قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هند عصام تكتب: عذاب لا ينتهي

الكاتبة الصحفية هند عصام
الكاتبة الصحفية هند عصام
×

بعد مرور فترة وجيزة من سرد قصص وحكاوي الأساطير الفرعونية الشعبية القديمة التي لا أكلّ ولا أمل أبداً من سردها والخوض في تفاصيلها المثيرة إلا أننا من حين لآخرنتجه لسرد قصص الأساطير اليونانية حتي لا يشعر القارئ بالملل بالرغم من أني أشك في ذلك وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسرد الفرعوني ومع ذلك فالسرد يتطلب التغيير نوعاً ما أيضاً، ولكن عندما يتعلق الأمر بالكتابة عن الأساطير اليونانية أصبحت أكثر شغفاً من قبل لأنها لم تكن غريبة علينا ولا علي القارئ فقد سبق لنا وتحدثنا عن أساطير عديدة عظيمة ومنها جيبتور وأفروديت وايروس وسايكى وداناي وهيرا إلي أن آت أبولو ودافني التي جاءت على عكس هيرا وزيوس فليس دائما الرجل هو المتسبب الوحيد في شقاء المرأة كما هو متعارف عليه ، و سوف تسبت لنا هذا دافني عندما تسببت في شقاء أبولو.

لا شك في أن اسم الإله الجميل الصورة والماجد أبولو يقترن بأسماء كثير من الحوريات الجميلات.

و ليس دائمًا أن تقابل أولئك الحوريات الجميلات حب وعواطف أبولو الغرامية بالقبول من جميع الحوريات.

وكانت الجميلة دافني ابنة رب النهر بينيوس الذي يجري في تساليا، قد أحبها أبولو ووقع في غرامها بخدعةٍ من كيوبيد. فذات يوم عندما كان أبولو عائدًا من الصيد شاهد كيوبيد بن فينوس يلعبُ بقوسه وسهامه. فقال له أبولو مستهزاً به : «اترك أمثال هذه الأسلحة لمن يمكنهم فهمها واستخدامها.»

فأجابه كيوبيد قائلًا: «ستعرف تمامًا كيف أنني أجيد استخدام أسلحتي، وأنني أفهمها حق الفهم.» وقد كان وفعلها كيوبيد كي يعلم أبولو بكم قدرات كيوبيد الخارقة.
و بعد فترة قصيرة من استهزاء أبولو بقدرات كيوبيد ، وكان أبولو يسير مع الحورية الجميلة دافني، وعندما راءهما كيوبيد معاً ، وفي الحال استغل كيوبيد الفرصة ، و أمسك كيوبيد قوسه، وأطلق منها سهمين: سهمًا رصاصيًّا نحو دافني؛ ليثير بغضها وكرهها لأبولو، وسهمًا ذهبيًّا نحو أبولو ليولد حب وعشق دافني في قلبه.

ومنذ تلك اللحظة صارت حياة أبولو عذابًا لا ينتهي، وجحيمًا لا يُطاق. فكلما استخدم فنون الاستمالة في مغازلة دافني، وتوسَّل إليها بشتى طرق الإغراء، زادت هي جفاء، وغدت عاطفتها نحوه أكثر برودًا، وأخبرته بأنها تمقت كل فكرة عن الحب، وأن متعتها لا تكمن إلا في الصيد وممارسة رياضات الغابات. وإذ ثارت ثائرة أبولو صمم أخيرًا على أن يخطفها، ويجعلها زوجته رغمًا منها، ورغم برود عاطفتها نحوه إلا إنه قبض عليها، ولكنها أفلتت من قبضته، وهربت داخل الأحراش والغابة. وكلما أسرعت دافني في فرارها من أبولو ، بدت أكثر جمالًا في عيني ذلك الإله، فزاد من سرعته وهو يطاردها، وزادت صعوبة فرارها منه أكثر فأكثر. وأخيرًا خارت قواها فارتمت على الأرض، وبينما هي تسقط تلَتْ صلاة تتضرع بها إلى أبيها.

صاحت دافني تقول: «ساعدني يا أبت! أنقذني من أبولو!»

سمع بينيوس تضرع ابنته دافني، ونظرًا لضيق الوقت لجأ إلى طريقةٍ عاجلةٍ؛ لينقذ بها ابنته. فما إن انتهت دافني من كلامها، حتى بدأت تتحول. وفي تلك اللحظة عينها، كان أبولو قد أدركها وطوَّقها بذراعيه، فإذا به يجد أنه يطوِّق شجرة غار جميلة، وليس الحورية دافني، وحتى وهي على هذه الصورة، ما زال يحبُّها. وهكذا صارت شجرة الغار هي الشجرة المحبَّبة إلى أبولو أكثر من غيرها. ومنذ ذلك الوقت يُتوَّج كل من يكسب عطف أبولو بأكاليل من أغصان الغار وأوراقه، ولا سيما الشعراء، الذين اعتبروا دائمًا أن إكليل الغار دليل شرف خاص.