حقيقة استماع الهواتف لمحادثاتك.. هل شككت يوما في أن هاتفك يستمع إلى محادثاتك؟، كانت شركات تصنيع الهواتف تكذب هذه القصة لسنوات، لكن شركة تسويق أكدت أن ما يحدث قد يكون حقيقيا بالفعل.
ربما تتذكر في احدي المرات وأنت جالس مع صديق لك في مقهى، وتذكر فجأة أنك كنت تفكر في شراء ساعة ذكية، وبعد التحدث قليلا عن أفضل هذه المنتجات، ثم تجد لاحقا أن هاتفك أصبح فجأة مكتظا بإعلانات الساعات، مما يجعلك تتساءل عما إذا كان هاتفك يتنصت بالفعل إلى محادثاتك.
علي الرغم من أن جميع شركات وسائل التواصل الاجتماعي تنفي ذلك بشدة، إلا أن تكرار هذه الحادثة مع الاخرين قد تشعر بالشك، خاصة وأن هذا يحدث باستمرار.
وفي الآونة الأخيرة، اعترفت وكالة تسويق عملت بشكل مباشر مع شركات التكنولوجيا الكبري مثل ميتا ومايكروسوفت وجوجل وأمازون، بأن التطبيقات التابعة لهذه الشركات والموجودة على هاتفك يمكنها بالفعل الوصول إلى ميكروفونك والتتجسس على محادثاتك اليومية، إليك خمس دلائل على ذلك.
- شركات التكنولوجيا الكبرى مهتمة بالإستماع إلى ما يقوله مستخدميها:
كشف تقرير حديث نشرته شركة 404 Media أن وكالة الإعلان Cox Media Group تستخدم ما يُعرف ببرنامج Active Listening، والذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لمراقبة وتحليل المحادثات التي تجري بالقرب من هاتفك.
وتعمل هذه التقنية على جمع البيانات في الوقت الفعلي من مناقشات المستخدمين، وتنصت بشكل أساسي لفهم نوايا المستهلك، تجمع هذه التقنية بين بيانات الصوت والبيانات السلوكية، مما يسمح للمعلنين بإنشاء إعلانات مستهدفة للأفراد الذين قد يفكرون في الشراء.
وفي الوقت نفسه، تتعقب هذه التقنية محادثات المستخدم، مما يوفر للمعلنين أداة قوية للتنبؤ باهتمامات المستهلك بناءً على ما يقال بصوت عالٍ بالقرب من الأجهزة.
- جمع البيانات:
وفقا لتقرير قدمته مجموعة Cox Media للمستثمرين في اجتماع داخلي، يقوم برنامج Active Listening بجمع البيانات من أكثر من 470 مصدرا مختلفا، وتشمل هذه الأنماط السلوكية وبيانات الصوت، مما يرسم صورة شاملة لاهتمامات ونوايا المستهلك، وتجمع التكنولوجيا "مسار البيانات" الذي تتركه محادثات المستخدمين وأفعالهم عبر الإنترنت، مما يوفر للمسوقين رؤى قيمة.
وتثير هذه القدرة مخاوف بشأن الخصوصية والمدى الذي يتم فيه استخدام المعلومات الشخصية دون موافقة واضحة من المستخدمين.
- التقرير يكشف عن ممارسات مشبوهة:
كشفت منصة التحقيق 404 Media عن أنه تم استخدام تقنية الاستماع النشط للتدقيق عدة مرات على مدار العام الماضي، وفي الوقت نفسه، أصدرت مجموعة Cox Media ورقة بحثية حول كيفية استخدام الشركات لبيانات الصوت لتعزيز استراتيجيات التسويق الخاصة بها.
وأوضحت الورقة أن تقنية وكالة التسويق - "الاستماع النشط" - تستخدم الذكاء الاصطناعي لالتقاط وتحليل المحادثات التي تجري بالقرب من الأجهزة الذكية مثل الهواتف وأجهزة التلفزيون.
ومن خلال التنصت على المناقشات حول الاحتياجات أو الاهتمامات الشخصية، تساعد التكنولوجيا الشركات على استهداف العملاء المحتملين بناءً على المحادثات في الوقت الفعلي.
وأقرت CMG بمدى تدخل هذا النهج ولكنها أكدت على فعاليته للمسوقين، فبمجرد تحديد المحادثات ذات الصلة، يتم عرض الإعلانات المستهدفة من خلال منصات مثل خدمات البث ويوتيوب ومحركات البحث.
- ردود من شركات التكنولوجيا الكبرى:
في أعقاب الكشف الأخير عن ممارسات الاستماع النشط التي تنتهجها مجموعة كوكس ميديا، استجابت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل ميتا وأمازون.
فقد أطلقت ميتا، التي تشعر بالقلق إزاء تورطها المحتمل، ما تطلق عليه مراجعة لشروط خدمة الوكالة للتحقيق فيما إذا كانت بيانات المستخدم يتم جمعها دون موافقة مناسبة.
ومن ناحية أخرى، نأت أمازون بنفسها عن الجدل، نافية أي صلة لها بالوكالة وحذرت من أنها ستتخذ إجراءات قانونية إذا تبين أن شركائها ينتهكون معايير خصوصية البيانات الخاصة بها، تعمل كلتا الشركتين على معالجة إساءة استخدام بيانات المستهلك المحتملة.
- الموافقة المخفية في اتفاقيات التطبيق:
دافعت شركة Cox Media Group عن استخدامها لتقنية الاستماع النشط، مدعية أن المستخدمين يوافقون على هذه الممارسات كلما قاموا بتنزيل أو تحديث أحد التطبيقات.
وغالبا ما يتم تضمين الاستماع النشط، الذي يختبئ في أعماق البنود والشروط الصغيرة، دون علم المستخدم صراحة.
ونظرا لأن معظم المستخدمين لا يقرؤون هذه الاتفاقيات جيدا، يسمح للبرنامج قانونا بجمع البيانات، حتى لو لم يكن العديد منهم على دراية بموافقتهم على مثل هذا التتبع التطفلي، وتستمر هذه الممارسة في إثارة تساؤلات حول الشفافية والممارسات التجارية الأخلاقية في جمع البيانات.