توفي اليوم الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني، الذي ترك بصمات لامحدودة في عالم الفن والثقافة المصرية عن عمر يناهز التسعين عامًا، والراحل قيمة كبيرة وله مكانة خاصة في قلوب محبيه وزملائه بالمهنة.
حلمي التوني لم يكن مجرد فنان تشكيلي، بل كان رمزًا للإبداع والتجسيد الفني للحياة المصرية اليومية بأسلوب فريد يمزج بين التقاليد والحداثة. كان له بصماته الخالدة في عدة مجالات، من تصميم أغلفة الكتب إلى الأعمال الفنية التي تنبض بالحياة والعمق.
بفنه، ورؤيته الفنية العميقة، وقدرته على التعبير عن جوهر الهوية المصرية، خلق التوني تراثًا لا يُنسى يتحدث إلى الأجيال القادمة. إن إرثه الفني سيظل يروي قصص البلاد والناس بألوانه وخطوطه، ممزوجًا بالإرث الثقافي العريق الذي يشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الفنية لمصر.
التشكيليون والكتاب ينعون حلمي التوني
قال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، القائم بتسيير أعمال رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، "رحم الله الفنان الرمز حلمي التوني و ليس هناك أبقي الآن من لوحة فلسطين ...عيوننا إليك ترحل كل يوم ".
وقال الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد: "ألف رحمة للفنان العظيم حلمي التوني، خالص العزاء للعائلة وللفن والفنانين والوطن" .
وقال الشاعر يسرى حسان: "منذ حوالي عشرة أيام وقبل بداية المهرجان التجريبي تواصلت معه استاذنه في وضع لوحته عن القدس كغلاف للعدد الأول للمهرجان الذي يحتفي بفلسطين فوافق على الفور وطلب أن أرسل له نسخة من العدد عندما يصدر، على بيته في الزمالك وهو ما حدث فعلاً ، اليوم فوجئت بخبر وفاته...رحم الله الفنان المصري الكبير حلمي التونى".
وفى السياق ذاته، قال الكاتب أحمد مجاهد، وداعا الفنان الكبير حلمى التونى ذات صباح عام 2011 طلبت الفنان الكبير حلمى التونى، وطلبت منه تصميم أغلفة أجزاء الأعمال الكاملة لصلاح جاهين، فرحب فورا وطلب عناوين الأجزاء، بعد أسبوعين طلبنى الفنان الكبير وسألنى: أحمد أنت فى المكتب؟ فقلت له: أيوة يا عمنا. فقال: أنا فى الطريق، بعد دقائق وصل الأستاذ حلمى ومعه 7أغلفة من الروائع، وقد صدر الأعمال الكاملة كلها بعبارة من شعر صلاح جاهين، وهى: (حلاوة زمان)، فرحبت جدا بالفكرة، واتصلت على الفور بالصديق الشاعر بهاء جاهين جامع ومحقق الأعمال الكاملة، فرحب على الفور بالاقتراح، وكان للأستاذ حلمى ما أراد.
وهنا سألت الفنان الكبير: أوامرك إيه يا عمنا؟ فقال: ما فيش أوامر ولا حاجة، أنا عارف إن هيئة الكتاب مؤسسة حكومية ولها سقف فى الأجور، فأدفع اللى بتدفعه للناس، بس بما إنى كبير فى السن، فأدفع اللى بتدفعه لأكبر واحد بتتعامل معاه، ثم خرج فورا دون أن يسأل عن المبلغ، وداعا يا عمنا، يا كبير المقام، يا من استوعب التراث الشعبى المصرى كله، وأعاد إنتاجه بعبقريته فى صورة معاصرة بسيطة ومبهجة.