دخلت الحرب على غزة شهرها الثاني عشر دون علامات تهدئة. وأشارت التقارير إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر يعرقل جهود الوسطاء الدوليين للتوصل إلى اتفاق سلام. كما تناولت "واشنطن بوست" الأثر الكبير للحرب على التعليم في غزة، حيث يدخل الأطفال عامًا دراسيًا ثانيًا دون دراسة بسبب الظروف الصعبة.

وفي اليوم الـ338 للحرب، واصل جيش الاحتلال قصف غزة، ما أدى إلى استشهاد نائب مدير الدفاع المدني بمحافظة الشمال، ليرتفع عدد شهداء طواقم الدفاع المدني إلى 83.

وأفادت وزارة صحة غزة بوقوع 3 مجازر خلال 24 ساعة، أسفرت عن 33 شهيدًا و145 جريحًا. كما بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ أكتوبر الماضي 40,972 شهيدًا و94,761 جريحًا.

سياسيًا، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الإدارة الأمريكية تعد "مقترح الفرصة الأخيرة" لإنهاء الحرب، بينما نفت "حماس" وجود مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، شهدت إسرائيل مظاهرات ضخمة، شارك فيها أكثر من نصف مليون شخص، للمطالبة بوقف الحرب وصفقة تبادل للأسرى.

وسلطت صحيفة لوموند الفرنسية، الضوء على دخول الحرب على غزة شهرها الثاني عشر دون أي علامة على التهدئة، رغم المحاولات المتعددة التي بذلها الوسطاء الدوليون، في ظل عدم مرونة الأطراف المتحاربة واتهام بعضها بعضا بعرقلة أي اتفاق، حسب الصحيفة.

في حين اهتمت صحيفة واشنطن بوست بدخول غزة عامها الدراسي الثاني دون تعليم، والتكلفة الباهظة على مستقبل أطفالها الذين ليست لديهم أي فرصة للذهاب إلى المدرسة، في ظل اضطرارهم لمساعدة أسرهم في النضال اليومي من أجل البقاء، تحت وطأة الحملة الإسرائيلية المدمرة.

فيما أكدت وزارة صحة غزة أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر بالقطاع خلال الساعات الـ24 الماضية وصل منها للمستشفيات 33 شهيدا و145 مصابا. وأضافت أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي ارتفع إلى 40 ألفا و972 شهيدا و94 ألفا و761 جريحا.

وكشفت قالت وزارة الصحة، إن 69% من أطفال قطاع غزة (من عمر يوم وحتى 10 سنوات) تلقوا الجرعة الأولى من لقاح شلل الأطفال. وأوضحت الوزارة، في بيان، أنه بعد مرور 7 أيام على انطلاق الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، تم التلقيح حتى وصل هذا العدد، وذلك ضمن الحملة التي استمرت في محافظتي دير البلح وخان يونس والمناطق المجاورة، حتى مساء أمس.

كما وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تصاعدًا خطيرًا في سياسة إسرائيل الممنهجة في استهداف المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء للمدنيين النازحين قسرًا في غزة دون إنذار مسبق، متسببة بقتل وإصابة المئات منهم، كجزء من جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

علي الصعيد السياسي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر بأن الإدارة الأمريكية أطلقت على مقترح الصفقة الذي تتم صياغته اسم "الفرصة الأخيرة"، في حين أكدت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن الولايات المتحدة ستقدم إلى حماس وإسرائيل مقترحا جديدا أكثر تفصيلا في الأيام المقبلة. وقالت الهيئة الإسرائيلية إن المقترح الأمريكي الجديد قد يعرض اليوم أو خلال الأيام القليلة المقبلة.

في الوقت نفسه، نقلت واشنطن بوست عن مصادر قولهم إن مسؤولين أمريكيين أرجؤوا إلى أجل غير مسمى تقديم مقترح نهائي لحماس وإسرائيل بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار. كما نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي لم تسمه قوله إن تقديم حماس في وقت سابق من هذا الأسبوع "طلبا جديدا" جعل التوصل للاتفاق معقدا.

من جانبه، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش للقناة الـ12 العبرية "لست مستعدا للانتحار الجماعي من أجل المحتجزين". وأضاف: "خطوطي الحمراء ليست فيلادلفيا فقط، فالانسحاب من ممر نتساريم أمر فظيع وخطير."

في المقابل، وجهت كتائب القسام رسالة مصورة إلى الشارع الإسرائيلي بعنوان "إفراج بصفقة أو قتل بقصف"، وتضمنت صور عدد من الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي خلال العدوان على غزة.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان إن المفاوضات لا تحتاج إلى مبادرات جديدة من أجل التفاوض بشأنها، لأن كل المشاريع السابقة فشلت لعدم وجود ضمانة بأن تقبلها إسرائيل. ونفى القيادي في حماس أن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بمعزل عن إسرائيل.

وأكد حمدان، إن محمد الضيف، قائد الجناح العسكري للحركة "بخير وهو على رأس عمله". وأكد حمدان في تصريح أمس أن "أبو خالد (محمد الضيف) بخير، ولا زال على رأس عمله ويمارس دوره كقائد للمقاومة".

وشارك أكثر مننصف مليون متظاهر في إسرائيل بعدد مدن للمطالبة بإيقاف الحرب وصفقة تبادل للأسرى.وقالت هيئة عائلات الأسرى إن يشاركون في مظاهرة تل أبيب، بينما يشارك أكثر من 250 ألفا في باقي أنحاء إسرائيل، وهي بذلك تعتبر "أضخم مظاهرات في تاريخ إسرائيل"، وفق الهيئة. وقالت صحيفة معاريف إن عددا من المتظاهرين أصيبوا في مواجهات مع الشرطة خلال مظاهرة بحيفا.