في ظل الصراع المستمر الذي يضرب السودان منذ ما يقرب من 16 شهرًا، يواجه السودانيون تحديات ضخمة تتجاوز نطاق الحرب إلى مشاكل بيئية وصحية متفاقمة.
يعاني الشعب السوداني حاليًا من تأثيرات الفيضانات الموسمية، وتفشي الأوبئة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في البلاد.
تحديات تواجه السودانيين
واجهت عدة ولايات سودانية، وخاصة في شمال البلاد، سيولاً جارفة اجتاحت مدنها الكبرى والبلدات الريفية، مهددة بنية هذه المناطق التحتية وسبل عيش سكانها. وقد أدت الأمطار الغزيرة غير المسبوقة إلى حدوث أضرار جسيمة، حيث فاضت الأنهار، وغمرت المياه المناطق السكنية، مما تسبب في تدمير المزارع والمرافق العامة.
وفقًا لصحيفة التغيير السودانية، أعلن وزير التربية والتعليم السوداني المكلف، تجاني محمد إبراهيم، عن تعليق الدراسة في جميع مدارس الولاية الشمالية، وتأجيل الامتحانات المقررة، بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة.
الأضرار التي خلفتها السيول كانت واسعة النطاق، إذ تضررت العديد من المنازل والمرافق التعليمية والصحية، وأطلق الأهالي في المناطق المتضررة نداءات عاجلة للحصول على المساعدات الإنسانية، مثل الخيام والمواد الغذائية ومياه الشرب، لمساعدة الأسر التي أصبحت في العراء.
كما تسببت السيول في إغلاق الطرق الرئيسية التي تربط بين مدن الولاية، مما أعاق جهود الإغاثة. وكشف تقرير غرفة الطوارئ بوزارة الصحة السودانية عن أضرار فادحة، حيث تأثرت 10 ولايات، شملت 50 محلية و434 منطقة، وبلغ عدد الأسر المتضررة 31,666، وعدد الأفراد المتأثرين 129,650 شخصًا، إلى جانب تسجيل انهيار 12,420 منزلًا كليًا و11,472 منزلًا جزئيًا، و132 حالة وفاة.
وبالإضافة إلى الفيضانات، تواجه البلاد أزمة صحية تتعلق بتفشي وباء الكوليرا. وفقًا للتقرير الوبائي لوزارة الصحة، انتشر المرض في خمس ولايات تشمل كسلا، القضارف، الجزيرة، الخرطوم، ونهر النيل، وسُجلت 102 حالة جديدة، ليصل العدد الإجمالي للحالات إلى 1,223، مع تسجيل 48 حالة وفاة.
وفي سياق التحديات الطبيعية القادمة، ومع اقتراب فصل الشتاء، حذرت هيئة الأرصاد الجوية السودانية من احتمال حدوث سيول جديدة في ست مناطق على الأقل في ولاية البحر الأحمر. التنبؤات تشير إلى وصول سحب رعدية قادمة من غرب السعودية قد تؤدي إلى أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية.
بالتالي، السودان يعاني من أزمات مركبة تشمل النزاع المسلح، الفيضانات، وتفشي الأوبئة، مما يضيف عبئًا إضافيًا على جهود الإغاثة ويؤثر بشكل عميق على حياة السكان. ورغم الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة ومنظمات الإغاثة، تظل الحاجة ملحة لتعزيز البنية التحتية الصحية وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي لمواجهة الأزمات الحالية ومنع تكرارها.
ومن جانبه، قال الكاتب الصحفي السوداني، زكريا أحمد موسى، إن الحرب التي شنتها قوات الدعم السريع في السودان أثرت سلبًا على حياة المدنيين، مشيرًا إلى أن هذه الحرب تسببت في معاناة حقيقية للأشخاص العزل الذين لا علاقة لهم بالصراعات السياسية.
وأضاف في تصريحاته الخاصة لـ "صدى البلد"، أن المليشيا تستهدف القرى البعيدة عن معسكرات الجيش السوداني، حيث لا توجد أقسام للشرطة، وتقوم بسرقة المواطنين ونهب سياراتهم وأموالهم، وتعتدي على من يرفضون تسليم ممتلكاتهم، متجاوزة بذلك كافة القوانين الإنسانية.
وأشار إلى أن الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع معقدة للغاية، حيث منعت المليشيا دخول المساعدات عبر طريق الدبة، والذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي.