قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هل يصل ثواب القرآن للميت وكيفية إهدائه للمتوفى؟ اعرف آراء الفقهاء

هل يصل ثواب القرآن للميت
هل يصل ثواب القرآن للميت
×

هل يصل ثواب قراءة القرآن للميت؟ لا مانع شرعا من اجتماع الناس على قراءة القرآن وختمه وهبة ثواب هذا العمل الصالح إلى الميت؛ سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة؛ منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «اقرءوا يس على موتاكم» رواه أحمد وغيره، والحديث يشمل حال الاحتضار وبعده، وقد ألف في هذه المسألة جماعة من العلماء؛ منهم الإمام الخلال الحنبلي، والحافظ شمس الدين المقدسي الحنبلي، والسيد عبد الله الغماري، حتى إن بعض العلماء نقلوا الإجماع على مشروعيته من غير نكير، أما وصول الثواب إلى الميت فيحصل بقول القارئ: "اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأت لفلان".

هل يصل ثواب القرآن للميت؟


قال الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في رده على سؤال حول انتفاع الموتى بالأعمال الصالحة، أن هناك اختلافًا في الآراء حول مسألة وصول الثواب للميت.

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن البعض يعتقد أن الميت لا يتأثر بالدعاء وقراءة القرآن، بينما يرى آخرون أن الميت يسمع ويرى، وأنه يتشوق للدعاء وقراءة القرآن له.

وأشار إلى أن السنة النبوية تؤكد اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بالميت وقراءة الفاتحة عند القبور، لافتا إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان عندما يمر على القبور يسلم ويقول: "السلام عليكم أهل الديار من المسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون"، وكذلك علمنا أن نقول: "السلام عليكم دار قوم المؤمنين، أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون".


وتابع: "الإمام القرطبي يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى، بعد انتهاء المعركة، مر على قتلى بدر ونداء عليهم بأسمائهم، فقال: 'يا عقبة بن معيط، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟' فتعجب الصحابة من هذا وقالوا: 'يا رسول الله، تناديهم وقد ماتوا؟' فأجاب صلى الله عليه وسلم: 'ما أنتم بأسمع منهم، إنهم يسمعون كما تسمعون ولكنهم لا يستطيعون الكلام'".

وأضاف: "من هنا، اتفق جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة على أن الميت ينتفع بما ينتفع به الحي، وذلك بناءً على الحديث الشريف: 'إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له'، كما أشار الفقهاء إلى أن الميت ينتفع بسائر القربات مثل قراءة القرآن الكريم".

وأشار إلى أن هناك نقاشًا حول ما إذا كانت الصدقة الجارية التي يُعمل بها بعد موت الإنسان تصل إليه أم لا، موضحا: "بعض الناس يتشككون في وصول الثواب، حيث حدد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمور فقط، ولكن الفقهاء قالوا إن الميت ينتفع بكل عمل صالح يُهدى له".

قراءة القرآن للميت ووصول ثوابها إليه


قراءةُ القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يَتقرب بها المسلمُ إلى ربه، وقد جاء الأمر الشرعي بذلك مطلقًا، ومن المقرر في أصول الفقه أن الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأحوال إلا ما جاء الشرع باستثنائه وتقييده.

فقراءة القرآن على الميت حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره، حالة الدفن أو بعدها؛ كلُّ ذلك جائز شرعًا ولا حرمة فيه بإجماع العلماء، إلا أن بعض المالكية ذهبوا إلى كراهة القراءة على القبر تحديدًا، ولكن الشيخ الدردير رضي الله عنه قال: [المتأخرون على أنه لا بأس بقراءة القرآن والذكر وجعل ثوابه للميت، ويحصل له الأجر إن شاء الله].


وقد ألَّف في هذه المسألة جماعةٌ من العلماء على اختلاف مذاهبهم الفقهية؛ كالإمام الخلال الحنبلي في جزء "القراءة على القبور"، والحافظ شمس الدين المقدسي الحنبلي في جزءٍ ألَّفه في هذه المسألة، والسيد عبد الله الغماري في كتابه "توضيح البيان لوصول ثواب القرآن"، وغيرهم مِمَّن صنَّف في هذه المسألة.

الأدلة على جواز قراءة القرآن للميت ووصول ثوابها إليه


ومن الأدلة على ذلك:
1- حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقرءوا يس على موتاكم» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم، وهذا يشمل حال الاحتضار وبعده.
2- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا مات أحدُكم فلا تحبسوه، وأَسْرِعوا به إلى قبره، وليُقْرَأْ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة سورة البقرة في قبره» أخرجه الطبراني، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وحسنه الحافظ ابن حجر، وفي رواية: «بفاتحة البقرة» بدلًا من «فاتحة الكتاب»، كما صحَّ عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أوصى إذا دُفن أن يُقرأ عنده بفاتحة البقرة وخاتمتها. أخرجه الخلال، وصححه ابن قدامة، وحسنه النووي.
3- ما رُوِي عن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: «مَنْ دخل المقابر، فقرأ فيها يس، خفَّف الله عنهم يومئذٍ، وكان له بعددهم حسنات» أخرجه صاحب الخلَّال وذكره ابن قدامة في "المغني".


والخلاف في هذه المسألة ضعيفٌ، ومذهب من استحب قراءة القرآن وأجازها هو الأقوى، حتى إن بعض العلماء رأى أن هذه المسألة مسألة إجماع، وصرحوا بذلك، وممن ذكر هذا الإجماع الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي؛ حيث قال: [... وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله... -إلى أن قال:- قال بعضهم: إذا قرئ القرآن عند الميت، أو أهدي إليه ثوابه، كان الثواب لقارئه، ويكون الميت كأنه حاضرها، فترجى له الرحمة، ولنا: ما ذكرناه، وأنه إجماع المسلمين، فإنهم في كل عصر ومصر يجتمعون ويقرؤون القرآن ويهدون ثوابه إلى موتاهم من غير نكير].


وقد نقل الإجماع أيضًا الشيخ العثماني في كتابه "رحمة الأمة في اختلاف الأئمة" (ص: 72، ط. المكتبة التوفيقية) وعبارته في ذلك: [وأجمعوا على أن الاستغفار والدعاء والصدقة والحج والعتق تنفع الميت ويصل إليه ثوابه، وقراءة القرآن عند القبر مستحبة].


وأخذ العلماء وصول ثواب القراءة للميت من جواز الحج عنه ووصول ثوابه إليه؛ لأن الحج يشتمل على الصلاة، والصلاة تقرأ فيها الفاتحة وغيرها، وما وصل كله وصل بعضه، فثواب القراءة يصل للميت إذا نواه القارئ عند الجمهور، وذهب الشافعية إلى أنه يصل كدعاءٍ بأن يقول القارئ مثلًا: "اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان"، لا إهداء نفس العمل، والخلاف يسير، ولا ينبغي الاختلاف في هذه المسألة.

كيفية إهداء ثواب الأعمال الصالحة للميت

ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز إهداء الأعمال الصالحة للميت، منوهًا بأن هناك أعمالًا صالحة يؤديها الأحياء ويصل ثوابها لأمواتهم.

وأوضح مركز الأزهر، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم إهداء ثواب القربات للميت؟»، أن جميع العبادات المالية يصل ثوابها إلى الميت، وبعض العبادات البدنية كالحج والدعاء والاستغفار يصل ثوابها أيضًا إلى الميت، أما الصلاة فلا يصح أن يصلي أحدٌ عن أحد فرضًا ولا نفلًا؛ ولكن إذا صلى وأهدى ثواب الصلاة إليه فجائز على الأصح.

وتابع مركز الأزهر، وقال الإمام والمحدث "الزيلعي" في كتاب "تبيين الحقائق" تحت باب الحج عن الغير: الأصل في هذا الباب أن الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره عند أهل السنة والجماعة صلاةً كان أو صومًا أو حجًا أو قراءةَ قرآنٍ أو أذكارًا إلى غير ذلك من جميع أنواع البر، ويصل ثوابُ ذلك إلى الميت وينتفع به.

إهداء ثواب القربات للحي والميت


وأضاف مركز الأزهر، أنه ذهب الحنابلة إلى جواز إهداء ثواب القربات للحي والميت؛ قال البُهوتي الحنبلي رحمه الله: وكل قربة فعلها المسلم وجعل ثوابها أو بعضها -كالنصف ونحوه- لمسلم حي أو ميت- جاز له ذلك، ونفعه لحصول الثواب له، كصلاة ودعاء واستغفار، وصدقة وعتق وأضحية، وأداء دَيْنٍ وصوم، وكذا قراءة وغيرها، قال أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه؛ ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر، ويقرءون، ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعًا.

وأشار مركز الأزهر، إلى أنه اعتبر بعضهم في حصول الثواب للمجعول له إذا نواه حال الفعل، أي القراءة أو الاستغفار ونحوه، أو نواه قبله، ويستحب إهداء ذلك، فيقول: «اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان»، وقال ابن تميم: والأَولى أن يسأل الأجر من الله تعالى، ثم يجعله له أي: للمُهدَى له، فيقول: (اللهم أثبني برحمتك على ذلك، واجعل ثوابه لفلان)، وللمُهدي ثواب الإهداء، وقال بعض العلماء: يثاب كل من المُهدي والمهدى إليه، وفضل الله واسع. «انظر: كشاف القناع عن متن الإقناع».

كيفية إهداء ثواب قراءة القرآن للميت

أوضح الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن مَنْ يرغب في إهداء ثواب قراءة القرآن للمتوفى أن يقول «اللهم اجعل مثل ثواب ما قرأتُ لفلان».

وأكد «شلبي» في إجابته عن سؤال: «ما صيغة دعاء ختم القرآن للميت؟»، أن اجتماع الناس على قراءةِ القرآن وخَتْمِهِ يصل إلى الميت، من خلال وهبه له بـ دعاء ختم القرآن للميت، ويصل الثواب للمتوفى سواء كان ذلك حال وفاته أو بعدها، في منزله أو في المسجد، عند القبر أو غيره.