تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر ما أدى لاستشهاد أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
إجهاض كل الجهود المبذولة للتهدئة
وقال مصدر رفيع المستوى، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (عن محور فيلادلفيا) هي رسالة استباقية يوجهها لوشنطن برفضه أي مقترحات لوقف إطلاق النار.
وأضاف المصدر في تصريحات، مساء الأربعاء، أنّ تصريحات نتنياهو رسالة استباقية كذلك لإجهاض كل الجهود المبذولة للتهدئة والإفراج عن المحتجزين.
وأشار المصدر إلى أن نتنياهو يروج الأكاذيب للتغطية على فشله في قطاع غزة، موضحًا أن ترويجه لتهريب السلاح من مصر أكذوبة أخرى لتبرير فشل حكومته في السيطرة على تهريب السلاح من إسرائيل إلى القطاع.
ولفت إلى فشل إسرائيل في القضاء على مافيا تهريب السلاح من معبر كرم أبوسالم إلى قطاع غزة. ونوه بأن نتنياهو يمهد من خلال ادعاءاته بتهريب السلاح من مصر لإعلان فشله الأمني والسياسي في السنوات الأخيرة، وعدم العثور على المحتجزين وعدم تحقيق أي انتصار عسكري بغزة أو الضفة.
وأفاد بأن نتنياهو يسمح بتهريب السلاح من داخل إسرائيل إلى الضفة الغربية، ويتغاضى عن عمليات بيع السلاح للضفة لإيجاد المبررات لعدوانه على الشعب الفلسطيني.
ولفت المصدر إلى أن الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها بشكل كامل داخليا وخارجيا، ولا تزال مستمرة في ترويج أكاذيبها للتغطية على فشلها.
وشدد على أن هناك استياء من كل الأطراف من استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، في إفشال الوصول لاتفاق هدنة.
وكانت مصر قد أعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن رفضها التام للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي التي حاول من خلالها الزج باسم مصر لتشتيت انتباه الرأي العام الإسرائيلي، وعرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وعرقلة جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة.
وأكدت مصر، رفضها لكل المزاعم التي يتم تناولها من جانب المسئولين الإسرائيليين في هذا الشأن.
كما حملت، الحكومة الإسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف، وتستهدف تبرير السياسات العدوانية والتحريضية، والتي تؤدي إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
وشددت مصر على حرصها على مواصلة أداء دورها التاريخي في قيادة عملية السلام في المنطقة بما يؤدي إلى الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين ويحقق استقرار جميع شعوب المنطقة.
مدى وقاحة نتنياهو
في هذا الصدد قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الأمريكيين قالوا على نتنياهو إنه لم يبذل الجهد الكافي لتحقيق التهدئة في حين إنهم يعلمون أن نتنياهو هو من يفسد كل ذلك، مشيرا إلى مدى وقاحة نتنياهو.
وأضاف خلال تصريحات خاصة لـــ"صدى البلد": الإسرائيليين عندما رأوا أن المجتمع الدولي تخازل عن وقف الحرب في غزة ولم يتم إصدار قرارات حول حروب الإبادة الجماعية، وبالتالي شهية الاحتلال تزداد لسفك الدماء، لافتا إلى انتقال الحرب بشكل متسلسل من غزة للضفة الغربية دون خوف من المجتمع الدولي .
وتابع : نتنياهو عندما شعر بضعف موقف ألقى بالاتهامات إلى مصر وبالفعل ردت عليه وزارة الخارجية المصرية، وبالتالي موقف مصر واضح بضرورة خروج الإسرائيليين من معبر رفح ومحور فيلادليفيا
وأردف: الأمريكيون قد يقدموا اقتراحا خلال الأيام القادمة وربما يكون اليوم ، والمقترح سيكون لسد فجوات معينة ومن المؤكد أن نتنياهو سيرفضها لرغبته في استمرار الحرب حتى لا يتوقف سياسيا ، وحتى تتوقف هذه الحرب يجب استخدام القوة.
الأيام القادمة مصيرية
وقال زعيم حزب العمل الإسرائيلي يائير جولان: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد البقاء بمحوري فيلادلفيا ونتساريم فقط للحفاظ على ائتلاف الخراب والدمار.
وأضاف جولان، أن أقوى تحالف في إسرائيل اليوم هو تحالف الفساد والقومية المتعصبة والعنيفة.
ولفت إلى أن هذه المجموعة المتطرفة تريد التضحية بأبنائنا على مذبح فرصة إعادة تأسيس غوش قطيف في غزة.
وأوضح قائلًا "علينا إنشاء جبهة حازمة للقوى الديمقراطية بإسرائيل والاستمرار بالتظاهر حتى تدعو الحكومة نفسها إلى إجراء انتخابات".
وأشار إلى أن الأيام القادمة مصيرية وإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى ينطوي على إمكانات هائلة لإنقاذهم وإنقاذ إسرائيل.
وأكد أن تفويت فرصة إطلاق سراح الأسرى سيكون كارثة بالنسبة لهم وكارثة بالنسبة لإسرائيل.