أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية باتريك رايدر، أن ناقلة النفط الخام "سونيون" التي تحمل العلم اليوناني لا تزال مشتعلة في البحر الأحمر بعد هجوم الحوثيين عليها.
سونيون تحمل نحو مليون برميل من النفط
وأضاف رايدر، أن طرفا ثالثا حاول إرسال قاطرتين للمساعدة في إنقاذ الناقلة لكن الحوثيين هددوا بمهاجمتهما، مشيرًا إلى أن الناقلة تحمل نحو مليون برميل من النفط الخام.
وفي وقت سابق، أبلغ مركز عمليات التجارة البحرية البريطاني عن اندلاع حرائق يوم الجمعة الماضي في ناقلة النفط "سونيون".
وقالت بعثة "أسبيدس" البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، إن السفينة كان على متنها طاقم من 25 فلبينيا وروسيا، بالإضافة إلى أربعة من أفراد الأمن الخاص، نقلتهم مدمرة فرنسية إلى جيبوتي المجاورة.
وحذرت البعثة من أن السفينة "سونيون" تحمل على متنها 150 ألف طن من النفط الخام وتمثل "خطرا ملاحيا وبيئيا".
وأضافت "من الضروري على الجميع في المنطقة توخي الحذر والامتناع عن أي إجراءات قد تؤدي إلى تدهور الوضع الحالي".
من جانبه، قال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إنهم هاجموا الناقلة لأسباب منها انتهاك شركة "دلتا تانكرز" قرار حظر "الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة".
والناقلة "سونيون" هي ثالث سفينة تديرها شركة "دلتا تانكرز" تتعرض لهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر.
وقالت "دلتا تانكرز" التي يقع مقرها في أثينا، في بيان، إن الهجوم تسبب في اندلاع حريق على متن السفينة، قبل أن يتمكن طاقمها من إخماده.
ما سبب هجوم الحوثيين؟
ومنذ نوفمبر 2023 الفائت، وفي ظل الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة، تصاعدت هجمات جماعة الحوثيين على السفن التجارية المملوكة لإسرائيليين أو المتوجهة إلى الموانئ في إسرائيل في كل من خليج عدن والمحيط الهندي، وهو تصعيد وصفه الحوثيون بأنه تضامن مع فصائل المقاومة الفلسطينية بالقطاع المحاصر.
وأمام هذا الواقع، لجأ كثير من شركات وسفن الشحن التجارية وشركات التأمين إلى تغيير مسارها وتجنب عبور مضيق باب المندب ، وبدلا من ذلك أعادت توجيه مسار شحناتها عبر رأس الرجاء الصالح الأطول حول أفريقيا، مما يزيد التكاليف ويطيل مدة الرحلات ويخلف أزمة متصاعدة في التجارة العالمية.
أحوال إنسانية صعبة باليمن
في سياق آخر، لقي عشرات اليمنيين مصرعهم، في كارثة إنسانية جديدة، جراء انهيار سدود وحواجز مائية وجرف عدد من المنازل مع سكانها، في ظل استمرار هطول الأمطار الغزيرة شمال غربي البلاد.
وحتى فجر أمس الأربعاء، شهدت محافظات المحويت والحديدة وحجة شمال غرب اليمن، أمطارا غزيرة وعواصف رعدية، تسببت في انهيار 3 سدود وحواجز مائية بمديرية ملحان الجبلية، غربي المحويت، المتاخمة لمحافظة الحديدة.
وقتل 25 شخصا جراء انهيارات صخرية وانجراف منازل إثر فيضانات عارمة نتجت عن أمطار غزيرة في مديرية ملحان بمحافظة المحويت.
وأعلنت السلطة المحلية بالمحافظة مديرية ملحان منطقة منكوبة جراء الفيضانات التي وقعت الليلة الماضية، ووجهت نداء استغاثة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
من جهتها، أعلنت شرطة المحويت أن هناك 24 مفقودا جراء السيول التي ضربت المنطقة. علي صعيد متصل، تواجه عيادة طبية في إحدى مناطق غرب اليمن التي ضربتها الفيضانات مؤخرا، تدفقا لمرضى يشتبه في إصابة العديد منهم بالكوليرا، بعدما زادت الأمطار الغزيرة مخاطر تفشي المرض.
وهؤلاء هم من بين حوالى 164 ألف شخص في مختلف أنحاء اليمن يشتبه بإصابتهم بالكوليرا، وهو عدد مرشح للارتفاع إلى 250 ألفا في الأسابيع المقبلة إذا لم يتم تعزيز جهود الاستجابة للوضع، بحسب الأمم المتحدة. والكوليرا الناجمة عن تلوث المياه أو الغذاء، هي مرض متوطن في اليمن.
وقالت مصادر لـ"إرم نيوز"، إن انهيار السدود والحواجز، نتج عنه تدفق مفاجئ للمياه المتراكمة بشكل مدمر، نحو قرى وبلدات مأهولة على ضفاف وداي حطب، ليجرف عددا من المنازل مع ساكنيها، إضافة إلى محال التجارية ومدرجات المواطنين الزراعية.
وذكرت المصادر، أن أعداد الوفيات والمفقودين في صفوف المواطنين، جراء السيول المتدفقة والانهيارات الصخرية، وصلت إلى أكثر من 30 حالة، في إحصائية أولية، في ظل انقطاع الطرق الواصلة بين القرى والبلدات الأخرى.
وأفادت مصادر أمنية بمحافظة المحويت، بأن 24 مواطنا فقدوا نتيجة تدفق السيول والانهيارات الصخرية التي شهدتها مديرية ملحان، مما أدى إلى تهدم 7 منازل وفقدان ساكنيها، و4 محلات تجارية.
يذكر أنه منذ أواخر شهر يوليو الماضي، يشهد اليمن موجة أمطار غزيرة وسيول وفيضانات، أدت إلى مصرع أكثر من 60 شخصا إلى جانب عدد من المفقودين، ضمن قائمة أضرار طالت 268 ألفا آخرين.
وتتجه الأودية المنحدرة من مناطق المحويت الغربية، إلى مناطق الحديدة الساحلية، التي شهدت بدورها أمطارًا غزيرة استمرت لساعات؛ مما فاقم من حجم المعاناة التي يعانيها سكان المديريات الشرقية من الحديدة.
وقال سكان محليون في الحديدة، لـ"إرم نيوز" إن السيول القادمة من المحويت إلى مديريات الزيدية والضحى وباجل، شرقي محافظة الحديدة، تسببت بأضرار واسعة في القرى المأهولة والبنية التحتية، وسط أنباء عن ضحايا ومفقودين، فيما تسببت السيول والفيضانات التي شهدتها مديرية بيت الفقيه، وسط الحديدة، في عزل بلدات مأهولة وقطع للطرقات العامة.
ماذا قالت الأمم المتحدة ؟
ويوم الاثنين الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تضرر 38285 أسرة (ما يقرب من 268000 شخص) إثر أمطار غزيرة وسيول ضربت اليمن، منذ مطلع الشهر الجاري.
وتركزت الأمطار الغزيرة والفيضانات في اليمن، على محافظات مأرب والحديدة وحضرموت وتعز وصعدة وحجة، وأسفرت عن وفاة وإصابة 211 شخصا وتهدم مئات المنازل، وتضرر آلاف الأسر علاوة على إلحاقها خسائر مادية واسعة، حسب مصادر لـ"سبوتنيك".
ووفقا للأمم المتحدة، تفاقم الأمطار الغزيرة والفيضانات الوضع الإنساني الكارثي في اليمن الناجم عن الصراع على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة "أنصار الله"، الذي يدخل عامه العاشر.