زواج المساكنة هو نمط يختلف عن تقاليدنا الشرقية ويتعارض مع نمط الحياة العربية والإسلامية، حيث يعتمد هذا النموذج على الاتفاق بين الرجل والمرأة للعيش معًا دون وثائق رسمية، حيث يمارسان العلاقة الزوجية ثم يعود كل منهما إلى منزلهما، أو يواصلان العيش معًا، مع إمكانية تحويل العلاقة إلى زواج رسمي إذا توافقا، أو الانفصال إذا لم يشعروا بالراحة.
زواج المساكنة
وفكرة المساكنة ليست جديدة؛ فقد كانت شائعة في مدينة كورنثوس الرومانية القديمة، حيث كان الجنس خارج نطاق الزواج مقبولاً، ومع مرور الوقت وتغير الأعراف الاجتماعية، أصبحت المساكنة أكثر انتشارًا في الدول الغربية، حيث تُعتبر اليوم في بعض الأوساط كمقدمة للزواج.
من جانبه، قال الشيخ مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن أي علاقة خارج إطار الزواج الشرعي تعد تشكيكًا في شريعة الله. وشدد على أن أي شكل للعلاقة بعيد عن الزواج الشرعي لا يمكن أن يكون أساسًا مستدامًا للعلاقة.
وأكد أن بدعة المساكنة لا تضمن حقوق المرأة وقد تخدم الرجل بشكل كامل، ولكنه ليس في مصلحة المرأة، قائلاً: "الرجل في ظل المساكنة يمكنه أن يشارك السكن مع امرأة جديدة كل يوم، أما الفتاة فهي قد تشارك السكن مع شخص واحد، وإذا حملت منه فسيكون ذلك مشكلة."
وأكد شاهين في تصريحات لـ صدى البلد، أن الإسلام والزواج يوفران للمرأة حقوقها، وعندما يأتي طفل إلى العالم، تتولى الدولة رعايته وتحصل المرأة على حقوقها.
وأوضح أن الزواج ليس مجرد علاقة جسدية، بل هو علاقة تهدف إلى إعمار الأرض وإنجاب الأطفال الذين يساهمون في بناء المجتمع، وذلك في إطار من الشفافية ورضا الأطراف وأهاليهما، مشيرًا إلى أن رضا الطرفين في الزواج يعزز استقرار العلاقة بشكل كبير.
ورفضت الفنانة رانيا يوسف فكرة المساكنة قبل الزواج، مؤكدة إنها ترفض خوض تلك التجربة ولكنها لن تمانع إذ فعلت ابنتها ذلك ولن تمانعها.
وأضافت رانيا يوسف خلال تصريحات تليفزيونية : "أنا لن أعيش المساكنة أعوذ بالله أنا غير ابنتي وتربيتي غير تربيتها ومش هامنعها لو عرفت باللي عملته"
وعند سؤالها عن موقفها في حالة علمها بأن ابنتها تعيش المساكنة مع شاب فكيف ستتصرف، قائلة:" لن أتدخل في قرارها لأن قبولي أو رفضي لهذا الشيء لن يغير قرارها".
وأثارت تصريحات المخرجة إيناس الدغيدى عن المساكنة حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كشفت في تصريحات تليفزيونية عن أنها ساكنت زوجها قبل الزواج وظلت تحبه 9 سنوات.
وكان المحامى هانى سامح قد قال فى تصريحات تليفزيونية إنه مع فكرة المساكنة قبل الزواج، زاعما أنها حرية شخصية وأن ابنته إذا فعلت هذا الأمر لن يمنعها.
وأثارت تصريحات المحامى غضب الكثيرون من خلال صفحاتهم الشخصية، وطالبوا بالتحقيق معه، مؤكدين رفضهم التام لإثارة الفتن ومخالفة شرع الله .
ومن المقرر أن تبدأ اللجنة المختصة بالنقابة العامة للمحامين بالتحقيق فى واقعة المحامى هانى سامح الذى أعلن تأييده لفكرة المساكنة.
دار الإفتاء تجيب
وفي هذا الصدد أوضحت دار الإفتاء أنه من المقرر في الشريعة الإسلامية أنَّ الزِّنَا حرامٌ وهو من الكبائر، وأنَّ اللواط والشذوذ حرامٌ وهو من الكبائر، وأنَّ مِن حِكَمِ الشريعة الغرَّاء في تشريع الزواج مراعاة حقوق الأطفال، ولذا أمر الإسلام بكل شيءٍ يوصِّل إلى هذه الحماية، ونهى عن كل ما يُبعد عنها.
وأوضحت الدار أن الشرع أمر بالعفاف ومكارم الأخلاق، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ونهى الرجالَ أن يتشبهوا بالنساء، والنساءَ أن يتشبهن بالرجال، وأقام كلًّا منهما في الخصائص والوظائف التي تتسق مع خِلْقتهما، وربط هذا كله بالحساب في يوم القيامة وبعمارة الأرض وبتزكية النفس فاعتقد المسلمون اعتقادًا جازمًا أن مخالفة هذه الأوامر والوقوع في هذه المناهي يُدمِّر الاجتماع البشري، ويُؤْذِنُ بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، ويُمثِّل فسادًا كبيرًا في الأرض يجب مقاومته ونُصح القائمين عليه وبيان سيّئ آثاره.
فيما أكد مركز الأزهر للفتوى أن الدعوات البائسة إلى ما يسمى بـ«المساكنة» تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة.
وأضاف فى بيان له أن الإسلام أحاط علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما فى الزواج؛ كى يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، فى شمول بديع لا نظير له. وشدد على أن الإسلام يحرم العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمى بـ«المساكنة».. التى تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة فى الإسلام، وفى سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
وأوضح أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها فى إطار همجى منحرف، يسحق معانى الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.
وشدد على أن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدى مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع فى صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ فى مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة فى الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: «وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا».