يتقرب إعلان دار الإفتاء المصرية لموعد دخول شهر ربيع الأول 1446، والمولد النبوي الشريف 2024، وفي السطور التالية نرصد حكم الاحتفال بالمولد النبوي وموعده وهل يجوز صيامه والإنشاد فيه؟.
موعد المولد النبوي الشريف
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه المنَّة كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58]. وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ له أصله في الكتاب والسنة، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يعتدُّ به.
ويحين موعد المولد النبوي 2024 في يوم الاثنين الموافق 16 سبتمبر 2024، الموافق 12 ربيع الأول 1446 هجرية، أما عن صيام يوم المولد النبوي: يقول الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين، حيث ورد ذلك في الأحاديث فيما معناه أنه كان يصوم يوم الإثنين، وحينما سئل صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك قال "هذا يوم ولدت فيه".
وأضاف وسام خلال بث مباشر لدار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "نقول ذلك لمن يسأل هل صيام يوم ذكرى المولد النبوي الشريف بدعة؟، قائلًا: "إن النبي صلى الله عليه وسلم صام يوم مولده شكرا لله على نعمة الإيجاد وكان يحب يحتفل بالطاعة".
فضل صيام ذكرى المولد النبوي 2024
تتحقق بصيام ذكرى المولد النبوي عدة بشارات منها:
1- الصيام عبادة لا مثيل لها: شرع الله تعالى لعباده كثيراً من العبادات؛ كالذكر والصلاة والزكاة والصدقة والحج والعمرة، ومنها الصيام الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه لا مثيل له، فقد جاء عن أبي أمامة، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟ قال: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ».
2- الصيام من أقوى الطرق وأسرعها في تزكية النفس، حيث يقول تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}، والمعنى كما يقول ابن كثير: "قد أفلح من زكى نفسه، أي: بطاعة الله وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل. {وقد خاب من دساها} أي: دسسها، أي: أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهدى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل".
3- الصيام صحة وعافية للبدن، حيث الحافظ على النفس الإنسانية من أهم الضروريات التي جاء بها الإسلام، وقد بين الأطباء فوائد الصيام الصحية على جسم الإنسان، وأنه من أكثر الأدوية في علاج الكثير من الأمراض.
4- الصيام سبب عظيم في استجابة الدعاء، حيث ورد في كتاب الله عز وجل مقروناً بالصيام قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
5-الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، ومن بين الشفاعة في الآخرة ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه صلى الله عليه وسلم قوله:" الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَيُشَفَّعَانِ".
6- الصيام يبعد صاحبه من دخول النار، ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا"، وعنه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَامَ يَوْماً في سَبيلِ اللهِ جَعَلَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ خَنْدَقاً كما بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْض".
7- الصيام سبب عظيم لدخول صاحبه الجنة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ".