ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما مدى صحة حديث: «من قال: الحمد لله الذي تواضع كل شيء لعظمته، والحمد لله الذي ذل كل شيء لعزته، والحمد لله الذي خضع كل شيء لملكه، والحمد لله الذي استسلم كل شيء لقدرته، فقالها يطلب بها ما عند الله؛ كتب الله له بها ألف حسنة، ورفع له بها ألف درجة، ووكل بها سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة»؟ وما حكم العمل به؟
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الحديث المذكور رواه الإمام الطبراني في "المعجم الكبير"، وذكره الإمام البيهقي في "الأسماء والصفات" وذكر له شاهدان موقوفان، وله شواهد أخرى منها ما رواه الإمام الطبراني في " الدعاء"، وذكر هذا الحديث الهيثمي في "مجمع الزوائد" وقال: رواه الطبراني، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف، ورواه المتقي الهندي في "كنز العمال" وقال: وفيه أيوب بن نهيك؛ منكر الحديث، وذكره الإمام الغزالي في "الإحياء".
وذكرت دار الإفتاء أن هذا الحديث وإن كان ضعيف السند إلا أنه يشرع العمل به؛ لما تقرر من جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، ولأنه مندرج تحت أصول الشريعة في مندوبية الذكر بشكل عام.
وأوضحت أن الحديث وإن كان ضعيفًا، إلا أنه مندرج تحت أصول الشريعة في مندوبية الذكر بشكل عام؛ يقول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأنفال: 45]، وأحاديث ندب الذكر كثيرة؛ ففي حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ».
ويروي الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه مرفوعًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ»؟ قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى».
وأكدت أن الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال كما قرر جماعة كبيرة من أهل العلم ومنهم: الإمام أحمد وعبد الرحمن بن مهدي، وابن الصلاح وابن تيمية والزركشي والنووي والعلائي، وابن دقيق العيد، وتبعهم على ذلك فئات من العلماء كالسيوطي، والهيتمي، وغيرهم كثير.