تعتبر محمية وادي الجمال إحدى جواهر ساحل البحر الأحمر، حيث تمتزج فيها روعة الطبيعة البرية مع سحر الأنشطة البحرية والتخييم.

تتميز المحمية بتنوع بيولوجي استثنائي، بالإضافة إلى بيئة طبيعية هادئة تجمع بين الحياة البرية النادرة، أشجار المانجروف الشاهقة، والشواطئ الصافية التي تعد من الأجمل في مصر، مثل شاطئي حنكوراب والقلعان، اللذين يقدمان تجربة غوص وسنوركلينج لا تنسى.

وأوضح الدكتور محمود حنفي، أستاذ البيئة البحرية، أن محمية وادي الجمال تتميز بتنوعها البيولوجي الفريد واحتوائها على أنواع نادرة من الكائنات البحرية والنباتات التي تجعلها واحدة من أهم المحميات الطبيعية في مصر، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على هذا النظام البيئي لضمان استمراريته للأجيال القادمة.

تم إعلان منطقة وادي الجمال كمحمية طبيعية في عام 2003، بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد الذي تتمتع به. المحمية تحتضن أنواعًا نادرة من النباتات والحيوانات، وتشتهر بأنها ملاذ للطيور المهاجرة التي تبني أعشاشها بين أشجار المانجروف التي تنمو في مياه البحر.

إضافة إلى ذلك، تضم المحمية فجوات طبيعية حفرتها السلاحف البحرية على الشواطئ لتضع بيضها، مما يضفي جمالًا إضافيًا على المناظر الطبيعية.

ويوضح حسن الطيب، الرئيس السابق لجمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة، أن محمية وادي الجمال لا تقتصر فقط على المناظر الطبيعية الخلابة، بل تعد أيضًا جزءًا حيويًا من البيئة البحرية المصرية التي تحتاج إلى مزيد من الحماية والاهتمام، خصوصًا في مواجهة التحديات البيئية مثل التغيرات المناخية والصيد الجائر.

وتنقسم محمية وادي الجمال إلى عدة مناطق محمية، من بينها جزيرة وادي الجمال التي تقع على بعد 8 أميال من الساحل وتُعد ثاني أكبر تجمع لطائر صقر الغروب.

إلى الجنوب منها، تمتد "محمية حنكوراب" على بعد 18 كيلومترًا، وهي تتميز بشواطئها البكر وشعابها المرجانية الساحرة.

أما “محمية القلعان” الواقعة على مسافة 9 كيلومترات شمال قرية حماطة، فهي تضم مساحات شاسعة من أشجار المانجروف، التي تعتبر موطنًا للعديد من أنواع الطيور المستوطنة والمهاجرة.

لا تقتصر محمية وادي الجمال على الأنشطة البحرية فحسب، بل تتميز أيضًا بمحتواها الجيولوجي الفريد، حيث تضم “متحفًا جيولوجيًا” يحتوي على معادن نفيسة تُستخدم في صناعة السيارات والطائرات، إضافة إلى تكوينات جيولوجية غنية بأحجار الزمرد، الفلسبار، والرصاص.

ويُعد "وادي سكيت" منطقةً غنية بآثار قديمة وقلاع أثرية، كما كان منجم الزمرد فيه المصدر الوحيد لهذا الحجر الثمين في العصور الرومانية، ويُعتبر أكبر منجم زمرد في التاريخ.

من بين أجمل المعالم في المحمية، تبرز جزر قلعان الرملية، التي تقع جنوب المحمية. رغم جمالها الأخاذ ورمالها البيضاء الناعمة، إلا أنها لا تحظى بالشهرة التي تستحقها مقارنةً بالجزر العالمية. هذه الجزر المصرية الساحرة تشكل وجهة سياحية مثالية لعشاق الطبيعة والهدوء، وتعد مثالًا حيًا على جمال البحر الأحمر وصفاء مياهه التي تنافس أجمل الوجهات العالمية.

محمية وادي الجمال هي بلا شك قطعة من الفردوس، تجمع بين سحر الطبيعة، ثراء التنوع البيولوجي، وفرص الاستمتاع بأنشطة بحرية وتراث جيولوجي فريد، مما يجعلها وجهة سياحية تستحق الاكتشاف.