بصوت مبهج وابتسامة عريضة تنشر السعادة في أرجاء المكان، يجذب "العم صلاح"، بائع البوظة، المارة على طريق مصر أسوان السريع أمام كوبرى مدينة دشنا شمال قنا. بجملة "صل على النبي تكسب" التي لا تنقطع من لسانه طوال اليوم، يقابل زبائنه يوميًا ليروي عطشهم في فصل الصيف ويلبي رغبة عشاق البوظة في فصل الشتاء.
أبيع البوظة منذ 45 عامًا
مرور 45 عامًا على وجود العم صلاح بعربته المخصصة لبيع البوظة على الطريق السريع جعله أحد العلامات والمعالم المميزة لمدخل مدينة دشنا. خلال هذه الفترة، نال ثقة الأهالي والمارة، الذين يقصدون عربته للاستمتاع بحديثه الجميل ولذة "البوظة" التي احترف صناعتها طوال العقود الماضية، والتي أكسبته مهارة أعطته تميزًا وتفردًا عن الآخرين.
شهرة العم صلاح، لم تقف عند حدود مدينة دشنا، فقد تجاوزت حدود مسقط رأسه، للأماكن المجاورة، فالكثير من زوار الشيخ نصر الدين يجدونه بابتسامته العريضة ومصطلحاته الملفتة للانتباه والتي لا تخلو من" الصلاة على النبى"، واقفاً يوزع الحلويات والمخبوزات مجاناً على الزوار يوم الجمعة، بجانب كميات من البوظة لكل الزائرين والمحبين لآل البيت.
هتشرب بوظة بفلوس أو بدون
"معاك فلوس مش معاك هتشرب بوظة" جملة يرددها على المارة بالطريق الرئيسى والذى يشهد مرور آلاف المواطنين على مدار اليوم، ومطبقاً إياها بشكل فعلى مع الكثير من العطشى والأطفال الذين لا يملكون قيمة المشروب، الذى لا يتعدى خمسة جنيهات، أملاً في رضا الرحمن وحباً في الخير.
قال صلاح الدين محمد الدشناوى، "بائع بوظة"، أعمل في بيع البوظة منذ 45 عاماً، ولم أغير مكانى ولا صنعتى منذ عملى بهذا المجال، ما جعلنى اعتاد على الناس ويتعودون على وجودى يومياً، باستثناء يوم الجمعة، حيث أذهب إلى الشيخ نصر الدين، وأشارك أهل الخير توزيع الحلويات والمخبوزات على زوار ومحبى الشيخ.
ربنا أكرمنى بحب الناس
وتابع بائع البوظة، ربنا أكرمنى بحب الناس، وهو شيء لا يقدر بثمن، فمحبة الناس دليل على حب الله، وفى نهاية اليوم أعود لأبنائى بما يلبى احتياجاتنا والأرزاق بيد الله، لذلك يقصدنى الناس في الصيف أو الشتاء، وإن كان الطلب يقل في الشتاء على البوظة، فاتجه إلى عمل البليلة لكى تتناسب مع طبيعة الطقس خلال الأيام الباردة.
وأشار العم صلاح، إلى أنه يعتمد في عمل البوظة على مواد طبيعية تتمثل في "دقيق فاخر، ثلج، فانيليا، سكر وثلج"، ويضعها في العربة التي تحتل مكان مميز على الطريق الرئيسي، لافتاً إلى أن كوب البوظة بخمسة جنيهات لكى يناسب جميع الفئات، لكن هناك الكثير من الزبائن يلقون بالعشرات والعشرينيات بعدما يشربون البوظة.
وأوضح بائع البوظة، بأنه سعيد بالعمل فى عمل البوظة، كونها عرفته على الكثير من الناس والبلاد، ولم يفكر في تغيير نشاطه طوال الأعوام الماضية، متمنياً الخير الدائم لمصر ورئيسها وجيشها وشعبها، وأن يحفظهما من كل سوء.