على الرغم من عدم وجود الشيخ داخل الضريح حرص الآلاف من أبناء الطرق الصوفية بأسيوط على زيارة ضريح العارف بالله جلال الدين السيوطي لإحياء الليلة الختامية من الاحتفالات بمولده بمنطقة القيسارية بحي غرب مدينة أسيوط .
وكانت الاحتفالات بمولد العارف بالله جلال الدين السيوطي في 23 أغسطس الماضي واستمرت لمدة 15 يوما وسط إقبال كبير من أبناء الطرق الصوفية لإحياء ذكرى مولده وحرص الأهالي على إقامة الخدمات لتقديم وجبات ومشروبات للزائرين كما قام الأهالي بإقامة حلاقات الذكر والإنشاد الديني بالشوارع المحيطة بمسجد وضريح العارف بالله جلال الدين السيوطي طوال فترة الاحتفالات .
وعلى الرغم من عدم وجود جثمان الشيخ جلال الدين السيوطي داخل الضريح لدفنه بمقابر العائلة بالقاهرة إلا أن الأهالي حرصوا على التبرك بزيارة الضريح بأسيوط والدعاء وإنارة الشموع.
وحرص العشرات من المنشدين وكان من أبرزهم محمود ياسين التهامي على إحياء الليلة الختامية لاحتفالات مولد جلال الدين السيوطي والتي أقيمت بميدان المجذوب وسط إجراءات أمنية .
وعاصر جلال الدين السيوطي 13 سلطانًا مملوكيًا وكانت علاقته بهم متحفظة، وطابعها العام المقاطعة وإن كان ثمة لقاء بينه وبينهم، وضع نفسه في مكانته التي يستحقها، وسلك معهم سلوك العلماء الأتقياء، فإذا لم يقع سلوكه منهم موقع الرضا قاطعهم وتجاهلهم.
ولقب جلال الدين السيوطي ببحر العلوم لما قدمه خلال حياته من مؤلفات ،وألف العارف بالله عددا كبيرا من الكتب بلغت 600 مصنفا في التفسير والفقه والحديث والأصول والنحو والبلاغة والتاريخ والأدب فأثري بها العلم وكان ابرز هذه المؤلفات " مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة ، همع الهوامع شرح جمع الجوامع ، عين الإصابة في معرفة الصحابة، تزيين الممالك بمناقب الإمام مالك ، وغيرها من مئات المؤلفات.
وتوفي الإمام جلال الدين السيوطي في منزله بروضة المقياس على النيل في القاهرة في 19 جمادى الأولى سنة 911 هـ، الموافق 20 أكتوبر 1505 م، ودفن خارج باب القرافة في القاهرة، ومنطقة مدفنه تعرف الآن بمقابر سيدي جلال نسبة إليه، وقبره معروف هناك.