تختلف أنواع سرطان المرحلة صفر، اعتمادا على الأنسجة أو العضو الذي تنتمي إليه الخلايا السرطانية، فبعض أنواع السرطان، مثل الساركوما (سرطانات العظام أو الجلد)، لا تحتوي على مرحلة صفر.. فهو حالة تبدو فيها خلايا الجسم وكأنها خلايا سرطانية تحت المجهر ولكنها لم تترك موقعها الأصلي، ويعرف أيضا باسم سرطان موضعي أو سرطان غير غزوي، لأنه لم يغز أيا من الأنسجة المحيطة، وفي بعض الأحيان لا يطلق عليه اسم السرطان على الإطلاق.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أطلقت عام 2021 المبادرة العالمية لمكافحة سرطان الثدي، بهدف الحد من الوفيات الناجمة عنه بنسبة 2.5% سنويا، وهو ما من شأنه إنقاذ حياة 2.5 مليون شخص على مدار 20 عاما.
ومن جانبها، قالت جولي نانجيا أخصائية الأورام في كلية بايلور للطب في هيوستن بأمريكا: "يعتقد الكثير من الناس أن سرطان المرحلة صفر هو نوع من الآفات السرطانية السابقة".
وهناك ما يسمى بسرطان القنويات الموضعي، أو DCIS. وهذا يعني أن بعض الخلايا في قنوات الحليب بالثدي تبدو غير طبيعية، لكن هذه الخلايا لم تنم خارج قنوات الحليب وانتقلت إلى بقية أنسجة الثدي.
وأضافت "سرطان الثدي في المرحلة صفر ليس له أي أعراض.. الكثير من النساء مصابات بسرطان القنوات الموضعي ولا يعرفن، وخاصة النساء الأكبر سنا، لأنه عادة ما يكون مرضا مرتبطا بالشيخوخة".
وبالنسبة لسرطانات المرحلة صفر الأخرى، فإن الوضع مختلف. وغالبا ما تكون سرطانات المرحلة صفر في الأعضاء الداخلية الأخرى صغيرة جدا بحيث لا تظهر في الفحص.
ويتم اكتشاف معظم حالات DCIS من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية المنتظم، وهو النوع الذي يتم التشجيع على إجرائه سنويا بدءا من سن 40 أو 45 عاما.
وتابعت نانجيا: "نريد أن تخضع النساء لتصوير الثدي بالأشعة السينية، لاكتشاف السرطان في مراحله المبكرة حيث يكون من السهل للغاية علاجه".
ويتم علاج معظم حالات DCIS بالجراحة أو الإشعاع أو مزيج من الاثنين، ولا ينصح بالعلاج الكيميائي أبدا.. ويمكن أن تكون الجراحة "استئصال الورم"، وهي جراحة موضعية تزيل فقط الأجزاء التي تبدو وكأنها سرطان.
وإذا كانت هناك حالات متعددة من DCIS في نفس الثدي، فقد يكون استئصال الثدي بالكامل منطقيا. بعد ذلك، يتلقى بعض المرضى الإشعاع للقضاء على الخلايا السرطانية بشكل أكبر، ويحصل البعض على العلاج الهرموني لتقليل احتمالات تكراره.
وبدورها، قالت جراحة سرطان الثدي سارة جافيد من مركز فريد هاتش للسرطان في سياتل بواشنطن "إنه إذا اخترقت الخلايا غير الطبيعية قناة الحليب، يمكن أن تتراوح شدة السرطان الناتج من المرحلة 1 إلى المرحلة 4 الأكثر تقدما، اعتمادا على حجم الورم ومدى انتشار السرطان في جميع أنحاء الجسم.. وقبل أن يصبح فحص التصوير الشعاعي للثدي المنتظم هو القاعدة، كان سرطان القنوات الموضعي يمثل 5 % فقط من تشخيصات سرطان الثدي، والآن، يمثل سرطان القنوات الموضعي حوالي 20 % من سرطانات الثدي التي تم تشخيصها حديثا".
وأضافت سارة جافيد: "أهداف العلاج ثنائية. أولا، يمكن للعلاج أن يمنع تطور سرطان القنوات الموضعي إلى سرطان غزوي.. ولكن أيضا، يمكن للعلاج استبعاد سرطان غزوي آخر كان مختبئا بالقرب من سرطان القنوات الموضعي ولكن لم يتم اكتشافه".
وتابعت أن هناك فرصة تتراوح من 5 إلى 20 % أن يجد أخصائي علم الأمراض الذي يفحص الأنسجة المستأصلة أثناء الجراحة سرطانا غزويا بالفعل.
وأوضحت أن فرص البقاء على قيد الحياة جيدة، فالأشخاص المصابون بسرطان الثدي في المرحلة صفر لديهم متوسط عمر متوقع طبيعي مع معدل بقاء يبلغ حوالي 98 % بعد عقد من المتابعة.
فيما قالت أخصائية الأورام الجراحية شيلي هوانج من كلية الطب بجامعة ديوك في دورهام بولاية نورث كارولينا، في مقطع فيديو تشرح فيه بحثها: "ما نعرفه الآن هو أنه ربما لا تمتلك جميع حالات DCIS القدرة على التطور إلى سرطان غزوي، وحتى تلك الحالات قد لا تتطور إلى سرطان غزوي أثناء حياة المريضة".