شهدت شوارعِ تل أبيب، العشراتْ من المتظاهرينَ، التي أصيبت بعد إطلاقِ الشرطةِ قنابلَ الغازِ المسيلة للدموع والقنابلِ الصوتية ما دفعَ المتظاهرين إلى الاشتباكِ مع قوات الأمن، وتعد المظاهراتُ الإسرائيليةُ واسعة النطق تتزامن مع إضرابٍ عام، أعلن عنه الاتحادُ العامُ لعمالِ إسرائيلَ "الهستدروت" الإضرابُ شاملٌ للمرافقِ كافة، الاقتصاديةِ والأمنيةِ والبنيةِ التحتيةِ في البلاد.. حيلةٌ لجأ إليها الاتحادُ العماليُ للضغطِ على نتنياهو وحكومتِه المتطرفةِ لقبولِ وقفِ إطلاقِ النارِ وإجراءِ صفقةِ تبادلٍ جديدةٍ للمحتجزين.
ماذا يحدث في تل أبيب؟
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية، إن المشهد في إسرائيل يمضي من سيئ لأسوأ، وتقسم إلى ثلاثة سيناريوهات رئيسية، وهما:
- السيناريو الأول: استنباط حالة تظاهرات في شوارع إسرائيل عدة أيام ، مما يؤدي الأمر إلى تدخل الجيش وحسم الأمر بصورة أو بأخرى.
-السيناريو الثاني: التوصل إلى توافقات ربما تؤدي إلى حالة تهدئة، إذا تم الإفراج عن عدد من الأسرى، أما إذا تم العثور على جثث ستكون كارثة كبيرة، ولها خطرة كبيرة في هذا الإطار، خاصة مع الضغط الكبير التي تواجهه إسرائيل في هذا التوقيت.
- السيناريو الثالث: حدوث حالة فوضى، نتيجة للإضرابات، خاصة أن اتحاد النقابات والعمال له تأثيره الكبير، مما يمكن أن يؤدي لخيارات صفرية، تواجه الدولة على كافة المستويات أو تؤدي إلى حالة من التأزم والخيارات المفتوحة على الكثير من السيناريوهات.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الإسرائيليين لن يقبلوا في استمرار هذا الوضع، بتلك الإضرابات العامة، وهنا السيناريو التصعيدي هو الوارد أكثر، وهنا يتم الضغط على نتنياهو، إما بإجراء انتخابات عاجلة، أو تدخل الجيش وحسم الأمر.
وأشار فهمي، إلى أن كل تلك السيناريوهات سوف تؤدي إلى حدوث العديد من الحالات، وهي: استمرار حالة الفوضى في غزة، واحتمال تصعيد المشهد في غزة، واحتمال العثور على المحتجزين، مما قد يؤدي إلى تدخل الجيش وتتم إقالات واستقالات بين مؤديين ومعارضين، وحدوث سيناريو خطير، وهو الإطاحة بـ جالانت.
واختتم: "في كل الأحوال، القوة ستبقى دليلا على استمرار إسرائيل في العمليات العسكرية، وهناك مواقف عديد يتم التنشيط بمناطق متعددة، بهدف العثور على الجنود المحتجزين الاسرائيليين، وبالتالي هذا الأمر سيكون مطروحا، وحدوث انقلاب كامل في الأوضاع أو حدوث انتخابات سيكون الخيار الحقيقي لإنقاذ إسرائيل، أو ستشهد إسرائيل حربا أهلية كاملة المعالم".
عودةَ المحتجزين في غزة
وخلال مشاركتِه في المظاهراتِ، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إنَّ ما يُهِم رئيسَ الحكومةِ البقاءُ في السلطةِ وليسَ عودةَ المحتجزين في غزة، متهما نتنياهو بعرقلةِ صفقةِ التبادلِ وقفِ إطلاق النار.
وهناك شواهدُ تؤكد أن نتنياهو يسعى إلى إطالةِ أمدِ العدوان على قطاع ِغزة لأهدافٍ سياسيةٍ وخوفًا من مساءلتِه ومحاكمتِه بسبب أحداثِ السابعِ من أكتوبر.
وما بين الطُموحِ السياسيِ ودعواتِ للإفراجِ عن المحتجزين، تعيشُ إسرائيلُ غلياناً داخلياً تتصاعدُ وتيرتٌه على نحوٍ كبيرٍ .. غليانٌ يقابله نتنياهو بمراوغات ومناوراتٍ تبقيه قدر الإمكانِ على عرشِه الواهنِ في تل أبيب.
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة "CNN" إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "قلق" بشأن الاحتجاجات واسعة النطاق التي تشهدها إسرائيل.
وتجمع متظاهرون في مدن مختلفة بأنحاء البلاد، الأحد، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، بعد أن انتشل الجيش الإسرائيلي جثث 6 رهائن قال إن حماس قتلتهم في غزة، وتلقى نتنياهو اللوم من النقاد الذين يقولون إنه لم يعطِ الأولوية لعودة الرهائن.
إغلاق حارات على طريق أيالون السريع
في تل أبيب، أغلق متظاهرون إسرائيليون عدة حارات على طريق أيالون السريع، مطالبين بإطلاق سراح الرهائن في غزة.
وردت الشرطة بفتح خراطيم المياه بالرغوة وإبعاد المتظاهرين الجالسين في منتصف الطريق بالقوة.
وسُمع المتظاهرون وهم يهتفون: "يا ضابط، من تحمي؟"، فيما شوهد البعض وهم يستخدمون قنابل الدخان ويلوحون بالأعلام الإسرائيلية، مطالبين بصفقة لإطلاق سراح الرهائن، وفي حيفا، قالت الشرطة إنها اعتقلت 2 من المتظاهرين الذين زُعم أنهم أشعلوا المشاعل.