من نعم الله على الإنسان أن جعل له عودة وتوبة من الذنب إذا ما وقع فيه ، ولم يكتف بذلك فقط بل أنه يغفر الذنب حتى ولو كان متكررا لأن الإنسان بطبيعته يضعف أمام شهواته ويستسلم لوساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء ، و لايوجد شخص في هذه الحياة معصوم عن ارتكاب الخطأ إلا أن الذنوب درجات، وليس العيب في ارتكاب الذنب إنما في التمادي به وعدم الرجوع عنه ، واعلم أخي المسلم أن التمادي في المعصية يجعل القلب قاسيا وبعيدا عن الله تعالى، لذا يجب التكفير عن الذنوب والتوبة بعدم الرجوع إليها، والاستعانة بالدعاء فهو أفضل السبل لتكفير الذنوب .
دعاء يغفر كل الذنوب
أهم شيء في الإقلاع عن الذنب هو الندم بشدة والعزم على عدم العودة ، وقد ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم- ؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء : « اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير».
2- «اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم ، وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت ، أو : لا إله غيرك».
دعاء قبل النوم يغفر الذنوب، ويستحب للمسلم أن يقوله 3 مرات إذا أوى إلى فراشه، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح الذي روي عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال حين يأوي إلى فراشه أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج وإن كانت عدد أيام الدنيا»، رواه الترمذي حديث حسن.
دعاء قبل النوم يغفر الذنوب
وذكر الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، إن قول النبى: «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم» صفة لله أو مدحا، وقوله «وأتوب إليه» أي أطلب المغفرة وأريد التوبة فكأنه قال اللهم اغفر لي ووفقني للتوبة. وأوضح الإمام فى شرح الحديث، أن قوله –صلى الله عليه وسلم-«وإن كانت مثل زبد البحر» أي ولو كانت ذنوبه في الكثرة مثل الزبد محركة ما يعلو الماء وغيره من الرغوة، مضيفا أن المراد من قوله «وإن كانت عدد رمل عالج» هو موضع بالبادية فيه رمل كثير. وأشار المباركفوري إلى أن في هذا الحديث فضيلة عظيمة ومنقبة جليلة في مغفرة ذنوب بهذا الذكر ثلاث مرات وإن كانت بالغة إلى هذا الحد الذي لا يحيط به عدد وفضل الله واسع.