قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤولين، إن رسائل نتنياهو المتضاربة بشأن محور فيلادلفيا تسبب ارتباكا في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.

وقت حرج للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب

وتابعت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها الأربعاء، إن نتنياهو قال هذا الأسبوع إن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا، لكن وبالتزامن مع تصريحات نتنياهو أبلغ رئيس الموساد الوسطاء أن جيش الاحتلال سينسحب في النهاية.

وأضافت واشنطن بوست، أن تصريحات نتنياهو أربكت الوسطاء في وقت حرج للجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أن فريق التفاوض الإسرائيلي عرض سرا على الوسطاء سحب القوات كجزء من اتفاق على مراحل، موضحة أن هناك شكوك حول ما إذا كانت إسرائيل مهتمة بالتوجه نحو وقف لإطلاق النار.

وفي وقت سابق، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي فور دخوله محور فيلادلفيا تفاجأ من إغلاق جميع الأنفاق المتواجدة في المحور من الجانب المصري.

وتابعت القناة العبرية في تقرير لها الأربعاء، إن عمليات المسح الأخيرة أظهرت أن الأنفاق التي كانت تربط غزة بمصر لم تكن قيد الاستخدام لعدة سنوات.

وأشارت القناة العبرية، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، نجحت في تطوير صناعتها العسكرية بعيدا عن محور فيلادلفيا، مؤكدة أن الحركة أنشأت مصانع تحت الأرض لإنتاج الأسلحة.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن جيش الاحتلال ملتزم بهزيمة حركة حماس والتي وصف أعضائها بـ"المتوحشين" الذين زرعتهم إيران بجوار إسرائيل، متهما إياهم بقتل الأسرى الإسرائيليين الـ6 في غزة، موضحا أن حدود إسرائيل تبدأ من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط.

وزعم نتنياهو خلال كلمته أمام الصحافة الأجنبية في القدس الأربعاء، أن إسرائيل تسيطر على الحدود البحرية لغزة ولذلك فلا يمكنهم تهريب السلاح من خلال البحر، لكن فيلادلفيا أصبح مفتوحا، مكررا اتهاماته المزعومة إلى مصر بعدم قدرتها على ضبط المحور بالرغم من أن الخارجية ردت على تلك المزاعم.

وكانت الخارجية المصرية قد أعلنت في بيان الثلاثاء، عن رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.

وأكدت مصر على رفضها لكافة المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسؤولين الإسرائيليين في هذا الشأن، والتي عاد نتنياهو من جديد لبثها اليوم في كلمة جديدة له.

الامور ستزداد سوء

في هذا الصدد قال زيد الايوبي المحلل السياسي الفلسطيني إن رئيس وزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو إنه مُصر على الاستمرار في الحرب، مشيراً إلى أن رفضه للمقترح الامريكي كان أمر متوقع فهو يخترع ذرائع كثيرة من اجل الاستمرار ، لافتاً إلى أن تصريحاته بالامس تعني احتلال قطاع غزة بشكل رسمي وانه مستمر في الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية ورغبته في اخراج الفلسطينين من ارضهم وتحقيق المشروع الاسرائيلي فضلا عن اصراره في البقاء في محور فيلادلفيا .

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن ما يقوم به نتيناهوفي الضفة الغربية وقطاع غزة يدل على ان الامور ستذهب للاسوء والتصعيد خلال الفترة القادمة ، فضلاً عن حصوله على ضوء اخضر من كل الدول الكبرى في العالم للاستمرار في حربه وحرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني، ويجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف اراقة الدماء والمذبحة والتي يذهب ضحيته آلالاف المدنيين وهذا بدوره يأخذ المنطقة بعيدا عن مربع التهدئة والسلام وهناك من يعطي نتيناهوكل الذرائع لتنفيذ كل مخطاته.

وتابع : الحرب ستستمر لبعد الانتخابات الامريكية ومن الممكن ان تستمر لعام اخر وقد يختلف شكل الحرب ، وليس هناك ما يوحي بوقف الحرب، مشيراً إلى أن نتيناهولديه مشروع صهيوني واسرائيلي يقوم على توسيع اسرائيل على حساب فلسطين والاراضي العربية المحيطة.

من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الأمريكيين قالوا على نتنياهو إنه لم يبذل الجهد الكافي لتحقيق التهدئة في حين إنهم يعلمون أن نتنياهو هو من يفسد كل ذلك، مشيرا إلى مدى وقاحة نتنياهو.

وأضاف خلال تصريحات خاصة لـــ"صدى البلد": الإسرائيليين عندما رأوا أن المجتمع الدولي تخازل عن وقف الحرب في غزة ولم يتم إصدار قرارات حول حروب الإبادة الجماعية، وبالتالي شهية الاحتلال تزداد لسفك الدماء، لافتا إلى انتقال الحرب بشكل متسلسل من غزة للضفة الغربية دون خوف من المجتمع الدولي .

وتابع : نتنياهو عندما شعر بضعف موقف ألقى بالاتهامات إلى مصر وبالفعل ردت عليه وزارة الخارجية المصرية، وبالتالي موقف مصر واضح بضرورة خروج الإسرائيليين من معبر رفح ومحور فيلادليفيا

وأردف: الأمريكيون قد يقدموا اقتراحا خلال الأيام القادمة وربما يكون اليوم ، والمقترح سيكون لسد فجوات معينة ومن المؤكد أن نتنياهو سيرفضها لرغبته في استمرار الحرب حتى لا يتوقف سياسيا ، وحتى تتوقف هذه الحرب يجب استخدام القوة.