قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل الوضوء يسيطر على الغضب؟ 4 نصائح نبوية تجعلك من الكاظمين الغيظ

الوضوء والغضب
الوضوء والغضب
×

هل الوضوء يسيطر على الغضب؟ مَن يتعرّض لما يُغضبه عليه أن يتوضأ؛ فإن الوضوء يطفئ لهيب الغضب، ويقضي على شرارته؛ فعن عبد الله بن بجير الصنعاني قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلَّمه رجل، فأَغضبه، فقام فتوضأ، فقال: حدَّثني أبي عن جدي عطية، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ» رواه أبو داود في "سننه"، والإمام أحمد في "مسنده".


وكذلك ذكر الله يبعث في القلب خشية تُعِينُ الإنسان على التأدب والتحكم في الغضب؛ قال الإمام الماوردي في "أدب الدنيا والدين" (ص: 258، ط. دار مكتبة الحياة): [واعلم أن لِتَسْكِينِ الغضب إذا هجم أسبابًا يُستعان بها على الْحِلْمِ؛ منها: أن يذكر الله عز وجل؛ فَيَدْعُوهُ ذلك إلى الخوف منه، وَيَبْعَثُهُ الخوف منه على الطاعة له، فَيَرْجِعُ إلى أدبه ويأخذ بِنَدْبِهِ؛ فعند ذلك يزول الغضب؛ قال الله تعالى: «وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ» [الكهف: 24]] اهـ. وممَّا سيق يُعلَم الجواب عمَّا جاء بالسؤال.


لاَ تَغْضَبْ

أعطى الله جلَّ وعلا نبينا -صلى الله عليه وسلم- جوامع الكلم فأوجد له القول فيقول قولاً وجيزاً تحتوي من المعاني والفوائد ما لا يخفى ولا يستطيع أحد أن يحصى كل ذلك، في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه جاء رجل فقال: يا رسول الله أوصني، قال: «لاَ تَغْضَبْ" فَرَدَّدَ مِرَارًا وهو يقول له: "لاَ تَغْضَبْ».


يعتبر الغضب أمرًا فطريًا طبع عليه كثير من الناس وقل من يسلم من شره وبلاه، ولكن من عباد الله من يوفقه الله فيتغلب على غضبه، ومن الناس من يضعف أمام الغضب فربما وقع في السباب والشتام والعدوان إلى أن ينتهي به إلى العدوان وسفك الدماء وتدمير الأموال والقدح في الأعراض بلا مبرر شرعي.


وينقسم الغضب إلى أمرين: منه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم، فالممدوح منه ما كان غيرةً لدين الله تعالى، وغضباً لانتهاك محارم الله، غضباً يدعوه إلى الغيرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطرقه الشرعية وأساليبه الشرعية، ليس غضباً يدعو إلى الطغيان ولكن غضب يحمل على الخير والتوجيه والنصيحة والتحذير المسلم من مخالفة شرع الله تعالى.

ما هو الغضب المذموم


وهناك غضب مذموم وهو ما كان في سبيل الهوى والشيطان والباطل، كغضب من يغضب عندما يقرأ حكم من الأحكام الشرعية عليه فيغضب لذلك، أو يغضب عندما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال الله جلَّ وعلا في ذلك ذاماً لهذا النوع: «وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا».

روشتة شرعية للتخلص من الغضب


ووضع الرسول -صلى الله عليه وسلم- روشتة شرعية للتخلص من الغضب وهي: التعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن الغضب من إلحاح الشيطان ووساوسه ليقهر بذلك المسلم، فإن الشيطان يستغل العبد عند الشهوة والغضب فيقوده إلى البلاء عند غضبه وطغيان شهوته فلا يستطيع السيطرة على ذلك قال الله جلَّ وعلا: «وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ».


وجاء في السنَّة النبوية كما في صحيحي البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد الصحابي رضي الله تعالى عنه قال: «كنت جالساً مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ورجلان يستبّان، وأحدهما قد احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجهد، لو قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، ذهب منه ما يجد، فقالوا له: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: تعوّذ بالله من الشّيطان الرجيم، فقال: وهل بي من جنون؟».


ويؤكد الحديث السابق أن التعوذ بالله تعالى من الشيطان حال الغضب ينجيك من آثاره ونتائجه السيئة، ومن ذلك أيضاً تغير الحالة التي كنت عليها فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إذا غضب إن كان قائماً فليقعد فإن ذهب غضبه وإلا فليضطجع حتى يذهب عنه أثر ذلك الغضب».


وأمرنا الرسول -صلى الله عليه وسلم-: بالسكوت عن الغضب، لأن الإنسان إذا غضب لا يبالي بما يقول فتخرج منه كلمات بذيئة سيئة يندم عليها عندما يفيق من غضبه ولهذا جاء في الحديث أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قال: «عَلِّمُوا وَبَشِّرُوا وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ» فسكوت الغضبان ينجيه من آثار الأقوال السيئة ويخلصه من تبعاتها.


وحثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالوضوء عند الغضب، وروي في سنن أبي داود عن عطيّة بن عروة السعديّ الصحابيّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الغضب من الشيطان، وإنّ الشّيطان خلق من النّار، وإنّما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضّأ»


وأرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الإكثار من ذكر الله عند الغضب، كما في قوله تعالى: «أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ»، والمؤمن قد يغضب لكنه سريع من غضبه قال جلَّ وعلا عن عباده المؤمنين: «وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ».


وعن فضل كتم الغيظ، قال تعالى: «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، فكظم الغيظ وعدم التمادي في الانتقام والصبر والعفو والله يحب المحسنين، وجاء في الحديث: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا يقَدِرٌ عَلَى تنفيذه دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ فيُخَيِّرَهُ من الْحُورِ العين ما شَاءَ" لأن من كظم غيظه وعفا وصفح فذلك خير له وأهدى سبيلا.