تكتل بريكس أحد أهم التكتلات الاقتصادية في العالم نظرا للثقل الاقتصادي لدوله، التي تستحوذ على 25% من صادرات العالم.
تستضيف مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان اجتماع رؤساء دول مجموعة "بريكس" في العام 2024، حيث تترأس روسيا رئاسة مجموعة "بريكس" خلال عام 2024 والتى ستكون تحت عنوان "تعزيز التعددية من أجل تنمية وأمن عالميين عادلين"، من خلال تعزيز دور بريكس في النظام النقدي الدولي وتوسيع استخدام العملات الوطنية في التجارة المتبادلة بين الدول الأعضاء، والمقرر عقدها أكتوبر المقبل.
مجموعة دول بريكس
ومن المقرر أن تعقد قمة مجموعة بريكس في الفترة بين 22 و24 أكتوبر المقبل في مدينة قازان الروسية في أكتوبر بمشاركة رؤساء البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وتشارك مصر للمرة الثانية فى هذه القمة، كعضو كامل فى تجمع البريكس بعد انضمامها كعضو كامل اعتبارا من الأول من يناير 2024.
من جانبه، قال الدكتور محيي عبد السلام، الخبير الاقتصادي والمستشار المالي، إن انضمام مصر إلى بنك التنمية الوطني يعزز اتفاقيات التبادل التجاري مع دول مجموعة بريكس، مما يساعد على تقليل الطلب المرتفع على الدولار الأمريكي لتمويل واردات البلاد، ويدعم التنمية المستدامة، ويعالج مشكلات السيولة. كما يساهم البنك في تعزيز التعاون والتكامل الإقليمي عبر الاستثمار في البنية التحتية وتنفيذ المشروعات التي تتماشى مع أولويات التنمية الوطنية للدول الأعضاء، مشيراً إلى أن مصر تعوّل على بنك التنمية الجديد ليكون بديلاً أفضل للبنك الدولي في المستقبل بعد انضمامها.
واضاف عبد السلام في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن عضوية مصر في بريكس توفر فرصة للاستفادة من خبرات الدول المشاركة في تعزيز معدلات التصنيع والإنتاج، وتساهم في خلق سوق مشتركة لترويج المنتجات المصرية في ظل التوازنات الدولية والإقليمية المتوقعة، بجانب تجمع الكوميسا. كما ستسهم العضوية في توفير آلاف فرص العمل، مما يعزز مستوى معيشة المواطنين ويلبي احتياجاتهم التنموية، ويعمل على تحسين جودة الخدمات العامة.
وأكد أن مصر تسعى إلى الاستفادة من زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز التجارة الثنائية بين دول بريكس والدول الإفريقية، وخلال رئاسة جنوب إفريقيا لمجموعة بريكس، تخطط مصر لدراسة عضويتها ضمن برنامج "بريكس وإفريقيا"، بالتوازي مع وجود بريكس في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، خاصة في مجالات تطوير البنية التحتية والتنمية المستدامة، موضحاً أن بريكس تستفيد بدورها من وجود مصر كعضو نظرًا لموقعها الجغرافي المميز ودورها كبوابة لإفريقيا، مما يمكنها من توجيه السلع والخدمات إلى باقي دول القارة.
وأوضح أن انضمام مصر لدول بريكس يسهم في تعزيز موقفها التفاوضي مع الغرب، ويساعد في تحقيق التوازن والتنوع في علاقاتها الخارجية، وذلك لمواجهة التهديدات والمخاطر العابرة للحدود، في ظل التحولات المستمرة في النظام الدولي وما يترتب عليها من تحديات تواجه العديد من الدول.
أكد سفير مصر فى موسكو السفير نزيه النجارى، الاهتمام الذى توليه القاهرة لتعزيز علاقاتها مع روسيا الاتحادية فى العديد من المجالات، وعلى رأسها المجال التجارى، الأمر الذى من شأنه دفع مسيرة التعاون بين البلدين إلى آفاق أرحب خلال الفترة القادمة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده السفير النجارى بمدينة كازان مع رستم منيخانوف رئيس جمهورية تتارستان (إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي).
تعاون مصر وتتارستان
ومن جانبه، أكد رئيس تتارستان اعتزازه البالغ بالعلاقات مع مصر، منوها بأن روسيا وحكومة تتارستان توليان اهتماما بالغا بدعم أواصر التعاون في شتى المجالات بين البلدين الصديقين.
وذكرت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج اليوم السبت، أن اللقاء تناول الاستعدادات الجارية لعقد القمة القادمة لتجمع "بريكس" في مدينة كازان خلال شهر أكتوبر القادم، حيث أكد منيخانوف أن العمل يجري في المدينة على قدم وساق بهدف تنظيم قمة ناجحة تليق بهذا المحفل الهام.
وشارك السفير راجى الإتربى، مساعد وزير الخارجية للعلاقات الاقتصادية متعددة الأطراف وممثل مصر لدى البريكس في اجتماعات الممثلين الشخصيين لقادة دول البريكس والتي عقدت في موسكو أواخر شهر يناير الماضى، بحضور السفير نزيه النجارى سفير مصر في موسكو.
وصرح السفير الإتربى أن هذا الاجتماع هو الأول ضمن سلسلة اجتماعات وفاعليات تنظمها الرئاسة الروسية للبريكس خلال العام الجاري لبحث التعاون فى المجالات المختلفة، كما يأتي بعد قيام الدول المؤسسة للتجمع بدعوة عدة دول للانضمام لعضوية التجمع، بما فى ذلك مصر والإمارات وإيران وأثيوبيا، مؤكداً أن عضوية مصر بالتجمع تتسق مع ثقلها الإستراتيجى على أصعدة مختلفة، وما تقدمه من إسهامات لتعزيز السلام والتنمية على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عما يتيحه الاقتصاد المصرى من فرص عديدة لجذب الاستثمارات من دول البريكس ودفع التبادل التجارى معها، كما تضم الأولويات المصرية تجاه البريكس دفع جهود التحول الصناعي، وتكثيف التعاون في مجالات الطاقة والأمن الغذائي ونقل التكنولوجيا واللوجستيات.
الاجتماع شهد استعراض الرئاسة الروسية للبريكس الملامح الرئيسية لخطة العمل التي أعدتها للعام الجاري، وصولاً إلى قمة البريكس السادسة عشر والمزمع عقدها في شهر أكتوبر 2024 في مدينة كازان الروسية، وأن الدول الأعضاء قدمت رؤيتها حول الأولويات التي يتعين التركيز عليها في الفترة المقبلة.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن الرؤى والمقترحات المصرية بشأن تعزيز التعاون والتنسيق بين دول البريكس لاقت تأييداً واسعاً، بما في ذلك دعم آليات التنسيق حول إصلاح النظام الاقتصادي العالمي، ودفع الجهود لزيادة تمثيل الدول النامية في الأطر المالية والنقدية الدولية بما يعكس تزايد وزنها الاقتصادي، فضلاً عن تعزيز الروابط بين البريكس والقارة الأفريقية، وإنشاء صلات مؤسسية بين الهيئات المعنية بالاستثمار بدول البريكس، والعمل على تطوير نظم المدفوعات بين دول التجمع بالعملات الوطنية.