أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إنه منذ 3 سنوات تم تطبيع وترقية العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا؛ هاتين البلدين القويين العظميين في الشرق الأوسط، ومنذ ذلك الحين تمضي الدولتان بخطى وثابة في تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى أن القمة المصرية التركية التي ستعقد أثناء زيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة خلال ساعات تهدف للمضي قدما في تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في القاهرة قبل 6 شهور حينما استقبل الرئيس السيسي نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف الدكتور أيمن سلامة – في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد" – أن زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا ولقاء نظيره التركي نقطة مفصلية وحجر زاوية صلب في تعميق العلاقات وتوطيدها بين البلدين، مشيرا إلى أن التطورات الإقليمية في شرق المتوسط وفي الإقليم جعلت الدولتين تهدفان لتوطيد العلاقات وإيجاد توافق سياسي واقتصادي وأمني بين البلدين، سواء في مجال الطاقة في شرق البحر المتوسط والصراعات في ليبيا وفي غزة أو التحديات الاقتصادية التي تجابه البلدين.
وأوضح أستاذ القانون الدولي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا جزء من استراتيجية أوسع نطاق من جانب البلدين لتثبيت مواقعهما الإقليمية وتموضعهما في الإقليم في قضايا وملفات عديدة وضمان وحماية المصالح المتبادلة من خلال العلاقات الدبلوماسية الجديدة بين البلدين بعد ترقيتها منذ 3 سنوات، مشيرا إلى أن الأزمات الإقليمية دفعت البلدين إلى اتباع سياسات أكثر تقاربا مما جعل البلدين يدركان أن التعاون أفضل من المنافسة ومن شأن هذا التعاون أن يخدم مصالح الشعبين بشكل أفضل وأن يمثل أيضا نقطة تحول للقاهرة وأنقرة.
وعن شكل العلاقات بين مصر وتركيا خلال الفترة الماضية، حرص الرئيس السيسي – خلال لقائه نظيره التركي بالقاهرة – على إبراز استمرار التواصل الشعبي بين البلدين خلال السنوات العشر الماضية، كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً مضطرداً خلال تلك الفترة؛ قائلا: "فمصر حالياً الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا.. كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية.. وقد أثبتت التجربة.. الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين.. وبالتالي سنسعى معاً إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح مجالات جديدة للتعاون".