معرض العاصمة الأول للكتاب، الذي تم افتتاحه يوم السبت الماضي، في مقر قاعة المؤتمرات الدولية بمدينة نصر، فكرة بدأت لدى الكاتب الجميلي أحمد، عمل عليها بشكل جاد إلى أن ظهرت للنور، متحديا العديد من الصعاب والأزمات التي واجهته لإقامته، بدعم كبير من حزب “حماة الوطن”، حسب ما ذكر «الجميلي» في حواره لموقع “صدى البلد”.
وأكد الجميلي أن الهدف من إقامة معرض للكتاب هو الاحتفاء بالكتاب والكلمة، والتأكيد على الدور الحيوي الذي تلعبه الثقافة في بناء المجتمعات وتعزيز هويتها، فضلًا عن دعم سوق النشر والناشرين المصريين، والعرب بتوفير لهم منافذ متعددة لعرض فيها لإصداراتهم المتنوعة، ما يعيد لصناعة النشر الحياة من جديد بعدما عانت الكثير من الصعاب طيلة الفترة الماضية، مؤكدًا أن عملية إقامة معارض للكتب يجب أن تتكرر، ولا تقتصر على معرض واحد للكتاب طول العام.
في البداية من أين جاءت لك فكرة إقامة معرض للكتاب؟
معرض العاصمة للكتاب، هذا الحلم الذي طالما راودني منذ سنوات، وكنت قد نظمت معرضًا للكتاب في 2012 بعنوان “المعرض العربي للكتاب”، وحقق نجاحا كبيرًا آنذاك، إلا أن الظروف عطلته فيما بعد، ولم تقم دورات أخرى منه، وآلان، فكرت في إقامة معرض جديد، وتم الاستقرار من قبل اللجنة العليا له، أن يكون تحت عنوان “معرض العاصمة للكتاب” وتم العمل عليه حتى أصبح حقيقة بفضل تضافر الجهود والإرادات، ودعم حزب حماة الوطن.
ما الهدف من إقامة معرضًا للكتاب؟
الهدف من إقامة معرض للكتاب هو الاحتفاء بالكتاب والكلمة، والتأكيد على الدور الحيوي الذي تلعبه الثقافة في بناء المجتمعات وتعزيز هويتها، في ظل المشروعات السيادية الكبرى التي أطلقتها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح، تلك المشروعات التي لم تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل امتدت لتشمل مجالات الثقافة والتعليم، في إطار رؤية شاملة تسعى إلى بناء مصر الحديثة.
كذلك يهدف المعرض إلى دعم سوق النشر والناشرين المصريين، والعرب بتوفير لهم منافذ متعددة لعرض فيها لإصداراتهم المتنوعة، ما يعيد لصناعة النشر الحياة من جديد بعدما عانت الكثير من الصعاب طيلة الفترة الماضية.
وعملية إقامة معارض للكتب يجب أن تكرر، ولا تقتصر على معرض واحد للكتاب طول العام.
ما الدور الذي تلعبه الثقافة بشكل عام والمعرض بشكل خاص في تشكيل الوعي؟
الثقافة المصرية تمتد جذورها عميقا في التاريخ، وكانت دائما جزءًا لا يتجزأ من هذه الرؤية، ومن هنا تأتي أهمية معارض الكتب التي تمثل جسورا تمتد بين الماضي والحاضر وبين الكتاب والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، وشهدنا في السنوات الأخيرة نهضة حقيقية على كافة الأصعدة، حيث أولت الدولة اهتمامًا كبيرا بتطوير المشهد الثقافي، من خلال إنشاء المدن الثقافية، ودعم الفعاليات الفنية، وتعزيز دور مصر كمنارة للثقافة في المنطقة والعالم، لما للقوى الناعمة بشكل عام، والكتاب بشكل خاص من دور حقيقي وإيجابي في تشكيل الوعي، وبناء الإنسان، ونشر المعرفة الحقيقية، حيث إن أي مجتمع بدون ثقافة ومعرفة لا وجود له.
ما العقبات التي التي واجهتك في إقامة المعرض؟ وكيف تم تذليلها؟
تأسيس معرض العاصمة للكتاب كان حلمًا كبيرًا، ولم يكن الطريق لتحقيقه مفروشا بالورود بل واجه العديد من التحديات والعقبات، وبدأت الفكرة تخرج للنور بالدعم الكبير وغير المسبوق الذي قدم من حزب حماة الوطن، الذي كان شريكا أساسيا في تحويل هذا الحلم إلى واقع، فساهم الحزب في إتاحة نافذة جديدة للكتاب، ليصل إلى كل محب للمعرفة والثقافة، وقد أثبت حزب حماة الوطن من خلال دعمه لهذا المعرض أن الإيمان بالثقافة ركيزة أساسية لبناء المجتمع ليس مجرد شعار.
ما قدمه الحزب لهذا المعرض هو تجربة رائدة تدرس في فن الشراكة بين المؤسسات المجتمعية والدولة، لقد أظهر حزب حماة الوطن كيف يمكن للمؤسسات الوطنية أن تكون حاضنة للمشاريع الثقافية الكبرى، وأن تتحمل جزءا من العبء الذي يثقل كاهل الدولة مما يتيح للدولة التركيز على استراتيجيات أوسع نطاقا، وهذه التجربة ليست فقط نموذجا يجب أن يُحتذى به، بل هي دعوة مفتوحة لجميع المؤسسات الوطنية لتفعل كما فعل حزب حماة الوطن، في دعم الثقافة والفكر والإبداع، لنجعل من مصر منارة تضيء سماء العالم بثقافتها وعراقتها.
لماذا تم اختيار سمير سرحان شخصية المعرض؟
سمير سرحان، رئيس هيئة الكتاب الأسبق، وشخصية معرض العاصمة للكتاب في دورته الأولى، كان له دور محوري في هيئة الكتاب المصرية، حيث عمل على تعزيز مهنة النشر وتطويرها، وجعل الكتاب في متناول كل مواطن مصري، وكانت رؤيته تقوم على ضرورة نشر الثقافة والمعرفة بين مختلف فئات المجتمع، وهو ما ساهم بشكل كبير في نهضة الثقافة المصرية.
ماذا عن فلسطين ضيف شرف المعرض؟
اختيار دولة فلسطين كضيف الشرف لهذا العام، لأنها تجمع بين أصالة التاريخ وقوة الصمود، وتحمل إرثا ثقافيا وتراثيا يروي حكاية شعب لم ينكسر أمام التحديات، وتكريم فلسطين اليوم ليس فقط اعترافا بثقافتها وتراثها، بل هو تأكيد على موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، لقد كانت مصر دائما، وما زالت داعمة للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه المشروعة.
ما هي أبرز المبادرات المتواجدة في معرض العاصمة للكتاب؟
هناك مجموعة كبيرة من المبادرات الخدمية في معرض العاصمة للكتاب، من بينها مبادرات معنية بتوعية الجمهور بمشكلات العيون المختلفة، خصوصا ما يتعلق منها بالقراءة وطرقها الصحيحة، مثل مبادرة «عينيك رايقة» للتوعية والكشف المجاني عن جفاف العين، ومبادرة «شوف بكره بعينيك» للتوعية والكشف المبكر عن أمراض المياه الزرقاء، وذلك برعاية جمجوم للصناعات الدوائية، ومؤسسة بنك الخير للتنمية المستدامة، وبمشاركة عدد من أشهر مراكز العيون في مصر، ومبادرات لدار الإفتاء المصرية، بتخصيص جناح لهم، لتقديم الفتوى لجمهور المعرض كل فيما يخصه، فضلا عن مبادرات أخرى للأطفال، ومبادرات لمنتجات الحرف التراثية واليدوية.