تعاون تاريخي ممتد منذ العصر الفرعوني، ثمة العلاقات بين مصر والصومال منذ آلاف السنين حيث تم تسجيل رحلات بحرية تجارية بين مصر وبلاد بونت خلال فترة حكم الملكة حتشبسوت، واستكمالا لهذه العلاقات جاءت زيارة الدكتور حسن شيخ رئيس جمهورية الصومال، إلى مصر في 14 أغسطس الجاري واستقبله فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالأمس استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حمزة عبدي بري رئيس وزراء جمهورية الصومال، لاستعراض عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك.
11 رسالة من لقاء رئيسي وزراء مصر والصومال
وحملت زيارة رئيس الوزراء الصومالي ولقاء نظيره المصري، عدة رسائل تؤكد على دعم مصر الكامل لوحدة الصومال، وهذه أبرز الرسائل:
* دعم مصري كامل لوحدة الصومال الشقيق، والفترة المُقبلة تحمل خيرًا كبيرًا للصوماليين.
* تحقيق وحدة الصومال ودعم أشقائنا الصوماليين أحد أهم أولويات الدولة المصرية.
* الحكومة المصرية تتحرك بقوة نحو دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين القاهرة ومقديشيو، في ظل الحرص على تشجيع إقامة استثمارات مصرية جديدة في الصومال.
* هناك تطلع بأن يقوم رئيس وزراء الصومال برعاية منتدى أعمال في الصومال في القريب العاجل يجمع رجال الأعمال من البلدين في المجالات المختلفة.
* رئيس الوزراء: جاهزون لتصدير أي سلع أو بضائع يحتاجها الصومال، وسنبذل كل الجهود من أجل تيسير نفاذ هذه السلع والبضائع بما يُلبي احتياجات المواطن الصومالي.
* التعاون بين مصر والصومال يشمل التعاون السياسي والتجاري والاستثماري، فضلًا عن التعاون في ميادين الثقافة والتعليم، حيث كانت مصر ولا تزال تقدم الكثير من المنح التعليمية للطلاب الصوماليين.
* تقدم كبير تشهده العلاقات المشتركة بين مصر والصومال، منها تشغيل خطوط الطيران بين القاهرة ومقديشيو منذ يوليو الماضي، وافتتاح السفارة المصرية في مقديشيو في 13 أغسطس الماضي.
* شهد الصومال نموًا ملحوظًا في الناتج المحلي والإيرادات العامة للبلاد، كما شهد الوضع الأمني تحسناً كبيراً، وبفضل الدعم المصري سيستطيع الصومال الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر تطورًا وأمانًا.
* هناك مطالب صومالية بدعم العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون بين رجال الأعمال المصريين والصوماليين في مجالات الزراعة، فالصومال بلد غني بالثروة الحيوانية والثروة السمكية من الممكن أن تستفيد منها السوق المصرية.
* توفير تسهيلات لأي استثمارات مصرية ترغب في العمل في الصومال.
* العلاقات بين البلدين تاريخية، والدعم المصري للصومال ليس وليد اليوم بل ضارب في أعماق التاريخ منذ العصر الفرعوني، حيث تم تسجيل رحلات بحرية تجارية بين مصر وبلاد بونت خلال فترة حكم الملكة حتشبسوت.
وكان أكد السفير صلاح حليمة نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إن مصر من إحدى الدول المحورية التي تعد عاملا أساسيا في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك بسبب وجود قناة السويس بها.
وأوضح حليمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الدور المصري في الصومال له تاريخ ممتد منذ جهود وقف الحرب الأهلية في الصومال، وتلك الجهود بين القاهرة ووالصومال ليست بجديدة.
وأضاف حليمة، أن مصر تسعى إلى الحفاظ على الأمن القومي المصري، في ظل التحديات الإقليمية والعالمية، وأوضح أن الصومال تقع في منطقة على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن، وهنا يبدو أهمية القرن الإفريقي من الناحية الجغرافية والجيوسياسية.
تفاصيل لقاء رئيسي وزراء مصر والصومال
وكان أكد د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، على عُمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية التي تجمع بين القاهرة ومقديشيو على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أنه سعيد للغاية بهذه الزيارة التي تأتي لمتابعة تنفيذ ما تم التوافق عليه خلال لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأخيه الدكتور حسن شيخ رئيس جمهورية الصومال في أغسطس الماضي.
وأكد رئيس الوزراء التزام الدولة المصرية وحرصها الكامل على تقديم الدعم اللازم للصومال الشقيق في كافة المجالات.
وأضاف رئيس الوزراء أن الحكومة المصرية تتحرك بقوة نحو دعم وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين القاهرة ومقديشيو، مشيرًا إلى حرص الجانبين على تعزيز التعاون وتسهيل تقديم التمويلات اللازمة للأعمال التجارية والاستثمارية بين البلدين، في ظل الحرص على تشجيع إقامة استثمارات مصرية جديدة في الصومال.
بينما، أعرب رئيس الوزراء الصومالي، خلال اللقاء، عن شكره وتقديره لحسن استقباله والوفد المرافق له في القاهرة، مؤكدًا أن مصر تعد بمثابة الأخ الأكبر بالنسبة للصومال، حيث يرتبط البلدان بعلاقات قوية تاريخيًا.
كما أعرب عن تقديره للدعم الذي تُقدمه الدولة المصرية للصومال في هذا الظرف الدقيق الذي يشهد محاولات بعض القوى للعمل على تقسيم الصومال، مضيفًا: "القيادة السياسية والشعب الصومالي يُشكر الدولة المصرية على دعمها ومساندتها لنا".
وتابع: التعاون بين مصر والصومال هو تعاون متعدد الأوجه، وهذا ليس جديدًا على مصر؛ لأن مقديشيو ترتبط مع القاهرة بعلاقات تعاون تاريخية، ومصر دائمًا كانت في مقدمة الدول الداعمة لنا.
واستطرد: نفخر بهذه العلاقات المُشرفة ونسعى لتعزيزها على مختلف المستويات.