أكد الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، على أن إفشاء الأسرار بين الأزواج مسألة في غاية الخطورة، مشيرا إلى أن نقل ما يحدث بين الزوجين، سواء من الزوج إلى الآخرين أو من الزوجة، لا يجوز شرعًا.
وتابع العالم الأزهري، في تصريح له: "فقد ورد في نص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما يفشي الرجل ما بينه وبين امرأته أو تفضي المرأة إلى زوجها ثم ينشر سرها، فإن هذا يُعد خيانة للأمانة، رغم العلاقة الوثيقة والمودة التي تجمع بين الزوجين".
وأكد أن العلاقة بين الزوجين مقدسة وأن إفشاء الأسرار بينهما يعد من أعظم أنواع خيانة الأمانة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة أن يفضي الرجل إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها."
وأشار إلى ما حدث بين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وابنته السيدة فاطمة رضي الله عنها، حيث كانت السيدة فاطمة قد بكت ثم ضحكت عندما همس لها النبي بسرٍ، وعندما سألتها السيدة عائشة أم المؤمنين، ومن أقرب الناس أيضا لقلب المصطفى، عما حدث، أجابت أنها لم تكن لتحدث بسر النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا، وهذا يبرز كيف أن السيدة فاطمة، حتى في أقرب العلاقات، كانت تحفظ سر النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن جانبه، أكد الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن هناك استثناءات تتعلق بكتم الأسرار، خاصة إذا كان كتمان السر يتسبب في ضرر كبير، مشيرا إلى أنه إذا كان السر يتعلق بجرائم خطيرة مثل القتل أو إلحاق الضرر بالآخرين، فإن الإفشاء يصبح واجبًا، وذلك لحماية الأرواح وحفظ الحقوق.