تعد محافظة الغربية من أشهر المحافظات التي تقوم بصناعة الحلويات،وخاصة منطقة محيط السيد أحمد البدوي،والتي تعتبر معقل صناعة وبيع حلوى المولد النبوي الشريف ، في العاصمة طنطا،والتي تضم كثيرًا من المصانع المهتمة بصناعة تلك الحلوى إضافة إلى ورش متخصصة في صناعة العروسة الحلاوة التقليدية وكثيرا من المتاجر والسرادقات الخاصة ببيع الحلوى،التي تتزين بالأنوار في مثل هذا الوقت من كل عام ، ويقبل عليها المواطنون من جميع أنحاء الجمهورية لشراء الحلوى ، والتي تعد عادة مصرية عرفها المصريون منذ العصر الفاطمي في عام 973 هجريًا وتطورت تلك الحلوى من زمن إلى أخر، بعدما كانت تقتصر على أربعة أو خمسة أنواع،أصبحت الآن عشرات الأنواع والألوان ولكن جميعها من مكونات واحدة من السكر والعسل والمواد الجيلاتينية.
وأكد،محافظ الغربية،أشرف الجندي - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الخميس / - أن هناك استعدادات مكثقفة لهذه المناسبة الشريفة، منها تكثيف الجولات والحملات التفتيشية على منافذ البيع المختلفة من قبل اللجان المعنية بمتابعة ومراقبة الأسواق وخاصة مصانع ومحالّ بيع حلويات المولد النبوي الشريف وتشديد الرقابة لحماية المستهلك من أساليب التلاعب والغش التجاري وضبط السلع مجهولة المصدر وغير المطابقة للمواصفات القياسية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن صحة وسلامة المواطنين ووصول الدعم لمستحقيه وضبط الأسواق تعد من أهم أولويات المحافظة .
ومن جانبه، قال الدكتور رأفت عبد الرازق أبو العينين ،وكيل كلية الآداب لشؤن خدمة المجتمع وتنمية البيئة بمحافظة الغربية،إن العصر الفاطمي في مصر شهد العديد من الاحتفالات الدينية التي كانت تتميز بالفخامة والتنوع، وذلك بسبب الطابع الشيعي للإمبراطورية الفاطمية، والتي كانت تهدف إلى تأكيد الولاء للخليفة الفاطمي وتعزيز الهوية الشيعية ، ومن أبرز هذه الاحتفالات ، المولد النبوي الشريف، والذي كان الخليفة الفاطمي يجوب الشوارع ويوزع الحلويات بكميات كبيرة على المواطنين والجنود خلاله بالإضافة إلى إقامة الولائم ، وتنظيم المهرجانات بالشوارع والساحات العامة حيث كانت تزين المدينة بالأضواء والزينات .
وأضاف الدكتور أبو العينين أنه كان للخليفة الفاطمي دور كبير في تنظيم الاحتفالات، حيث كان يشرف شخصياً على توزيع الصدقات والهدايا، وكان يُلقى في هذا اليوم خطبا تمجد النبي محمد وتذكر سيرته صلى الله عليه وسلم ، وكان المواطنون في ذلك الوقت يقدمون التهاني لبعضهم البعض وتلقى القصائد والمدائح النبوية ، حيث ترك هذا التقليد أثرًا كبيرًا في العالم الإسلامي، واستمر الاحتفال بهذه المناسبة بعد انتهاء حكم الفاطميين، وانتشر في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وتابع الدكتور أبو العينين أن عروسة المولد هى رمز تقليدي لمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم،وهي جزء من الاحتفالات الشعبية بهذه المناسبة العطرة،وتُصنع عادة من السكر وتزين بألوان زاهية وملابس تقليدية،وتشتهر مدينة طنطا، بصناعة تلك الحلوى، وخاصة خلال المناسبات الدينية مثل المولد النبوي، حيث يأتي الناس من مختلف أنحاء البلاد لشراء الحلويات الطنطاوية المعروفة بجودتها العالية وطعمها المتميز .
وأوضح أن مدينة طنطا في مصر لها تاريخ طويل يعود إلى العصور القديمة، ولكنها نمت و ازدهرت بشكل خاص خلال العصر الإسلامي،حيث أصبحت إحدى المراكز الرئيسية للعلم والثقافة والدين في مصر، وذلك بسبب موقعها الاستراتيجي على طرق التجارة والزراعة،وإزدادت أهميتها بفضل إنشاء المساجد والمدارس الإسلامية، حيث أصبحت مركزا دينيا وعلميا يجذب العلماء والمتعلمين من مختلف أنحاء مصر..وكان لوجود مقام سيدي أحمد البدوي، أحد أولياء الله الصالحين في الإسلام دورا كبيرا في شهرة المدينة أيضا ، حيث أصبح ضريحه مركزا لزيارة الآلاف من المسلمين سنويًا، مما زاد من مكانة المدينة الدينية والاجتماعية.
كما إحتفل الفاطميون بليلة الإسراء والمعراج من خلال تنظيم مواكب وإلقاء الخطب الدينية ، فضلا عن عيد عاشوراء،والذي يعتبراليوم العاشر من شهر محرم ، بالإضافة إلى هذه الأعياد كان هناك احتفالات أخرى مثل الاحتفال بذكرى جلوس الخليفة والاحتفالات الخاصة ببعض الأولياء الصالحين، و كان لكل مناسبة طقوسها الخاصة التي تعبر عن الفخامة والاهتمام بالفنون والموسيقى والشعر.
وبدوره قال رئيس الغرفة التجارية بالغربية، محمد مصلي، إن مدينة طنطا تشتهر بصناعة حلوي المولد النبوي الشريف وتتفوق في صناعتها من سنوات طويلة، موجها التجار بتخفيض الأسعار لتكون في متناول المواطنين وخاصة في هذه المناسبة العطرة .
وأضاف هدفنا خدمة المستهلك ودعم التجار والعمل علي حل مشاكلهم، فحيث تم عمل داخل الغرفة التجارية قسم لاستخراج بطاقات الاستيراد وكذلك الضرائب بدلا من استخراجها من القاهرة.
ومن جهته ، قال الحاج أحمد مصطفى عبد الفتاح مرزوق صاحب أحد أشهر محلات حلوى المولد إن طنطا تتربع على عرش حلاوة المولد على مستوى مصر .
وبدوره قال إسلام الرشيدى صاحب مصنع الرشيدى إن مدينة طنطا هى أصل صناعة الحلوى الجافة في مصر ولا ينافسها أى مكان آخر فى هذه الصناعة وحيث توارثنا هذه الصنعة عن الآباء والأجداد .
وأوضح الحاج "العربي عوارة" والذي يتنمي إلى عائلة "عوارة" صاحبة التريخ الكبير في صناعة حلوى المولد بطنطا، أنه قديمًا كان العمل كله يدويًا والمكونات كانت عبارة عن سكر من مصانع نجع حمادى وعسل جلوكوز، وكنا نحصل عليه من مصنع " كوتسيكا" بسكه حلوان، وكان عبارة عن قوالب وليس شراباً، بالإضافة الى المادة الخام مثل السمسم أو الفول السوداني أو الحمص، حيث فى البداية يتم وضع السكر على النار حتى يصبح كراميل ثم يوضع عسل الجلوكوز، وبعد ذلك يتم أخذ هذه المادة، ثم يتم وضع الإضافات مثل الحمص ويتم فردها يدويا وقصها بمقص يدوي، وكانت مهنة مرهقة جدا.
وأضاف :" أما الآن فمعظم هذه الأعمال الشاقة تقوم بها الماكينات الحديثة، حيث يتم وضع السائل فى "الماكينات " بدلا من ضربه فى المسمار المسلح ويتم القص بمقص كهربائي وأيضا التغليف الآلي .