تولى الكاتب أحمد عبد العليم، خلال الفترة الماضية، رئاسة المركز القومي لثقافة الطفل، خلفا للكاتب محمد عبد الحافظ ناصف.
ويسعى عبد العليم، لتوفير فرص لأطفالنا للتفاعل وبناء علاقات إيجابية مع الأشخاص المختلفين، وفي المواقف المختلفة، بما في ذلك مواقف النزاع.
وحسب حواره الذي أجراه مع موقع «صدى البلد»، قال عبد العليم: «نتجه نحو تطوير العمل من خلال اللجوء إلى البحث العلمي، بهدف ربط الأنشطة من كونها أنشطة فردية إلى برامج ذات أهداف ومؤشرات، وكذلك توثيق الأنشطة بشكل علمي، والعمل على قياس الأثر للبرامج المقدمة، للتعرف على التغذية المرتجعة، وتطوير العمل مع الأطفال، وقد تحقق ذلك من خلال استطلاعات الرأي عن الأنشطة والكورسات الصيفية التي تقدم للأطفال»، وإلى نص الحوار:
في البداية، ماذا يقدم المركز القومي لثقافة الطفل للجمهور؟
المركز القومي لثقافة الطفل هو المركز المعني والمتخصص في مجال ثقافة الطفل، وهو بيت الخبرة في هذا المجال المهم والحيوي، وسعى المركز منذ إنشائه إلى الإسهام فى النهوض بثقافة الطفل، وتقديم فكر ثقافى علمى متطور، وتأصيل الوعى بثقافة الطفل بين مختلف فئات المجتمع، والمساهمة الفعالة فى معالجة قضايا ومشكلات ثقافة الطفل فى ضوء أهداف المركز المنوط به تحقيقها، والتى تتمحور حول الاهتمام بثقافة الطفل بمختلف جوانبها، وتوفير الظروف الملائمة لتقديمها إلى الطفل عبر الأنشطة المختلفة، من أجل المساهمة فى إعداد وبناء طفل يليق بحضارة هذا الوطن، طفل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وتأتى أهداف إنشاء المركز لتعبر عن هذا التوجه القومى والتى تتمثل فى:
- إجراء دراسات وأبحاث حول مشاكل ثقافة الطفل المصرى واحتياجاته ووضع استراتيجية للتغلب عليها.
- إعداد جيل من الباحثين من ذوى المؤهلات العلمية العالية لتغطية أفرع التخصصات الثقافية المتنوعة للأطفال.
-إنشاء مشروعات تخطيطية عربية فى الوسائط الثقافية المختلفة، كنموذج تطبيقى لنتائج الأبحاث، وتجرى تجربتها واختبارتها وإعادة صياغاتها فى ضوء الدراسات الخاصة وتجربتها بالمراكز الفرعية التابعة للمركز بالقاهرة والأقاليم، ثم تقدم للوزارات والهيئات والتى يتضمن نشاطها هذه الوسائط للإفادة منها.
- وضع إصدار المواصفات القياسية للمواد الثقافية، ووسائلها وغير التقليدية للأطفال فى جمهورية مصر العربية.
- إصدار أوراق تتناول موضوعات الساعة والظواهر المفاجئة فيما يخص ثقافة الطفل وعقد الندوات لمناقشتها وتصحيح مسارها.
- الاتصال بالجهات المحلية والدولية المعنية بثقافة الطفل، والاشتراك فى الندوات والمؤتمرات العالمية والمحلية وتقديم البحوث المختلفة عن طبيعة الطفل المصرى.
ما هي خطتك في الارتقاء بفعاليات المركز القومي لثقافة الطفل؟
نحن بحاجة إلى توفير فرص لأطفالنا للتفاعل وبناء علاقات إيجابية مع الأشخاص المختلفين، وفي المواقف المختلفة، بما في ذلك مواقف النزاع، وعلى البالغين تقديم القدوة في ممارسة مثل هذه السلوكيات، ومساعدتهم على تعزيز وعيهم "الذاتي" لفهم مشاعرهم الذاتية من جهة، والتعاطف مع الآخرين وتفهم مشاعرهم واحترامها من جهة أخرى، لتفهم وجهات النظر المختلفة، والنظر إلى الموقف من زوايا متعددة.
ويحرص المركز القومى لثقافة الطفل على منح الطفل قدراً متزايداً من الاهتمام من خلال الأنشطة المختلفة التى يسعى إلى ترجمتها إلى مشروعات تهدف فى مضمونها إلى الارتقاء بوعى الطفل وثقافته من أجل تنشئة جيل جديد قادر على تحمل مسئولية البناء والتنمية وخاصة مع بداية قرن جديد يحمل فى طياته الكثير من المتغيرات والتحديات.
وكان التوجه نحو تطوير العمل من خلال اللجوء إلى البحث العلمي، بهدف ربط الأنشطة من كونها أنشطة فردية إلي برامج ذات أهداف ومؤشرات، وكذلك توثيق الأنشطة بشكل علمي، والعمل على قياس الأثر للبرامج المقدمة، للتعرف على التغذية المرتجعة، وتطوير العمل مع الأطفال، وقد تحقق ذلك من خلال استطلاعات الرأي عن الأنشطة والكورسات الصيفية التي تقدم للأطفال، وقياس الأثرمن خلال الدراسة العلمية مثل:
•استطلاع الرأي للأنشطة المقدمة للأطفال بمعرض القاهرة الدولي للكتاب" وتحليل نتائج الاستبيان وعمل دراسة لتطوير العمل.
•قياس الأثر للمبادرات المنفذة، المرحلة الأولى من مبادرة "معاك”.
•استطلاع رأي حول قناة المركز القومي لثقافة الطفل على يوتيوب “x”.
وبالطبع من الضروري النظر إلى أهمية التدريب الدائم لمواكبة التطورات المستمرة التي تحدث في مجال عملنا والتواصل الدائم مع الجهات المعنية لتوسيع الشراكات وتنمية الموارد لتحقيق أهداف المركز.
هل تقتصر فعاليات المركز القومي لثقافة الطفل على أبناء القاهرة والجيزة؟ وكيف يستفيد أبناء المحافظات والأقاليم المصرية المختلفة من المركز؟
تمتد أنشطة المركز إلى جميع محافظات مصر من خلال القوافل الثقافية، وهى قوافل ثقافية فنية ترفيهية متنوعة تجوب محافظات وقرى ونجوع مصر، تحت مسمى "قوافل عيالنا"من أجل تنشئة جيل قادر على المشاركة الفعالة في تنمية مجتمعه، ونشر الوعي الثقافي، وتقدم الندواتال وورش الفنية والعروض الفنية والاستعراضية من خلال أساتذة ومتخصصين.
كما يقدم المركز القومي خدماته الثقافية من خلال منصات المركز القادر على تخطي المسافات والوصول إلى كل أطفال مصر.
ويمتلك المركز عدداً من المنصات الإلكترونية لمخاطبة الأطفال بلغة العصر مثل: موقع المركز "عيالنا"، قناة المركز على يوتيوب، صفحة المركز الرسمية على فيس بوك، صفحة إصدارات المركز على فيس بوك، وتعمل هذه المنصات بشكل منتظم ويومي لتقديم الثقافة والوعي لأطفالنا من خلال المقالات، والقصص، والأفلام والفيديوهات التي تتضمن موضوعات متنوعة وجذابة، بالإضافة إلى رقمنة كتب وإصدارات المركز وإتاحتها للأطفال والمختصين.
حدثنا عن جهود المركز القومي لثقافة الطفل في دعم ذوى القدرات الخاصة؟
يقدم المركز خدماته لكل الأطفال في مصر دون تمييز، وبالتالي يحظى الأطفال من ذوي الإعاقة باهتمام كبير من المركز، ولدينا وحدة تختص بالتعامل معهم وتقديم أنشطة تتناسب وقدراتهم مع الإيمان العميق بأن كل إنسان يمتلك قدرات ومواهب وهدفنا الرئيسي اكتشاف ودعم هذه الموهبة، ولدى المركز فريق استعراض من الأشخاص من ذوي الإعاقة، وفريق كورال، بالإضافة إلى الأنشطة الحرفية والاجتماعية التي توفر لهم بيئة داعمة تساعدهم على تطوير مهاراتهم الحياتية.
هل هناك مهرجانات للطفل يستعد المركز خلال الفترة المقبلة للإعلان عنها؟ وما هي تفاصيلها؟
يقيم المركز ملتقى الأراجوز والعرائس التقلية السادس هذا العام، وهو تظاهرة فنية ذات أهمية خاصة تعنى بمفردة ثقافية ذات خصوصية، تلعب دورا مهما في تنمية وعي الطفل وثقافته، وهو ملتقى يضم عددا من الفعاليات تبدأ من خلال أنشطة ممتدة من الآن وحتى موعد الملتقى في الثامن والعشرين من نوفمبر، من بينها مدرسة الأراجوز التي سيعلن عنها خلال الأيام القادمة وهي مدرسة تعليمية للأطفال والكبار لتعلم هذا الفن الجميل والجذاب، والمسابقة الفنية للأطفال بعنوان “الأراجوز في عيون أطفال جيل ألف”، وهي مسابقة في مجال الرسم يعبر فيها الأطفال عن رؤيتهم لفن الأراجوز، بالإضافة لمسابقة للكبار من فناني الأراجوز لأفضل عرض وأفضل “أراجوز”، وأفضل عروسة أراجوز، وتستمر الفعاليات حتى موعد الملتقى والذي يشهد عروضا فنية لفرق الأراجوز على مستوى أقاليم مصر.
كذلك يشارك المركز في عدد من الفعاليات التي تقيمها وزارة الثقافة مثل ملتقى العاصمة لفنون الطفل، والذي يجمع عددا من مؤسسات وزارة الثقافة، ومن بينها المركز ويقدم العروض الفنية والورش والأنشطة الثقافية المختلفة، بالإضافة إلى معرض للكتاب.
يقدم المركز أيضا ملتقى فنون الأطفال من ذوي الإعاقة وهو ملتقى يستضيف عروضا لفرق متنوعة للأطفال سواء كانت فرق غنائية أو استعراضية أو مسرحية للاحتفاء بأعمالهم وتشجيعهم.
كيف يدعم المركز الأطفال المبدعين؟ وهل يتيح لهم طباعة مؤلفاتهم؟
الاهتمام بدعم وتنمية الأطفال الموهوبين والمبدعين هدف رئيس للمركز، ويقدم الأنشطة التي تهتم باكتشاف مواهبهم، وتنميتها، من خلال الورش المتخصصة في جميع المجالات الفنية وهي ورش تعليمية ذات مقرر منهجي يمتد لعدد من الجلسات التعليمية ووفق خطوات متتالية لتنمية مهارات الأطفال المبدعين والموهوبين، كذلك يقيم المركز عددا من المسابقات المتنوعة التي تشجع الأطفال على الإبداع في الفنون والآداب المختلفة مثل الرسم والقصة والشعر وكتابة المقال، والموسيقى والغناء، وفي المجالات العلمية والابتكارات والتطبيقات الإلكترونية وغيرها.
كما يقوم المركز بإنتاج الأعمال الفنية التي يقدمها الأطفال المبدعون في مجال الأدب والفنون، وكذلك نشر فيديوهات وبرامج من صنع الأطفال تتناول موضوعات متنوعة.
"أنا موهوب".. مبادرة تم الإعلان عنها مؤخرًا لكشف المواهب ما هي تفاصيلها وآليات المشاركة فيها؟
مبادرة “أنا موهوب” بالتعاون مع إدارة أندية الأطفال التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي والتي تهدف إلى اكتشاف وتنمية ودعم مواهب الاطفال.
الفئة المستهدفة:
-أطفال نوادي الأطفال (التضامن الاجتماعي) من جميع المراحل العمرية.
-أولياء الأمور والقائمين على الخدمة الثقافية من الميسرين في أندية الطفل.
الأنشطة:
تنفيذ المرحلة الأولى من المبادرة والتي تتضمن:
- برامج تدريبية: تقديم برامج تدريبية مكثفة للأطفال الموهوبين في مجالات تخصصهم، من خلال إتاحة الفرصة للأطفال للتعلم من خبراء ومختصين في مختلف المجالات، ومساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة، من خلال تدريب مجموعة من الأطفال، المتوقع أن يكون 500 طفل بالمرحلة الأولى-وإقامة "كورسات" متنوعة في مجالات مختلفة مثل الفنون، والموسيقى، والرياضة، والكتابة، والمسرح، وغيرها، والمهارات العلمية والتدريب على مناهج البحث العلمي ويتضمن التدريب منهج لكل مجال طبقا للحقيبة التدريبية وبالاستعانة بخبراء متخصصين.
-يتم اكتشاف المواهب عن طريق مقاييس لقياس الذكاء الواحد والذكاءات المتعددة لمعرفه نقاط القوة والموهبة لدى الطفل، على مدار ثلاثة أيام في ثلاث محافظات مختلفة “القاهرة - مرسى مطروح - شمال سيناء”.
- تدريب العاملين على تطبيق مقاييس الذكاء ومعرفة نقاط القوة والموهبة لدى الطفل، وتأهيل وتدريب العاملين على توفير بيئة آمنة ومحفزة للأطفال للتجربة والاستكشاف.
-إقامة ندوات توعية بأهمية دعم مواهب أطفالنا، وكيفيه رعاية الآباء لمواهبهم، وتدريب العاملين والأسرة لطرق التربية الإيجابية مثل دعم مشاركة الطفل، والاستماع إلى رأيه، ومنع التمييز بين الأطفال.
- إقامة مشروعات تطوعية تشجيع الأطفال على المشاركة في خدمة المجتمع، لربط مواهب الأطفال باحتياجات المجتمع.
وهناك أيضا مبادرة "وعي" جيل يعرف تاريخه:
تهدف المبادرة إلى تعزيز الهوية والانتماء وكذلك رفع الوعي التاريخي بالمعالم التاريخية.
الفئة المستهدفة: الأطفال من سن 8 حتى 18 سنة.
خطة عمل المبادرة:
تتضمن المبادرة زيارة إلى أحد المعالم الأثرية مع عرض تقديمي واستعراض لأهم المعلومات المتضمنة لهذا المعلم من قبل متخصصين وأكاديميين.
هل هناك خطة للنشر في المركز القومي لثقافة الطفل؟
هناك إصدارات عديدة يقدمها المركز تهتم بكل المراحل العمرية للأطفال وتقدم أشكالا إبداعية متنوعة، كما تهتم بالعاملين مع الأطفال في مجال ثقافة الطفل لدعمهم بالدراسات والبحوث التي تقدم لهم الخبرات التي تساعدهم على نجاح عملهم وتنمية قدراتهم من بينها:
-سلسلة مسرح الطفل: إصدار العدد الثامن والعشرين، وبصدد طباعة أربعة أعداد جديدة لكبار الكتاب في هذا المجال.
-سلسلة الرواية لليافعين: إصدار العدد العاشر، ويستمر المركز في إصدار السلسلة خلال هذا العام.
-سلسلة حكايات الانتصار: إصدار العدد الرابع.
-سلسلة جائزة الرواية: تحت الطباعة.
-سلسلة مجلد ثقافة الطفل: إصدار العدد 55 من مجلد ثقافة الطفل وبصدد إنتاج أكتر من عدد خلال هذا العام.
-سلسلة دراسات وبحوث ثقافة الطفل: تم طباعة أحد عشر عددا من السلسلة، وبصدد إصدار أربعة أعداد جديدة من السلسلة في مجالات متنوعة.
-سلسلة المبدع الصغير وهي إنتاج لأعمال الأطفال الفائزة في جائزة الدولة للمبدع الصغير وتصدر بالتعاون مع الأمانة العامة للجائزة: فئة أولى سبعة عشر إصدارا، فئة ثانية: سبع عشر إصدارا.
-سلسلة"فكر وارسم ولون" وهي سلسلة للأطفال تهتم بتقديم قيم تربوية من خلال قصة قصيرة جدا مع رسوم يقوم الأطفال بتلوينها، ودعوة للأطفال بتقديم نماذج جديدة من القصص والرسوم وهفها تشجيع الأطفال على الإبداع.
-سلسلة الكوميكس وهي سلسلة جديدة ومهمة تتواكب واهتمامات الأطفال: صدر عنها أربعة إصدارات وتحت الطباعة أربعة إصدارات جديدة لكبار الكتاب والرسامين في مصر.
-تم إصدار عدد كبير من القصص الموجهة للأطفال للفئة من 6 -12 سنة والفئة الثانية من 13 – 18 أكثر من 200 قصة.
-أيضاً تم إصدار عدد كبير من دواوين الشعر الموجهة للأطفال للفئة من 6 -12 سنة، والفئة الثانية من 13 – 18 أكثر من 50 إصدارا.
ومن المهم الإشارة إلى أن المركز القومي لثقافة الطفل يقدم جميع أنشطته وفاعلياته بدعم ورعاية من الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف من الدكتور أسامة طلعت، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والذي يعتبر المركز القومي لثقافة الطفل واحدة من مؤسساته الثقافية المختصة بتنمية ورعاية ثقافة الطفل في مصر، والتي تهدف إلى تنفيذ رؤية واستراتيجية وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة في مجال ثقافة الطفل، والتي تهدف في صميمها إلى بناء الإنسان المصري.