نالت التوصيات الصادرة عن مبادرة التنظيم الذاتي للإعلام، استحسانًا وإشادة كبيرة من عدد لافت من خبراء الإعلام والعاملين في الوسط الإعلامي في مصر، ولاسيما وأنها ترسم عهدًا جديدًا للإعلام وتفتح أفقًا لمزيد من التعاطي مع متطلبات الجمهور، بما يحدد ملامح العلاقة بين الإعلام المصري والمواطنين ويسعى حثيثًا لتحقيق مزيد من الانضباط في المشهد.
أبرز توصيات مبادرة التنظيم الذاتي للإعلام
وكان المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفي كرم جابر، عقد جلستي عمل مع عدد من أعضاء المجلس والمتخصصين في مجال الإعلام وأساتذة الجامعات وقيادات العمل الإعلامي في مصر، لمناقشة عدد من القضايا التي تتعلق بالبرامج الحوارية، والإعلام الرياضي، والأنشطة الإعلانية، والتحديات التكنولوجية في مجال العمل الإعلام، وخصوصًا ما يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي.
وأوصى الحضور بضرورة أن تفتح القنوات الرياضية مساحات لجميع الرياضات والأندية المختلفة وألا تكون كرة القدم وحدها هي الطاغية على وقت البرامج، وكذلك ضرورة تأهيل مقدمي البرامج الرياضية خاصة وأن عددا كبيرا منهم ليسوا بإعلاميين، وعدم تحويل مذيعي "التوك شو" البرامج لبث أفكارهم الخاصة، وقيام القنوات بوضع "إستايل بوك" لتنظيم أداء المذيعين وطريقة العرض وهوية القناة، والعمل على وجود مسوح ودراسات تحليلية للمشهد الإعلامي واستقاء الآراء حول ما يقدم في الإعلام وما يهم الجمهور، وضرورة توفير الإمكانيات التكنولوجية ودمجها في وسائل الإعلام.
كما حثت التوصيات على ضرورة مساعدة وسائل الإعلام الخاصة على أداء مهمتها بما يساعد في تعزيز رسالة الإعلام الوطني، ووجود ضوابط وجزاءات قانونية على استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يسيء للرموز، وكذلك ضرورة تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد الإعلامية، وقيام كل مؤسسة إعلامية بمحاسبة مقدمي البرامج في حالة وقوع أي خطأ، كما طالبت بتدريب وتأهيل العاملين بالبرامج الرياضية من مقدمين وإعداد من خلال دورات تدريبية بالتعاون مع كليات الإعلام.
وأكدت كذلك على ضرورة العمل على وجود جمعيات حماية حق الجمهور في المشاهدة النظيفة، وتشكيل لجان لإعداد ملفات ورصد دقيق حول مشاكل الإعلام، والتعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة، وسرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات، وضبط وقت برامج "التوك شو" بما لا يزيد عن ساعة ونصف شاملة الإعلانات، وحثت على تقليل عدد المقبولين في كليات الإعلام، وأهمية وجود شراكة بين المؤسسات العامة وكليات ومعاهد الإعلام للتدريب الميداني للعاملين في المجال الإعلامي، وضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية.
دقة الاستخدام و التحقق من المعلومات
وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة هويدا مصطفى أستاذ إعلام جامعة القاهرة، إنه بالفعل قضية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعى والتحديات التى تثيرها من حيث إمكانية اختفاء بعض الوظائف والتهديد بالتأثير على تواجد الإعلاميين وأن تكون بديل لهم يؤثر على قضية البطالة فى المجال الصحفى و الإعلامى واختفاء بعض المهن وكذلك تحدى دقة المعلومات ومدى تحيزها وانتهاك الخصوصيات وغيرها من التحديات.
وأضافت مصطفى- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن استخدام هذه التطبيقات تمت مناقشتها ووضعت كمحور مهم فى المبادرة لطرح الآراء والتصورات حول كيفية مواجهة هذه التحديات إما بتفعيل التدريب التحويلى أو وضع ضوابط وأكواد عل استخدام هذه التطبيقات وفى المقابل تم التركيز على أن هذه التطبيقات على الجانب الآخر ستفتح مجال لمهن جديد ولتغطيات إخبارية أعمق إذا ما تم تطبيقها بشكل يضمن دقة الإستخدام والتحقق من المعلومات، وكذلك ركزت المبادرة على حانب حرية تداول المعلومات مع ضبط هذه القضية بالمسؤولية التى يتحملها الإعلامي والصحفى تجاه القضايا المجتمعية ودوره أيضا تمت مناقشته لوضع الضوابط المهنية للمواد و البرامج منها البرامج الحوارية و البرامج الرياضية و كذلك الأكواد الاعلانية لتنظيم المشهد الإعلاني.
وأشارت مصطفى، إلى أنه وبالفعل هناك مشروع سيقدمه المجلس خاص بهذه الأكواد خاصة إعلانات الأدوية والصحة العامةوآلية التفعيل تكمن فى تحديد محاور التوصيات للبرامج الحواريةوالبرامج الرياضيةوالاعلاناتوتطبيقات الذكاء الاصطناعى وتحدياتهاوبرامج الأطفالوالتفاعل فى التدريب مع كليات الإعلام للاهتمام بجودة الخريج وتأهيله لسوق العمل.
وتابعت: "سيتم عقد لجان تخصصية ستضع معايير وأكواد مهنية وسيتم طرح هذه التصورات فى شكل تشريعات إن تطلب الأمر لعرضها على المؤسسات المعنية وكذلك سيتم التواصل مع المؤسسات الإعلامية لتفعيلها فى اطار الضبط الذاتى".
ضرورة ضبط وقت البرامج الحوارية
وفي هذا الصدد، قال الكاتب الصحفى كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، إن استجابة كافة القنوات للتوصيات التى أصدرها المجلس بشأن التنظيم الذاتي للإعلام، جاءت نتيجة توافق كافة الأطراف المشاركة في المبادرة على تلك التوصيات، أهمها ضرورة ضبط مدد الإعلانات مقابل المواد الدرامية والبرامج، وأن تحصل الإعلانات على تصريح من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام قبل عرضها، كذلك ضرورة ضبط وقت البرامج الحوارية بما لا يزيد عن ساعة ونصف، والحد من الآراء الذاتية لمقدمي البرامج.
وأضاف رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام- خلال تصريحات له، أن الهدف من ضبط وقت برامج "التوك شو" هو إعطاء المزيد من التنوع وإتاحة مساحات لبرامج أخرى، والذي سيؤثر بدوره إيجابياً في حصيلة الإعلانات للقنوات.
وبدوره أثنى مجلس نقابة الإعلاميين برئاسة النائب الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ على توصيات مبادرة التنظيم الذاتي للإعلام والتي ناقش فيها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام النشاط الإعلاني والبرامج الرياضية والبرامج الحوارية.
وقال نقيب الإعلاميين- خلال تصريحات له، إن التوصيات التي صدرت عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تعتبر خطوة مهمة على الطريق الصحيح لضبط المنظومة الإعلامية -تحديدا- فيما يخص تفعيل مواثيق الشرف الصحفية والإعلامية والأكواد بالإضافة إلى الحد من مقدمي البرامج والمحاسبة على الأخطاء والتأكيد على عدم تحويل برامج "التوك شو" لبث الأفكار الخاصة للمذيعين ومقدمي تلك البرامج والاستمرار في تدريب مقدمي البرامج الرياضية وفتح مساحات لجميع الرياضات علاوة علي وجود شراكة بين كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية وضرورة الاهتمام ببرامج الأطفال والشباب والمحتويات الثقافية والقنوات المتخصصة والإقليمية والتشديد المستمر على التعاون بين وسائل الإعلام والمصادر وأجهزة الدولة للحصول على المعلومات الصحيحة الإسراع بصورة قوية لإصدار قانون حرية تداول المعلومات.
ورحب نقيب الإعلاميين بالتعاون المستمر بين المؤسسات والهيئات الإعلامية والنقابية لتطوير أداء المنظومة الإعلامية وتقديم رسالة مهنية تليق بالمواطن المصري والعربي.
وجدير بالذكر، أن حملت توصيات مبادرة "التنظيم الذاتي للإعلام" حلولًا للعديد من المشكلات التي يعاني منها الوسط الإعلامي خلال السنوات الأخيرة، وهذه التوصيات لم تهمل أيًا من أطراف العملية الإعلامية، بدءًا من مقدمي الخدمة الإعلامية، ممثلين في وسائل الإعلام المختلفة، مرورًا بالعاملين فيها وبناء قدراتهم، وصولًا إلى المشاهد وحقه في متابعة محتوى نظيف.
وعلى عكس تصورات وأفكار سابقة تم طرحها على مر السنين، لم يكن هناك تناول أعمق لمختلف جوانب الأزمة بشكل شامل يضمن تجنب تكرار الأزمات الحالية في المستقبل. وقد تطرقت الأفكار إلى تقليل أعداد المقبولين في كليات الإعلام، بجانب التنسيق بين الكليات والمؤسسات من أجل التدريب.