قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

علماء الآثار : دعوات معاودة دفن المومياوات إنذار باندثار الحضارة المصرية لعلم برع فيه المصريون


أكد لفيف من علماء الآثار أن الدعوات التى تطالب بمعاودة دفن المومياوات المصرية تعد إنذارا باندثار حضارة عريقة اذهلت العالم ومازالت حتى الان ، ودفنا لعلم التحنيط الذى برع فيه المصريون القدماء ، وان عرض المومياوات الفرعونية كما هى عليه لايعد انتهاكا لحرمة الموتى انما جاء تنفيذا لديانتهم الوضعية بالاضافة الى ان وجود المومياوات على الشكل الذى توجد عليه حاليا يستخدمه العلماء لدراسة الامراض ، وان المصريين عامة و الاثريين خاصة يحترمون قدسية المومياوات ويحافظون عليها.
وفى هذا الشأن ، أشارت الدكتورة هدي عبد الحميد مدير عام الترميم بالمتحف المصرى – فى تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط اليوم - إلى أن هذ الموضوع اثير منذ ايام الرئيس الراحل أنور السادات ولكن لم يتم تنفيذه ، مؤكدة ان المومياوات المصرية تعد جزءا اصيلا من التراث والحضارة المصرية العريقة التى يفتخر بها المصريون أمام العالم اجمع .
وأعربت عن استغرابها من تلك الدعوات التى تطالب بالتفريط فى التراث و دفن تلك المومياوات التى جعلها الله عبرة لنا حيث نجى فرعون موسى بعد غرقه، حيث قال الله تعالى فى سورة يونس ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ) .
ومن جانبها ، أكدت الدكتورة رانيا أحمد علي حسن أخصائية صيانة المومياوات بمعمل الترميم بالمتحف المصري أن مصر تمتلك اشهر واكبر عدد من المومياوات المصرية القديمة فى العالم ، والتى تعد كنزا ميزنا به الله ليكون لنا عبرة ومنبرا للعلم والبحث والتأمل.
وأوضحت أن المومياوات المصرية هى أول ما يجذب الاجانب ويلفت نظرهم لزيارة مصر ، وتجيء أولى الاشارات الى المومياوات للمؤرخ الاغريقي هيرودوت ، وتبعه المؤرخ ديودور الصقلي ، ووصف هؤلاء المؤرخون في كتاباتهم طريقة تحنيط المومياوات عند زيارتهم لمصر، وبداية من القرن السادس عشر الميلادي وحتى الان يأتي الاجانب لزيارة مصر لرؤية المومياوات في ارضها الطبيعية.
وأشارت إلى أن تلك المومياوات لم تكن مصدرا للسياحة فقط بل هي منبرا للعلم والدارسة يستخدمها العلماء لمعرفة الامراض التي انتشرت قديما وهناك الالاف من الابحاث قامت بدراسة الامراض القديمة لدي المصريين القدماء ودراسة التطورات التي طرأت علي هذه الامراض علي مر الزمن.
وأعربت العالمة المصرية عن صدمتها وتعجبها من ظهور بعض الدعوات التى تطالب بمعاودة دفن المومياوات المصرية، مشيرة الى اننا كمصريين واثريين ومرممين و باحثين نحترم المومياوات و قدسيتها و نحافظ عليها ، ولن نسمح بالمساس بها فتلك المطالب بمثابة دعوات لدفن حضارتنا وتاريخنا بأيديينا.
وقالت إنه في الوقت الذي يقوم به الغرب بتنظيم معارض للمومياوات المصرية في بلادهم والتى تحقق نجاحات باهرة ، و تقوم هوليود بإنتاج انجح القصص والافلام عن المومياوات المصرية ليدر به ملايين الدولارات لتتدفق في اقتصادهم نحاول نحن اصحاب هذه الحضارة ان ندفنها ، مؤكدة ان المصريين هم حراس على تلك الحضارة فقط فهي ليست ملكية خاصة و ننتظر تصريح الدفن لندفها .
ووجهت تساؤلات لمن يطلق تلك الدعوات فى مقدمتها كيفية تحديد دفن هذه المومياوات هل في مقبرة واحدة ام متفرقة ، والحالة الامنية تسمح بوجود المومياوات في مقابرها دون المساس بها او سرقتها ، و ماذا يمكن ان يحدث لو وصلت ايادي من يريدون ان ينسبوا الهرم لهم الي هذه المومياوات ومن يتربصون بنا وبحضارتنا ، وماذا يمكن ان يحدث لو اخذت عينة واحدة من هذه المومياوات فليس من الصعب علي الافاقين المتربصين ان يثبتوا نسبهم إلى المومياوات وهي في مقابرها الجديدة .
فيما أكد الدكتور ايمن وزيري بقسم الآثار المصرية كلية الآثار جامعة الفيوم،أن الدعوات التى تطالب بدفن الموميات تعد اجحافا منا نحن الاحفاد بما فعله الاسلاف والاجداد بعدما توصلوا الى فن التحنيط الذى يعد لغزا حتى الان ، ليتم دفنهم أو دسهم في التراب الذي يؤدي إلى التحلل والإندثار وهذا يخالف ما أوصوا به في نصوصهم ، فهم أناس ذوي ديانة وضعية وليست سماوية ليتم دفن موتاهم في التراب ، وإلا ما كان الله نجى فرعون موسى بعد غرقه ليجعله لمن خلفه عظة وعبرة.
وأشار إلى أن تلك الدعوات تنذر باندثار معطيات وبراهين الحضارة المصرية العريقة التي نفتخر بها فى العالم اجمع فبعدما حاول القدماء المصريون وجاهدوا من أجل كبح جماح عملية التحلل والتعفن والاندثار نحاول نحن الآن إعادة المومياوات إلى ما كانوا يخشون منه وهو التحلل والإندثار وهو ماسيحدث عند وضع تلك المومياوات في باطن الأرض أو إرجاعها إلى مقابرها .
وأضاف انه عند إعادة المومياوات إلى المقبرة نكون غير قادرين على إمكانية حفظها من عوامل التحلل والإندثار لأن المقابر عادة مفتوحة وبذلك تكون مرتعا للأمراض والتحلل والاندثار لهذه المومياوات ، وهذا جرم يعاقب عليه قانون حماية الآثار .