مسجد ومقام السيدة حورية حفيدة الإمام الحسين، رضي الله عنهماوأرضاهما من أعلام بني سويف الدينية والأثرية والذي يوجد في وسط مدينة بني سويف ويأتيه القاصي والداني من كل مكان في ربوع مصر.
في يوم مولدها والذي تحتفل به الطرق الصوفية فى الأسبوع الأخير من شهر شعبان من كل عام، تقام السرادقات بالساحة المواجهة للمسجد والشوارع المحيطة به بمدينة بنى سويف، وينتشر الباعة على جانبى الشارع المؤدى الى المسجد لعرض بضاعتهم من البلح والفول السودانى والهدايا، وكذلك الملاهى وألعاب الأطفال.
وتستمر الاحتفالات إسبوعا وختامها الليلة الكبيرة وتغلق خلالها إدارة المرور الشوارع المؤدية للمسجد بالحواجز الحديدية وينتشر ضباط وأفراد الأمن لحفظ النظام بالمنطقة التى تكتظ بالزوار .
السيدة حورية صاحبة أشهر مسجد ومقام علي مستوي محافظة بني سويف قاطبة واسمها الحقيقي زينب الحسينية نسبة إلي مولانا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما وسميت زينب نسبة إلي عمتها السيدة زينب الكبرى بنت علي وهي لقبت بزينب الصغرى كما لقبت بالسيدة حورية لجمالها وورعها وتقاها وقد توفيت وهي بكر لم تتزوج ونسبها من جهة الأب فهي زينب بنت أبي عبد الله شرف الدين الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه ونسبها من جهة الام يعود لكسري ملك الفرس .
بخلاف ما اشتهر عنها بين العامة والخاصة أنها كانت تطبب المرضى في كل زمان ومكان فقد كانت فى معركة كربلاء المشهودة قائدة للمستشفى الميدانى وهى بنت السبعة عشر عاما أو الثامنة عشر .. ورغم كمد الصدمة فى مقتل سيد شباب أهل الجنة وما تعرضت له من مذلة ومهانة على يد حفنة من ملاعين الزمان وما زادها ذلك إلا اعزازا وكرامة .
وجاءت إلى مصر مع من جاءوا إلى مصر مع السيدة زينب عقيلة بنى هاشم وبصحبة أخيها الأكبر على الأصغر زين العابدين وفى أحضان أمها فاطمة أم الغلام وبرفقة زوجة أخيها السيدة الحنونة الرقيقة فاطمة (زينب) بنت الامام الحسن إلى أرض الكنانة مصر المحروسة ولكن السيدة زينب الصغرى الملقبة بالسيدة حورية لشدة جمالها الذى يضاهى جمال حوريات الجنة كانت محبة للترحال والسفر فكثيرا ما كانت تتنقل بين قرى مصر وزائرة مستديمة لمقابر الصحابة والتابعين فكانت رحلتها الأخيرة إلى أرض البهنسا ببنى مزار بمحافظة المنيا حيث بقيع مصر الكبير وما يحويه من مقامات أكثر من خمسة آلاف صحابى وتابع لرسول الله وأثناء عودتها أصيبت بحمى شديدة توفت على إثرها ببنى سويف وتم تشيد مقامها هناك وظلت معروفة لأهالى بنى سويف وقد ذكرها على مبارك فى خططه التوفيقية .
أتت السيدة حورية فى رؤية منامية إلى عثمان بك وأخبرته انشاء مسجد فى هذا المكان وشرع على الفور فى بنائه ووافته المنيه وأكمل البناء ابنه محمد إسلام باشا وهو من أعيان بنى سويف وأنشأ المسجد عام 1323هـ وتم انهاء ساحة كبري محاطة بسور بتكلفة تزيد علي ربع مليون جنية لاقامة المولد فيها والاحتفال بذكراها والجدير بالذكر يوجد بجوار المسجد ضريح ومقام كل من الشيخ سعد ويوسف وهما من رفقائها أثناء ترحالها .