تُعتبر فنارات البحر الأحمر الحصن المنيع للسفن العابرة ليلاً، حيث تلعب دورًا حاسمًا في توجيه السفن نحو الممرات البحرية الآمنة بعيدًا عن المخاطر الطبيعية مثل الشعاب المرجانية والمياه الضحلة.
تمتد الفنارات على طول ساحل البحر الأحمر وجزرها العديد من الفنارات التاريخية والمعاصرة التي تضئ الطريق للسفن، مما يضمن لها عبورًا آمنًا ضمن مياه هذا البحر الحيوي.
تاريخ عريق ودور أساسي في الملاحة البحرية
تعود أصول بعض هذه الفنارات إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيث تم تشييدها بالتزامن مع افتتاح قناة السويس عام 1869. وقد صُممت هذه الفنارات لتمد يد العون للسفن المبحرة، وتوجهها بعيدًا عن الأخطار التي قد تواجهها في هذا البحر الذي يعج بالمعالم الطبيعية المتنوعة.
من جانبه، أوضح حسن الطيب، رئيس جمعية الإنقاذ البحري وحماية البيئة، أن الفنارات المنتشرة على طول البحر الأحمر هي أحد أعمدة الأمان الملاحي في هذه المنطقة.
وأضاف أن البحر الأحمر يحتوي على 16 فنارًا بحريًا تتوزع بين الجزر البحرية والمناطق الساحلية، منها 4 فنارات تاريخية شهيرة تعد بمثابة معالم بحرية تاريخية أساسية.
الفنارات التاريخية.. شواهد على الزمن
تشمل الفنارات التاريخية الرئيسية فنارات أبو الكيزان، والأخوين، وشاكر، والأشرفي. تُعتبر هذه الفنارات جزءًا لا يتجزأ من التراث البحري للبحر الأحمر، وتواصل لعب دور حاسم في تنظيم حركة السفن المارة عبر قناة السويس. وأكد المهندس مصطفى عبدالله، رئيس قسم الشمندورات والأنشطة البحرية بجمعية الحفاظ على البيئة، أن هذه الفنارات، التي تعمل بنظام يدوي أو عبر الطاقة الشمسية، تُعد حجر الزاوية في نظام الملاحة الآمن بالبحر الأحمر. وأوضح أن هناك فنارات حديثة تعتمد بالكامل على الطاقة الشمسية وتعمل بشكل ذاتي دون الحاجة إلى تدخل بشري مباشر، مما يسهم في تحسين كفاءة النظام الملاحي.
الفنارات الحديثة.. تكنولوجيا جديدة وخطط صيانة دورية
وأشار عبدالله إلى أن هذه الفنارات تخضع لعمليات صيانة دورية لضمان استمرار عملها بكفاءة. وتتم عمليات الصيانة بواسطة فرق متخصصة تقوم بزيارة الفنارات كل 40 إلى 60 يومًا وفي حال حدوث تقلبات جوية مفاجئة تعيق الوصول إلى الفنارات، فإن الطاقم يكون مجهزًا بإمدادات تكفيه لفترة أطول لضمان استمرارية العمل بدون تعطل.
الفنارات.. حراس السفن في البحر الأحمر
وتحدثت منى فريد، مدربة الغوص، عن أهمية هذه الفنارات بالنسبة لأنشطة الغوص أيضًا، حيث تساعد الغواصين على تجنب المناطق الخطرة، مثل الشعاب المرجانية الحادة والمياه الضحلة، مما يضمن سلامة الجميع سواء كانوا غواصين أو بحارة.
تمثل هذه الفنارات الضخمة ركائز أساسية في الحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر، حيث تقف شامخة كحراس للسفن، تضيء لهم الطريق وتوجههم عبر المسارات الآمنة، لتكون بذلك جزءًا لا يتجزأ من هوية البحر الأحمر وتاريخه البحري العريق.