قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

قصة صراع وادي السيليكون والاتحاد الأوروبي.. ميتا وآبل يتحديان القيود التنظيمية

ميتا وآبل
ميتا وآبل
×

يتصاعد الصراع بين شركات التكنولوجيا الأمريكية الرائدة والاتحاد الأوروبي (EU) حول سياسة المجتمع لتنظيم وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي AI بشكل صارم.

وفقا لـ “بلومبرج”، قررت شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة من بينها "آبل" و"ميتا"، عدم إطلاق بعض أدوات وخدمات الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي بسبب البيئة التنظيمية للكتلة،

آبل وميتا تقرران عدم إطلاق أحدث ميزات الذكاء الاصطناعي في أوروبا

اختارت شركة آبل عدم إطلاق بعض من أحدث ميزات الذكاء الاصطناعي في آيفون، في حين استبعدت شركة “ميتا” أوروبا من إصدار أقوى طراز لها من الذكاء الاصطناعي.

تشير أحدث التقارير، إلى أن شركة آبلرفضتإصدار برامج جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي، وسيؤدي هذا القرار إلى تأخير إطلاق ثلاث ميزات جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي، من بينها عدد كبير من الميزات الجديدة وتحسينات البرامج لجهاز آيفون الخاص بها.

يشمل ذلك، ميزة Apple Intelligence، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستحضار النصوص والصور والمحتويات الأخرى عند الطلب، والتي ستكون متاحة على iPhone 15 Pro وiPhone 15 Pro Max وiPad وMac مع شريحة M1 والإصدارات الأحدث.

وقالت الشركة خلال الأسبوع الماضي، إن ثلاث ميزات هي: Phone Mirroring، وتحسينات SharePlay Screen Sharing، وApple Intelligence - لن يتم طرحها لمستخدمي الاتحاد الأوروبي هذا العام بسبب الشكوك التنظيمية بسبب قانون الأسواق الرقمية (DMA) التابع للاتحاد الأوروبي.

قالت شركة آبل في رسالة بالبريد الإلكتروني: “على وجه التحديد، نحن قلقون من أن متطلبات التشغيل البيني لـ DMA قد تجبرنا على التنازل عن سلامة منتجاتنا بطرق تهدد خصوصية المستخدم وأمن البيانات”.

وأضافت: “نحن ملتزمون بالتعاون مع المفوضية الأوروبية في محاولة لإيجاد حل يمكّننا من تقديم هذه الميزات لعملائنا في الاتحاد الأوروبي دون المساس بسلامتهم”.

وإلى جانب آبل، اتخذت شركة “ميتا” المالكة لـ فيسبوك، قرارا مماثلاً فيما يتعلق بنسخة محدثة من نموذج الذكاء الاصطناعي المفتوح Llama، وكان السبب وراء هذه الخطوات من جانب الشركات هو التنظيم التكنولوجي الصارم ومراقبة مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي، فضلا عن القواعد التشريعية في مجال حماية البيانات الشخصية.

في العام الماضي، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، إن شركته قد تغادر أوروبا إذا أصبح النظام التنظيمي غير قابل للتطبيق، ولا تزال الشركة - المدعومة من قبل شركة مايكروسوفت الأم - تعمل كالمعتاد في الاتحاد الأوروبي، كما هو الحال مع معظم شركات الذكاء الاصطناعي التي يقع مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة.

آبل وميتا تقرران عدم إطلاق أحدث ميزات الذكاء الاصطناعي في أوروبا

قصة الصراع بين وادي السيليكون والاتحاد الأوروبي

تعتبر قصة الصراع بين وادي السيليكون والاتحاد الأوروبي واحدة من أبرز الصراعات في عالم التكنولوجيا والاقتصاد الحديث، يمثل وادي السيليكون - الذي يقع في قلب كاليفورنيا - مركز الابتكار التكنولوجي العالمي، حيث تحتضن شركات عملاقة مثل جوجل، وآبل، وميتا، وفي المقابل، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم هذا القطاع المتنامي من خلال تشريعات تهدف إلى حماية الخصوصية، وتعزيز المنافسة، وضمان حقوق المستهلكين.

لذا يعد قرار “آبل” و “ميتا”، بحجب المنتجات الرئيسية لكلا منهما يعد تصعيدا مشؤوما للصراع الطويل الأمد بين وادي السيليكون والاتحاد الأوروبي.

وتتضمن هذه القصة أيضا صراعات ثقافية وفكرية، حيث يختلف نهج وادي السيليكون في التعامل مع البيانات والخصوصية عن الرؤية الأوروبية التي تضع حقوق الأفراد في مقدمة الأولويات، حيث كانت اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا بمثابة نقطة حساسة لبعض شركات التكنولوجيا الأمريكية لعدة سنوات، ولكن قانون الأسواق الرقمية وقانون الخدمات الرقمية وقانون الذكاء الاصطناعي الذي تم طرحه حديثا يزيد من المخاطر إلى حد ما.

وتتجلى هذه الديناميكية في مجموعة من القوانين والسياسات التي أقرها الاتحاد الأوروبي، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) وقانون الأسواق الرقمية (DMA)، والتي تهدف إلى فرض قيود على الشركات الكبرى في وادي السيليكون، بينما ترى هذه الشركات أن هذه القوانين قد تعيق الابتكار وتحد من قدرتها على المنافسة في السوق العالمية.

وفي شهر مارس الماضي، وافق أعضاء البرلمان الأوروبي على قانون بشأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وصوت لصالح الوثيقة 523 نائبا، وهو أول قانون في العالم حول هذا الموضوع، وصوت ضدها 46 نائبا آخر، ويهدف إلى المساعدة في تنظيم استخدام التقنيات مثل chatbot chatGPT وأنظمة تحديد الهوية البيومترية في الوقت الحقيقي.

وتزعم الشركات الأمريكية نفسها أن سياسات الاتحاد الأوروبي تهدد بوقف تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعتقد الاتحاد الأوروبي أن إعطاء شركات التطوير مساحة أكبر مما ينبغي من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم الضرر الذي تسببه بالفعل هيمنة وادي السليكون على صناعة التكنولوجيا العالمية.