فاطمة" أن لديها أربعة إخوة جميعهم في مراحل التعليم، وأنها تتمنى أن تساعدهم حتى ينتهوا من تعليمهم، موضحة أن والدتها سيدة بسيطة لا تستطيع العمل.
واختتمت "فاطمة" حديثها قائلة: "أتمنى أن يتم صرف معاش لنا حتى يساعد في تعليم إخوتي وإطعامهم، ويساعد في سداد ديون قروض البنك التي على والدتي."
وتقول "رحاب النوبي"، مسؤولة أحد الجمعيات الأهلية، إن الطفلة "فاطمة" نموذج مشرف لأي أسرة في الأقصر. فهي طفلة عفيفة النفس وتكافح يوميًا لمساعدة أهلها، فهي تعمل من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الثانية ظهرًا، ثم تعود إلى المنزل لمساعدة والدتها في المنزل، ثم تعود إلى العمل مرة أخرى من الساعة الخامسة مساءً وحتى الحادية عشرة مساءً، مؤكدة أنها مهما شعرت بالتعب والإرهاق، فإنها لا تترك العمل أبدًا من أجل رعاية أسرتها.