أصداء واسعة حققتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، تلك الزيارة الفريدة الأولى منذ 10 سنوات والتي تأتي ردا على زيارة نظيره التركي أردوغان إلى مصر في فبراير الماضي.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أشرف غراب الخبير الاقتصادي نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأنقرة تلبية لدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وتعمل على التقارب الشديد بين الدولتين، موضحا أن تقارب دولتين كبيرتين اقتصاديا ودوليا بحجم مصر وتركيا يعود عليهما بتحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة.
وأوضح أشرف غراب، في تصريحات خاصة لـ صدى البلد"، أن التقارب وتعزيز التعاون الاقتصادي بين القاهرة وأنقرة يفتح المجال لإقامة مشروعات واستثمارات كبرى بين البلدين خلال الفترة القادمة، متوقعا أن يزيد حجم تدفقات الاستثمارات التركية لمصر خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن هناك العديد من الشركات التركية تريد العمل بمصر بما يتضمنه الاقتصاد المصري من مناخ جاذب للاستثمارات وما يقدمه من محفزات استثمارية كبيرة، وما به من مناطق اقتصادية كبرى ومناطق صناعية متعددة على مستوى المحافظات، إضافة إلى البنية التحتية والمحاور والطرق التي ربطت المحافظات ببعضها والبنية التشريعية التي حسنت مناخ الاقتصاد المصري .
وتابع الخبير الاقتصادي، أن معدل التبادل التجاري بين مصر وتركيا كبير فقد بلغ حوالي 6.6 مليار دولار خلال العام الماضي مقابل 7.8 مليار دولار خلال عام 2022، ومن المتوقع أن يصل ما بين 10 إلى 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، كما متوقع أن تتم عمليات التبادل التجاري بين الدولتين بالعملات المحلية ما يخفف من الضغط على العملة الصعبة، ويزيد من حجم التجارة بين مصر وتركيا .
وأشار غراب، إلى أن الجانبين وقعا عددا من الصفقات والاتفاقيات في العديد من المجالات كالطاقة والتعليم والصحة والثقافة والسياحة وغيرها في سبيل تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين لتحقيق التكامل الاقتصادي، خاصة وأن مصر هي نقطة تمركز محورية لكافة الدول المحيطة لموقعها المتميز مع وجود عدد من المزايا والاتفاقيات الهامة وهو ما فتح الباب بعد اتفاقية التجارة الحرة سنة 2007 بين مصر وتركيا أمام رجال الأعمال الأتراك للنفاذ عبر هذه الاتفاقيات.