أكدت صحيفة الأهرام، أن هناك سعيا متواصلا من القيادة السياسية لتحويل الاقتصاد المصري إلى الاقتصاد الأخضر الذي يحافظ على البيئة، مشيرة إلى أن أحد التحديات الكبرى أمام تحقيق هذه الغاية، هو السحابة السوداء، المتمثلة في قيام المزارعين بحرق قش الأرز، عقب انتهاء موسم الحصاد، إلى جانب التلوث الموجود أصلا نتيجة لعوادم السيارات، والدخان الأسود المنبعث من المصانع.
وقالت الصحيفة- في افتتاحية عددها الصادر، اليوم /السبت/، بعنوان (حرق القش يعوق التنمية)- إن التوعية هي أفضل السبل إلى التخلص من هذا التلوث، إلى جانب إجراءات معينة يتم اتخاذها بشكل علمي مدروس. وأمام هذا التحدي البيئي والصحي والاقتصادي الكبير، المتمثل في أضرار التلوث الناتج عن حرق القش، تشهد محافظات الدلتا الزراعية حملات مكثفة في هذه الأيام، لمواجهة الظاهرة.
وأضافت أن ظاهرة السحابة السوداء هذه ليست جديدة علينا، بل يعود ظهورها إلى ما قبل 25 سنة من الآن، ووصل الحال بنا في بعض السنوات أن أدت تلك الظاهرة إلى ازدياد نسبة تلوث الهواء في مصر كلها، وليس في محافظات الدلتا فقط، إلى عشرة أمثال المعدل العادي للتلوث، الذي كان موجودا قبل ظهورها، مما يؤدى إلى انتشار أمراض الصدر.
وأشارت إلى أن التلوث الناتج عن حرق قش الأرز جعل هواء القاهرة من أكبر المدن تركيزا في إفريقيا والعالم للملوثات البيئية، كالكربون والأكاسيد والنيتروجين المحروق، مما يؤثر على الصناعة والمحاصيل والسياحة.
وأكدت الصحيفة ضرورة أن تتكاتف كل أجهزة الدولة، والمحافظات، والمؤسسات، على تنفيذ حملة قومية شاملة لمكافحة هذا التصرف المؤذي، بحرق القش، مشددة على أن وسائل الإعلام، بكل أنواعها، يجب أن تكون في طليعة هذه الحملة.