قال الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه ينبغي على من يتعامل مع وسائل التواصلَ؛ فْليُذَكِّر بفريضة، ولْيدُلَّ على سنة، ولينبِّه إلى خطأ، ولينصحْ باحتساب.
من يتعامل مع وسائل التواصل
وأضاف " بن حميد" خلال خطبة الجمعة الأولى من ربيع الأول من المسجد الحرام بمكة المكرمة: وليحتسبْ الأجر والثواب ، وليحرصْ على جمع الكلمة ، وإحسان الظن ، وليحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه ، وليظنَّ بأخيه الخير.
وتابع: وليتق شر ظنون نفسه، وليحذر أن يكون الناصح لنفسه في هذه الأدوات ممن يتجوّل بدلاء فارغة، ويجعل عقله مستباحاً لمتطفلي هذه الأدوات الثرثارين بما لا ينفع، في السعادة عبد رزقه الله توبة تحفظه من الإصرار.
واستطرد: وخوفا؛ يقيه من التسويف ، ورجاءً يقصر عنده الأمل ، وعَمَر وقته بذكر ربه في توحيد خالص وإخلاص صادق ، وكلُّ ساقٍ سيُسقى بما سقى ، ومن ذُكِّر فلم ينزجر فهو محروم ، ومن دخل في ما لا يعنيه فهو الملوم ، وينبغي الحرص على أن تكون ممن إذا علم رفق ، وإذا سُئل بذل ، وكن عوناً للمسترشد.
صدق المستنصح
وواصل: وحليف الصدق للمستنصح ، ومستودع البر للمسترفد ، قريبَ الرضا ، بعيدَ الهمة ، الحقُّ مبتغاك ، والحياءُ سترُك ، والورعُ سربالُك ، في بصائرَ من النور تبصرها، وحقائقَ من العلم تأخذ بها .
ونصح، قائلاً: وإذا زللت فارجع، وإذا أخطأت فاعتذر، وإذا أذنبت فأقلع، وإذا جهلت فاسأل ، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن لك الفضل ما لم ترَ فضلك ، فإذا رأيت فضلك فلا فضل لك، منوهًا بأن أن الخلق لا يذمون العبد إلا بمقدار ما جعل الله في قلوبهم .
ونبه إلى أن من خاف الله لم يضره أحد ، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد ، وعلى قدر حب العبد لربه يحبب إليه خلقه ، وكلما زاد خوفه من ربه ألقى الله مهابته في عباده ، داعيًا إلى قول الصدق ، ولزوم الحق ، وعمل الصواب .
وأوضح أنه سوف يرضى الناس ولو بعد حين، وهمُّ الدنيا ظلمة في القلب ، وهمُّ الآخرة نور في القلب، مشيرًا إلى أن الغضبُ عقابٌ يعاقب به المرء نفسَه والمخطئُ غيرُه، والصداقة خسارة إلا ما صافيت، والمال حسرة إلا ما واسيت، والمخالطة تخليط إلا ما داريت.
وأفاد ، قائلا: وليعلم العبد الصالح الناصح لنفسه أن اختيار الله خير له من اختياره لنفسه ، فالعبد مدبَّر لا مدبِّر، وسخطه لا يغير القضاء ، فليلزم طريق الرضا بالقضاء، والثبات يكون عند الابتلاء، أما في زمن العافية فالثابتون كثير.