يقترب مولد النبي- صلى الله عليه وسلم- ويكثر البحث عن الأمور التي من شأنها اغتنام الذكرى الشريفة، وفي السطور التالية نرصد كيف تكون طاعة الرسول في ذكرى مولد النبي/ والتي توافق هذا العام الأحد 15 سبتمبر 2024.
كيف تكون طاعة الرسول في ذكرى مولد النبي؟
الاحتفال بذكرى المولد النبوي: تجمع الناس على ذكره، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وقراءة سيرته العطرة، والتَّأسي به، وإطعام الطعام على حبه، والتصدق على الفقراء، والتوسعة على الأهل والأقرباء، والبر بالجار والأصدقاء؛ إعلانًا لمحبته، وفرحًا بظهوره وشكرًا لله تعالى على منته بولادته، وليس ذلك على سبيل الحصر والاختزال، بل هو لبيان الواقع وسَوْقِ المثال.
وأشارت إلى أنه قد نصَّ جمهور العلماء على أنه يُنْدَبُ تعظيم يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإبراز الشكر له؛ وذلك بصيامه والإكثار مِن الذكر والدعاء والعبادة وقراءة القرآن ونحو ذلك من مظاهر الشكر والتعبد لله احتفاءً بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ما جرى عليه عمل أهل الأمصار، فحكى مفتي مكة المكرمة قطب الدين النهروالي الحنفي [ت: 990هـ] في "الإعلام بأعلام بيت الله الحرام" (ص: 196، ط. العامرة العثمانية) عملَ أهل مكة في زيارة موضع ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة المولد المحمدي.
وفي جواب كيف تكون طاعة الرسول في ذكرى مولده؟،تقول دار الإفتاء إن طاعة الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- واجبة وهي من طاعة الله سبحانه وتعالى؛ ولذا قرن ربنا عز وجل طاعة رسوله بطاعته، وجعل سبحانه أن من يُطِعِ الرسول فقد أطاع الله؛ فقال سبحانه: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾ [النساء: 80].
وتابعت: نحن مطالبون بأن نطيع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وطريقة طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذكرى مولده تكون بتنفيذ ما أمر به الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والبعد عما نهى عنه الله ورسوله.
وأضافت: ولذلك فإن القرآن الكريم قد رسم لنا الطريقة المثلى في قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7]، وعلينا أن نقف عند الحدود التي رسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله “افعل ولا تفعل”، ونتبع منهج حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونسير على هديه اقتداءً به لنرضي رسول الله في قبره، فنلتزم بالآداب والمبادئ الإسلامية التي جاءنا بها من عند ربه في احتفالنا، ونبتعد عن الفتن وإثارة الشهوات والاختلاط المشين بين الرجال والنساء، وننشر مبادئ الأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة بين أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا، فإن فعلنا ذلك نكن قد أطعنا الله ورسوله وسعدنا في حياتنا الدنيا وفي آخرتنا إن شاء الله لنفوز برضوان الله، وما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس في الرجل.
8 أمور لإحياء المولد النبوي
فيما أكد الدكتور زيد إبراهيم الكيلاني، أمين عام الإفتاء بالأردن، على أهمية الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف، مشيراً إلى أن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- سرور لقلوب المؤمنين.
وأوضح “ الكيلاني ” عن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، أن هذه المناسبة تمثل فرصة لتجديد الالتزام بالقيم النبوية وتعزيز الفرح والسرور في قلوب المؤمنين، فنحن نعيش خلال هذه الأيام في أجواء مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف: ونتذكر قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) الآية 58 من سورة يونس، منوهًا بأن هذه الآية تدل على أن الفرح بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم - هو من أعظم صور الفرح والسرور، مشيرًا إلى أن التأسّي والسير على طريق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من الوسائل المباركة التي يجب أن نحرص عليها، نحن لا نتحدث عن تشريع خاص، بل عن وسائل لتذكير أبنائنا وسائر أفراد المجتمع بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأفاد بأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يمكن أن يتجلى في أشكال متعددة مثل إحضار الحلوى وتقديمها للأطفال، حيث يسأل الأطفال عن سبب هذا الاحتفال، ويُقال لهم: هذا يوم مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم-.
وبين أن هذا التذكير يعزز من فهمهم لدلالة هذا اليوم الذي يمثل إنعاماً علينا وعلى الإنسانية كلها، مشيرًا إلى أهمية اجتماع المسلمين على الفعاليات مثل الإنشاد، ومجالس الذكر، وتوزيع الحلوى، لتذكير الجميع بأيام الله والعبر المستفادة منها، هذه دائماً حاضرة عندنا.
وتابع: إذ ولد النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفيل، العام الذي ظن فيه أبرهة أنه سيهدم الكعبة، ولكن أراد الله أن يحمي الكعبة وأن يولد مُجدد الدعوة الذي بنى الكعبة في نفس العام، لنرى تدبير الحق سبحانه وتعالى.
ونبه إلى أن هذه الذكريات، مثل فتح مكة، وغزوة بدر، ويوم مؤتة، وعين جالوت، وحطين، تظل مصدر إلهام للأمة، وتساعدنا في الحفاظ على الأمل والثقة في نصر الله وتمكين الدين، فالله سبحانه وتعالى وعد بنصرة المؤمنين وأن جند الله هم الغالبون.
ولفت إلى أن الطائفة التي بشّر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنها ظاهرة على الحق لا يضرها من خالفها، ودعا الله أن يكرمنا برؤية تتمة البشارة وانتصار هذه الطائفة على أعداء الدين.
واستطرد: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا على حوض النبي صلى الله عليه وسلم ونحن أوفياء ببيعته، السائرون على طريقه، الملتزمون بميثاقها مع ربنا، اتباعاً لنهج سيدي رسول الله، قد رأينا بشارتك تتحقق، حيث لا تزال طائفة من أمتك ظاهرة على الحق، لا يضرهم من خالفهم، وهم قاهرون لعدوهم إلى قيام الساعة، وبشرتنا بمكانهم، حيث قلت إنهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. وقد رأينا صبرهم وثباتهم ودفعهم لعدوهم. نسأل الله يا سيدي، يا رسول الله، أن يكرمنا برؤية تتمة البشارة، انتصاراً لهم على عدو الله وعدوهم، ببركة الصلاة عليك يا سيدي، يا رسول الله.. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.