قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

رئيس جامعة الازهر: على الدعاة استحضار الخوف من الله لحملهم أنوار النبوة

×

شهد فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة، انطلاق فعاليات دورة «إعداد الداعية المعاصر»، التي تنظمها «أكاديمية الأزهر العالمية» برئاسة الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الأكاديمية، وبالتنسيق مع كلية أصول الدين بنين بالقاهرة برئاسة الدكتور محمود حسين، عميد الكلية، وتستمر فعاليتها لمدة ثلاثة أسابيع بمشاركة (80) من خريجي الكلية.

وخلال كلمته وجه فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس الجامعة، الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لعنايته الدائمة والمستمرة بأبنائه الطلاب في جميع المجالات العلمية.

ورحب رئيس الجامعة بأبنائه المتفوقين خريجي كلية أصول الدين بالقاهرة، مشيدا بجهود الكلية ونشاطها العلمي الكبير الذي تشهده اليوم تلو الآخر مما يعكس وعي إدارة الكلية وتحملها أمانة المسئولية نحو إعداد أجيال ترفع راية الوسطية والاعتدال وتنبذ العنف والتطرف.

وافتتح رئيس الجامعة الدورة التدريبية قائلا: الحمد لله الذي جعل الأزهر الشريف كعبة للعلماء ومهوى لأفئدة الدارسين، يفدون إليه يقودهم الحرص على تحصيل علومه والأخذ عن شيوخه وأعلامه الذين ملأوا طباق الأرض علما.

وأكد رئيس الجامعة أن الدعوة إلى الله -جل وعلا- مهمة كريمة ورسالة نبيلة خاصة وأنها مهمة الأنبياء والرسل، مهمة الصفوة المختارة التي اصطفاها الله تعالى لحمل رسالته، وقد قال جل وعلا : ﴿الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير﴾ (الحج 75) مشيرا إلى أن الدعاة يحملون أنوار النبوة ويبلغون رسالات الله؛ ولذا ينبغي عليهم أن يستحضروا دائما الخوف من الله -جل جلاله- وخشيته؛ وأن لا يخشوا إلا الله؛ امتثالا لقول الله جل جلاله: ﴿الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا﴾ (الأحزاب 39) ، موضحا أن
من خاف الله -جل جلاله- خوف الله -تعالى- منه كل شيء، ومن لم يخف الله -جل جلاله- خوفه الله من كل شيء؛ لافتا إلى أن الخوف من الله -جل جلاله- هو السلاح الذي يدفع به الداعية عن نفسه ويتحصن به من شر كل ذي شر، ومن هذه القوة الروحية يواجه الداعية الصعاب دون أن يحيد عن كلمة الحق أو يمالئ من أجل الشهرة أو التزلف إلى الناس على حساب الحق؛ ولذا خاطب المولى -عز وجل- خير خلقه وصفوته من بريته سيدنا محمدا -صلى الله عليه وسلم- وقال له آمرا : ﴿فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين﴾ ( الحجر 94 ) فجعل ربنا -جل جلاله- تبليغ الرسالة والجهر بها في وجوه طواغيت الشرك وأهله الباطل (صدعا) كصدع الزجاج؛ أي: تبليغا قويا مزلزلا.

وأوضح رئيس الجامعة أن الداعية لا يمالئ ولا يصانع في دين الله وحلاله وحرامه؛ خوفا من أحد ولا طمعا في عرض من الدنيا مبينا ذلك في قوله تعالى عقب هذا الأمر مباشرة: ﴿إنا كفيناك المستهزئين (95) الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون (96) ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (97) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين (98) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين﴾ ( الحجر 95 - 99) ، مبينا أن الآيات الكريمة وعدا كريما من الله -جل جلاله- بحفظ رسوله حين يجهر بالدعوة ويصدع بها في وجوه أهل الشرك والباطل فهو وليه الذي يكفيه المستهزئين، والذي يفرج عن نفسه ويشرح له صدره فلا يضيق بما يقولون، مؤكدا أن هذه الآيات الكريمة أيضا وعد كريم لكل داعية يحمل أمانة الدين ويكون وارثا صادقا لميراث النبوة، ثابتا على الحق أن يكفيه الله ويحميه ويشرح صدره ويثبته بالقول الثابت، وميراث النبوة هو العلم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر».

كما أوضح فضيلته أن القرآن الكريم جعل نعمة الهدى تعدل نعمة الحياة، فقال الله جل وعلا: ﴿ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم﴾ (الأنفال 24 )؛ فتذكر أيها الداعية أنك تدعو الناس إلى نعمة تعدل