قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل أبو حنيفة أباح الزنا بأجر والمساكنة حلال؟ ماذا قال الدكتور مبروك عطية

الدكتور مبروك عطية
الدكتور مبروك عطية
×

قال الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية الأسبق بجامعة الأزهر، إن الدين الإسلامي أقر المساكنة، ولكن بين الزوجين، مشيرًا إلى الآية الكريمة «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».

هل أبو حنيفة أباح الزنا بأجر؟

وأوضح «عطية» خلال برنامجه «كلام الناس»، عبر قناة «إم بي سي مصر»، تعليقاً على ما ينسب إلى الإمام أبوحنيفة بإباحة لـ«الزنا بأجر» أو المساكنة، أنه يجب ألا ننسب إلى أستاذ الأئمة الأربعة «جريمة»، معقبًا: «أبوحنيفة مين اللي أباح، إزاي الكلام ده؟!».


وأفاد بأن سبب «اللغط» بشأن إباحة الإمام أبوحنيفة لـ«الزنا بأجر»، موضحًا أن الإمام أبوحنيفة قال إنه حال وجد اتفاق «مادي» بين رجل وامرأة، فلا يقام عليهما حد الزنا، ولكنه لم يجيز الفعل نفسه أو قال عنه أنه حلال.

وتابع: «أبوحنيفة قال لا يقام الحد، مش هذا يجوز، من لا يفهم أخذ هذه العبارة، الخاصة بواقعة معينة، وحاول إخراجها عن معناها الحقيقي».

وأكمل: «جميع الأئمة فضلاء، وليس لهم الكمال، ولو بعض الأئمة عندهم بعض الهفوات الصغيرة، مش إحنا اللي نقدر نوصلها».

هل الإمام أبو حنيفة أباح الزنا بأجر؟

حيث قال الدكتور عباس شومان أمين هيئة كبار العلماء، ردًا على ما يُشاع بشأن الإمام أبي حنيفة وأنه أباح الزنا بأجر: «تصريح نشر منسوبا إلى شخص يدَعّي على الإمام أبي حنيفة أنه أباح الزنا بأجر، وأنه لن يمنع ابنته منه إن أرادته.. فإن كان صرّح بهذا فهو كذاب أشر، والأئمة براء من هذا الفجور.. حسبنا الله ونعم الوكيل».

بينما أكدت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن هناك حربًا شعواء على الدين الإسلامي، ويجب مواجهة أي شخص يريد هدم تعاليم الدين الإسلامي، موضحة خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "علامة استفهام"، أن هناك أحد الأشخاص يقول إن الإمام أبو حنيفة أباح الزنا بأجر، وهذا الكلام عارٍ تمامًا من الصحة ومُخالف للشريعة.

ولفتت إلى أن ما يقول هذا الكلام شخص لا يعلم شيئًا عن الدين، وهذا "إهانة للمرأة".

حكم المساكنة

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الدعوات البائسة إلى ما يسمى بـ«المساكنة» تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة.

وتابع: أحاط الإسلام علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له.

ولفت الأزهر إلى أنه يُحرِّم الإسلام العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمي بـ«المساكنة» .. التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام، وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.

وبين أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية .. إلخ؛ -بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.

ولفت الأزهر إلى أن الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. [الإسراء: 32]

وأضاف: لا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: «لا تزن». عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.

وواصل: طرح دعوات صريحة توجّه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه.

واستطرد: تقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج أو مُقَدِّمةٍ له بزعم تعرّف كلا الطرفين على الآخر؛ إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيًّا وأخلاقيًّا، ودينيًّا، واختزال لعلاقة الزواج الراقية بين الرجل والمرأة في متعة زائفة، واعتداء على كرامة المرأة، وإهدار لحقوق ما ينتج عن هذه العلاقة من أولاد، فالبدايات الفاسدة لا تثمر إلا الفاسد الخبيث.

الجرأة في طرح الجرائم اللا أخلاقية، والسعي لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشّاذة والمحرّمة، من خلال خطط شيطانية ممنهجة، تعصف بقيم الفطرة النقية، وتستهدف هدم منظومة الأخلاق، ومَسْخ هُوِيَّة الأفراد، وتعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها؛ هذه الجرأة جريمةٌ مستنكرة ممن لا يقيمون وزنًا لهدي السماء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.

وشد الأزهر الشريف على أيدي الآباء والأمهات، والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة.

وأهاب الأزهر الشريف بأصحاب الرأي والفكر والإعلام أن يكونوا على حذرٍ من استغلال منابرهم في الترويج لمثل هذه الدّعوات الهابطة؛ عن عمدٍ أو غير عمدٍ؛ لنشر فتنة أو رذيلة تعبث باستقرار المجتمعات وأبنائها، وتروج للفواحش المنكرة، والأفكار الوافدة، التي تحاول النيل من ثوابت ديننا الحنيف، وقيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية.