تلعب مكتبات مصر العامة دورا بارزا في معركة محو الأمية، وتتيح مكتبة مصر العامة الرئيسية بالدقي فرصا لمن يرغب التعلم من خلال ورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تعليم مهارات القراءة والكتابة الأساسية، وكذلك مهارات التفكير النقدي واستخدام التكنولوجيا الحديثة.
وقالت رانيا شرعان، مديرة المكتبة الرئيسية بالدقي: «في اليوم العالمي لمحو الأمية، نتوقف لنُدرك أهمية هذه القضية الجوهرية التي تؤثر في حياة الملايين حول العالم، محو الأمية ليس مجرد عملية تعليم القراءة والكتابة، بل هو مفتاح أساسي لفتح أبواب الفرص والتمكين الشخصي والمجتمعي، فالأمية تشكل حاجزًا كبيرًا أمام التنمية المستدامة والتقدم الاجتماعي، حيث تعيق الأفراد من المشاركة الكاملة في حياتهم اليومية، وتحد من قدرتهم على الوصول إلى المعلومات الضرورية لاتخاذ قرارات مستنيرة».
وأضافت: «تلعب مكتبة مصر العامة دورًا لا يمكن الاستهانة به في معركة محو الأمية، فالمكتبات هي مؤسسات ثقافية واجتماعية تحمل على عاتقها مسئولية كبيرة تجاه المجتمع، فهي ليست مجرد مستودعات للكتب والمعلومات، بل هي مراكز حيوية للتعلم المجتمعي وتعزيز الوعي، وتُعد مكتبة مصر العامة بوابة الوصول إلى المعرفة لكل أفراد المجتمع، حيث تقدم خدمات تعليمية وتثقيفية تلبي احتياجات الجميع، بغض النظر عن أعمارهم أو خلفياتهم الاجتماعية أو الثقافية، من خلال برامج محو الأمية التي تقدمها مكتبات مصر العامة، يتم توفير الفرص للأفراد الذين لم تتح لهم الفرصة للتعلم في سن مبكرة أو الذين يرغبون في تحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة. تقدم المكتبات ورش عمل ودورات تدريبية تهدف إلى تعليم مهارات القراءة والكتابة الأساسية، وكذلك مهارات التفكير النقدي واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وهذا ليس فقط للبالغين، بل تشمل برامجهم أطفال والشباب لضمان أن الجيل القادم سيكون أكثر قدرة على مواجهة تحديات المستقبل».
وأوضحت: «مكتبات مصر العامة تساهم أيضًا في تعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة، فهي توفر موارد تعليمية متنوعة تشمل الكتب، والمجلات، والمواد السمعية والبصرية، وكذلك الوصول إلى الإنترنت والمصادر الرقمية، هذه الموارد تشجع الأفراد على تطوير مهاراتهم باستمرار، مما يتيح لهم مواكبة التغيرات السريعة في عالمنا الحديث، بالإضافة إلى ذلك، تعمل المكتبات كمراكز تجمع اجتماعي، حيث يتمكن الأفراد من تبادل الأفكار والمشاركة في نقاشات بناءة، مما يعزز من الوعي المجتمعي ويخلق مجتمعًا أكثر تماسكًا وتعاونًا».
وتابعت: «في ظل التحديات العالمية مثل الفقر والبطالة وعدم المساواة، يتضح أن دور المكتبات العامة في محو الأمية يتجاوز مجرد التعليم. فهي تلعب دورًا محوريًا في تمكين الأفراد وتقديم الدعم اللازم لهم لتجاوز العقبات التي تعترض طريقهم نحو حياة أفضل عبر تعزيز قدرات القراءة والكتابة، تساهم المكتبات في تمكين الأفراد من العثور على فرص عمل، وتحسين مستوى معيشتهم، والمشاركة الفعالة في المجتمع المدني».
واختتمت: «يمثل اليوم العالمي لمحو الأمية دعوة للتفكير في أهمية التعليم للجميع، ودور المكتبات العامة في هذا السياق، فبدون محو الأمية، تظل المجتمعات محصورة في دائرة الفقر والتخلف، ولكن مع جهود المكتبات العامة والمجتمع ككل، يمكننا أن نحقق مستقبلًا أكثر إشراقًا حيث يكون لكل فرد القدرة على القراءة، والكتابة، والمشاركة الفعالة في بناء مجتمعه، لذلك، دعونا نعمل معًا لتعزيز دور المكتبات العامة في نشر المعرفة ومحو الأمية، تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة، وضمانًا لمستقبل أفضل للجميع».