موسم حصاد البلح، من أكثر المواسم التي تضفى نوعاً من البهجة بين جميع الفئات، فما أكثر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال الشعبية التى تحدثت وتغزلت في النخيل وما يطرحه من ألوان وأنواع شتى من البلح، لكن هذه البهجة تتزايد بشكل أوضح لدى العاملين في قطاع بيع البلح، سواء في قنا أو غيرها من محافظات مصر الأخرى.
فمع حلول شهر أغسطس من كل عام، يبدأ الاستعداد والتجهيز لموسم جديد، لحصاد ما تزخر بها أشجار النخيل من البلح، لتبدأ بعدها عمليات البيع التجار، لطرح كمياتفيالأسواق للاستهلاك المباشر، وتخزين كميات أخرى لاستخدامها كبلح مجفف خلال شهر رمضان المبارك.
عمليات كثيرة تسبق عمليات بيع البلح المجفف، تبدأ بالاتفاق على شراء النخيل وعملية تلقيح البلح، انتظاراً لعملية الحصاد بمنتصف شهر أغسطس، لتبدأ معها عملية تجهيز المكان المخصص لوضع البلح "المسطاح"، وتصاحبها عمليات فرز حسب اللون والجودة، وتليها عملية التجفيففيالشمس لمدة شهر، وبعدها تتم عملية التخزين والتعبئة، تمهيداً للمرحلة الأخيرة ببيع المحصول للتجار.
تجهيز مسطاح البلح
قال أبوعمر على، نبدأ تجميع البلح من أصحاب النخيل بالقرى والأماكن المجاورة، ونتجه به إلى مكان مخصص لجفيف البلح يسمى" مسطاح" لابد أن تكون أرضه مستويه بعيده عن أي مصادر تلوث، ومعرضه طوال الوقت للشمس، وغالباً تكون هذه الأماكن في المناطق الصحراوية، لضمان تجفيف البلح بشكل جيد خلال فترة مناسبة، استعداداً لموسم البيع للتجار قبل حلول شهر رمضان المبارك.
وتابع على، تجفيف البلح في مسطاح بالمنطقة الصحراوية يحافظ عليه من الحشرات ويمنع إصابته بالعفونه، لتعرضه للشمس الحارقة طوال فترة النهار، إضافة لسرعة تجميع البلح وهو ما يمكننا من بدء التخزين والتعبئة في وقت مبكر، يساعدنا على بيع الكميات المخزنة قبل حلول شهر رمضان المبارك، لذلك نجهز المسطاح قبل بدء موسم جنى البلح، حيث نحضر لودر لتنظيف وتسوية المكان وتنقيته من الأحجار، ليكون جاهزاً لفرش البلح.
الخرفش علف للحيوانات
وأشار على، بعد تجميع البلح من الأهالى، تتم عملية الفرز، لإنتقاء الجيد من السىء، وتحديد الأنواع حسب درجة الحلاوة وحجم البلح، فيما يتم إلقاء السىء أو ما يسمى بـ " الخرفش" للحيوانات كعلف، ويتم التعامل بعد ذلك مع البلح الجيد، بالصف بشكل مستوى على الأرض لمدة شهر، حتى يجف تماماً، لتبدأ بعدها عملية التخزين والتعبئة في جوالات للسفر بها إلى محافظات وجه بحرى، خاصة المنوفية وكفر الشيخ.
وأوضح على، بأننا نحرص على انتقاء البلح حرصاً على سمعتنا التي اكتسبناها بين التجار عبر سنوات عديدة توارثناها عن آبائنا وأجدادنا، الذين كان يعملون في جمع وبيع البلح، ونقابل خلال جولاتنا بالبلاد، لافتاً إلى أن البلح هنا مقارب لبلح أسوان في الجودة والنظافة، وبعض الأنواع خفيفة لكن جودتها عالية وطعمها جيد، وهناك بلح أصفر وأحمر وآخر مائل للسواد.
تلقيح البلح يعطى انتاج مميز
فيما قال أشرف حمدى، موسم البلح يبدأ بالتلقيح فى شهر فبراير من كل عام، حيث تساهم عملية التلقيح في إعطاء انتاج جيد، وإذا لم يلقح يعطى انتاج سىء مع بدء موسم الحصاد، يليها فترة متابعة وتظبيط وضع سبايط البلح في شهر مايو، مع بدء ظهور اللون، لذلك نحرص على التعاقد مبكراً على النخل، لمراعاة البلح منذ الطرح.
وأضاف حمدى، مع حلول موسم الحصاد الذى يبدأ بنهاية أغسطس وينتهى تقريباً في منتصف سبتمبر، نبدأ في تجهيز المكان المخصص لفرش البلح" المسطاح" على أن تكون مساحة نظيفة ورملية للحفاظ على البلح، بعدها نحضر البلح ونتولى تصنيفه حسب الجودة واللون، لتبدأ بعدها عملية التخزين والتعبئة ويصاحبها كتابة أسماء المشترين على الأجولة، استعداداً لعملية التوزيع مع بداية شهر نوفمبر وحتى اقتراب شهر رمضان المبارك.