كأول زيارة منذ 10 سنوات، جاءت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر في فبراير الماضي؛ جاءت – كما قال عنها الرئيس السيسي في وقتها –لـ "نفتح معاً صفحة جديدة بين بلدينا.. بما يثري علاقاتنا الثنائية.. ويضعها على مسارها الصحيح.. وأؤكد اعتزازنا وتقديرنا لعلاقاتنا التاريخية مع تركيا.. والإرث الحضاري والثقافي المشترك بيننا"، كلمات قوية جاءت لتعبر عن قوة العلاقات بين مصر وتركيا وتؤكد على أهمية بدء عهد جديد بين البلدين.. ولم تمر أشهر قليلة – تخللتها زيارات متبادلة بين مسئولي القاهرة وأنقرة – حتى جاءت أخر الزيارات الشهر الماضي بزبارةهاكان فيدان وزير الخارجية التركي إلى القاهرة والذي استقبله خلالها الرئيس السيسي، وجاءت القضية الفلسطينية والأوضاع في الشرق الأوسط كعنوان رئيسي لهذا اللقاء الحافل.
زيارة محورية تفتح صفحة جديدة من العلاقات
وما هي إلا ساعات قليلة ويبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة مهمة ومحورية إلى تركيا، حيث سيتم استقبال الرئيس السيسي بالقصر الرئاسي من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمراسم رسمية في القصر الرئاسي في منطقة (بيشتيبي) بالعاصمة التركية أنقرة، وعلى هامش الزيارة سيُعقد برئاسة أردوغان والسيسي اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومصر بنسخته الجديدة
ومن المتوقع أن تكون التطورات في قطاع غزة، على جدول الأعمال الرئيسي للزيارة والمحادثات؛ إذ ستتم مناقشة الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها لوقف الهجمات الإسرائيلية وضمان وقف إطلاق النار في المنطقة ومحاكمة حكومة نتنياهو، كما سيناقش الرئيسان خلال المحادثات القضايا الإقليمية الأخرى، بجانب مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، كما من المقرر توقيع اتفاقيات ثنائية في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة الخطوات الواجب اتخاذها لتحقيق الهدف الجديد في حجم التجارة البينية بين البلدين ليصل إلى 15 مليار دولار بدلاً من الرقم الحالي وهو 10 مليارات دولار.
10 سنوات من التواصل الشعبي بين مصر وتركيا
وعن شكل العلاقات بين مصر وتركيا خلال الفترة الماضية، حرص الرئيس السيسي – خلال لقائه نظيره التركي بالقاهرة – على إبراز استمرار التواصل الشعبي بين البلدين خلال السنوات العشر الماضية، كما شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية نمواً مضطرداً خلال تلك الفترة؛ قائلا: "فمصر حالياً الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا.. كما أن تركيا تعد من أهم مقاصد الصادرات المصرية.. وقد أثبتت التجربة.. الجدوى الكبيرة للعمل المشترك بين قطاعات الأعمال بالبلدين.. وبالتالي سنسعى معاً إلى رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار خلال السنوات القليلة القادمة وتعزيز الاستثمارات المشتركة وفتح مجالات جديدة للتعاون".
كما أكد الرئيس السيسي على اهتمام مصر بتعزيز التنسيق المشترك والاستفادة من موقع الدولتين كمركَزَيْ ثقل في المنطقة، بما يسهم في تحقيق السلم وتثبيت الاستقرار ويوفر بيئة مواتية لتحقيق الازدهار والرفاهية، حيث تواجه الدولتان العديد من التحديات المشتركة مثل خطر الإرهاب والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة، معربا عن اعتزازنا بمستوى التعاون القائم بين مصر وتركيا من أجل النفاذ السريع لأكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى أهلنا في قطاع غزة أخذاً في الاعتبار ما تمارسه السلطات الإسرائيلية من تضييق على دخول تلك المساعدات مما يتسبب في دخول شاحنات المساعدات بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع احتياجات سكان القطاع.
“المجلس الاستراتيجي” نقلة في التعاون المصري التركي
ومنذ أيام قليلة، كانت زيارة "هاكان فيدان" وزير خارجية تركيا إلى مصر والذي استقبله – على هامشها – الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث نقل الوزير التركي تحيات وتقدير الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو الأمر الذي ثمنه الرئيس السيسي مشيداً بنتائج زيارة الرئيس أردوغان لمصر في فبراير الماضي التي أسست لانطلاقة إيجابية في العلاقة بين الدولتين، وتم استعراض مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم تأكيد التطلع لعقد الاجتماع الأول للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوي بين مصر وتركيا، بما يمثله من نقلة في مسار التعاون الثنائي على أساس الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة، وبما يعكس العلاقات التاريخية بين الشعبين ويعزز التنسيق والتشاور بين الدولتين بهدف تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.