تستطلع دار الإفتاء المصرية مساء اليوم الثلاثاء؛ هلال شهر ربيع الأول 1446، حيث تحدد بموجب رؤيتها الشرعية لهلال شهر ربيع الأول موعد دخول أول أيامه وموعد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف 2024.
هلال شهر ربيع الأول
شهر ربيع الأول هو الشهر الثالث من السنة الهجرية، وسمي ربيع الأول بهذا الاسم لأنه يوافق فصل الربيع، حيث تبدأ الأرض في التفتح والخضرة، وفيه ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة؛ وهاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة في هذا الشهر أيضا.
وفي ربيع الأول حدثت كثير من الأمور المهمة في تاريخ الإسلام، منها: «غزوة بدر الكبرى، غزوة أحد، وصلح الحديبية». وجاء في معنى ربيع الأول، أن الكلمة العربية «ربيع» تعني الربيع و«الأول» تعني الأول. لذلك، فإن معنى ربيع الأول هو الربيع الأول. ولكن نظرًا لأن هذا الشهر موجود في التقويم القمري، فإنه يتغير باستمرار على مر السنين. هذا يعني أن ربيع الأول لا يقع دائمًا في فصل الربيع. بدلاً من ذلك ، يشير المعنى هنا إلى الربيع المجازي ويمثل السعادة.
موعد شهر ربيع الأول فلكيا
جاء إعلان معهد الفلك التابع لوزارة التعليم العالي، موعد ميلاد هلال شهر ربيع الأول 1446 فلكيًا، بأنه سيكون بعد حدوث الاقتران مباشرة الساعة الثالثة و57 دقيقة بعد الظهر بتوقيت القاهرة المحلي اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر وهو يوم رؤية الهلال.
وأوضح المعهد، خلال بيان له، أنه سيظل في سماء مدينتي مكة والقاهرة لمدة 21 دقيقة وفي باقي محافظات مصر لمدة تتراوح ما بين 20 و21 دقيقة، وفي غالبية الدول العربية لمدة تتراوح ما بين 15 و27 دقيقة، وبذلك تكون غرة شهر ربيع الأول 1446 هجرية، الأربعاء 4 سبتمبر؛ وعلى ذلك يوافق مولد النبي 2024 فلكيًا الثلاثاء 16 سبتمبر 2024 - 12 ربيع الأول 1446.
الاحتفال بالمولد النبوي
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن احتفالنا بذكرى مولد النبي المصطفى السيد الأجل - صلى الله عليه وسلم - ينبغي أن يكون بالعمل مع القول، وبالسرور والحضور بالحس وبالروح.
وأضاف خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: أنه ينبغي أن نحرك فينا بقدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - للعالمين هذه المعاني، التي تجعلنا نبلغ عنه ولو آية كما أمرنا: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) ، هذه المعاني التي تجعلنا كما نفرح بمقدمه السعيد، نقف عند حدود حدها لنا، ونأتمر بأوامر قد أمرنا بها، وننتهي عن نواهيَ قد نهانا عنها - صلى الله عليه وسلم - .
وتابع: كان في الظاهر والباطن، وكان في الخَلق وفي الخُلق، كان عظيمًا - صلى الله عليه وسلم -، ويكفي قول ربه فيه: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وتقول السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها: (كان خلقه القرآن) ، إذا أردت أن نبحث عن خلق سيدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فلتقرأ القرآن؛ منوهًا أنه كان مُؤْتَمِرًا بأوامره، ومنتهيًا عن نواهيه، متخلقًا بأخلاق الله التي أمر بها - سبحانه وتعالى - ، وهذا القرآن بين أيدينا اجعلوه إمامًا لكم في هذا الشهر الكريم، واجعلوا ذلك الشهر بداية خير لحياتكم {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} افعلوا الخير كله.
واستشهد بما قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (لاَ يَحْقِرَنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنَ المَعْرُوفِ، وإن لَمْ يَجِدْ فَلْيَلْقَ أخَاهُ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ، وإذا اشْتَرَيْتَ لَحْمًا أوْ طَبَخْتَ قِدْرًا فَأَكْثِرْ مَرَقَتَهُ واغْرِفْ لِجَارِكَ مِنْهُ) ، فاللهم صِّل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله.
دعاء غرة ربيع الأول
«اللهم صلِّ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي، وعلى آله وبارك وسلِّم. اللهم إني أعوذ بك من شر هذا الشهر، ومن كل شدة وبلاء وبلية قدَّرتها فيه يا دهر، يا مالك الدنيا والآخرة، يا عالمًا بما كان وما يكون، ومن إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون، يا أزلي يا أبدي، يا مُبدئ يا مُعيد، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا العرش المجيد، أنت تفعل ما تريد.
اللهم احرس بعينك نفسي وأهلي ومالي وولدي وديني ودنياي التي ابتليتني بصحبتها بحرمة الأبرار والأخيار، برحمتك يا عزيز يا غفار، يا كريم، يا ستار، برحمتك يا أرحم الراحمين».
اللهم يا شديد القوى، ويا شديد المحال، يا عزيز ذلَّت لعزتك جميع خلقك، اكفني عن جميع خلقك، يا محسن، يا مجمل، يا متفضل، يا منعم، يا مكرم، يا من لا إله إلا أنت، برحمتك يا أرحم الراحمين.
«اللهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبِّتني وثقِّل موازيني، وحقق إيماني، وارفع درجتي، وتقبل الخير وخواتمه وأوله وآخره وظاهره وباطنه، والدرجات العلى من الجنة».
«اللهم ارزقنا التوفيق، وزدنا علمًا وعملًا صالحًا، واجعلنا من المتقين المخلصين. اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك».
«اللهم سخِّر لي جميع خلقك كما سخَّرت البحر لسيدنا موسى -عليه السلام-، وألِن لي قلوبهم كما ألنت الحديد لداود -عليه السلام-. فإنهم لا ينطقون إلا بإذنك، نواصيهم في قبضتك، وقلوبهم في يديك تصرفها كيف شئت، يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، يا علَّام الغيوب، أطفأت غضبهم بلا إله إلا الله، واستجلبت محبتهم».
«اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطَّلعًا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، أسألك فيضةً من فيضان فضلك، وقبضةً من نور سلطانك، وأُنسًا وفرجًا من بحر كرمك. أنت بيدك الأمر كله، ومقاليد كل شيء، فهب لنا ما تقرُّ به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم. في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم».