تسعى مصر لزيادة استثماراتها في قطاع الطاقة وتعزيز قدرتها الإنتاجية من النفط والغاز، وذلك ضمن استراتيجيتها لتوسيع نطاق الاستكشاف والاستفادة من الموارد الطبيعية، ويهدف هذا التوجه إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وزيادة العائدات الاقتصادية، بما يتماشى مع استراتيجيتها لاستغلال الفرص الواعدة في مجال البحث عن الغاز الطبيعي والبترول.

كشف بترولي جديد

وفي إطار هذه الاستراتيجية، أعلنت شركة خالدة للبترول، بالنيابة عن شركة أباتشي الأمريكية والهيئة المصرية العامة للبترول، عن كشف بترولي جديد في منطقة غرب فيوبس -1 في منطقة تنمية كلابشة بالصحراء الغربية.

وقد جاء هذا الاكتشاف كجزء من جهود الدولة لتطوير قطاعها النفطي وتحقيق الاستفادة القصوى من مخزونها الاستراتيجي من الموارد الهيدروكربونية، ما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

ووفقا لبيان الشركة الصادر اليوم، الأربعاء، تم إجراء اختبار للبئر الجديدة بتثقيب 270 قدما في رمال الباليوزوي.

أسفر الاختبار عن استرجاع 7165 برميلا من الزيت يوميًا بدرجة جودة 44، بالإضافة إلى 23 مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب.

وأظهرت التسجيلات الكهربائية وجود شواهد بترولية في مكون الباليوزوي بإجمالي سمك يبلغ 462 قدمًا.

من جانبها، أشادت أستاذ الاقتصاد والطاقة المصرية، الدكتورة وفاء علي، بدور مصر في عمليات البحث والاستكشاف وضخ الاستثمارات المباشرة وزيادة حجم مناطق الطرح.

وأكدت الدكتورة وفاء علي، في تصريحات لها، أن الكشف الجديد يمثل نهجاً استراتيجياً متميزاً لزيادة الإنتاج من الآبار، وهو ما سيسهم في تأمين إمدادات الطاقة وضمان الاستدامة، بالإضافة إلى تحسين إدارة الطلب.

وأوضحت أن هذا الكشف يعزز قدرة الشركات المصرية في مجال البحث والتنقيب ويزيد من دخول الشركات المحلية ويقلل من الاستيراد، مما يساهم في زيادة الناتج المحلي.

وتسعى وزارة البترول المصرية لزيادة إنتاج الغاز والبترول عبر جذب الاستثمارات الأجنبية كوسيلة لتعزيز الإنتاج.

وقد كشف الشركاء الأجانب عن خططهم خلال سلسلة اجتماعات مع وزير البترول كريم بدوي.

في هذا السياق، أعلنت الوزارة عن فتح مزايدة جديدة في 12 منطقة بالبحر المتوسط ودلتا النيل وفقًا لخريطة الاستكشافات المعلنة لعام 2025، والتي تشمل عشرة قطاعات بحرية وقطاعين بريين. من المتوقع أن تشارك شركات عالمية في تقديم عروضها للمشاركة في عمليات التنقيب، وفقًا لاتفاقيات اقتسام الإنتاج السارية في مصر.

بعد غيابه 15 يوما.. وفاة خفير شركة بترول تاه في صحراء مطروح..القصة الكاملة

5 معلومات عن بئر بترول نيفر لإنتاج 2300 برميل خام يوميا

وتشير بيانات منظمة أوبك إلى أن احتياطيات مصر من البترول تبلغ 3.3 مليار برميل، وهي مستقرة مقارنة بالعام الماضي.

ويبلغ متوسط إنتاج مصر من النفط الخام حوالي 545 ألف برميل يوميًا خلال يونيو الماضي.

وتستهدف شركة فاروس إنرجي مضاعفة الإنتاج من 3000 برميل يوميًا إلى 6000 برميل خلال عامين، بينما تعمل شركة أبكس الأمريكية على حفر حوالي 13 بئرًا في مناطق امتيازها بالصحراء الغربية لزيادة الاستثمارات وتحقيق توسعات وزيادة الإنتاج.

وأوضح المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن طرح مزايدة البحث عن الغاز الطبيعي يدعم توجه الدولة نحو تكثيف أنشطة البحث والاستكشاف في البحر المتوسط.

وأكد الوزير أن هذه المزايدة هي الثامنة من نوعها التي تُطرح باستخدام أحدث الوسائل الرقمية عبر بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج (EUG)، التي أطلقتها الوزارة في بداية عام 2021.

توفر البوابة وصولاً سهلاً وسريعاً إلى المعلومات الأساسية والبيانات الفنية الخاصة بالمزايدات، مما يسرع عملية تقييم الفرص الاستثمارية وتقديم العروض.

ودعت وزارة البترول والثروة المعدنية الشركات العالمية المتخصصة لتقديم عروضها للمشاركة في عمليات التنقيب، مشيرة إلى أن المزايدة الجديدة تسهم في اكتشاف احتياطيات جديدة من النفط والغاز، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

كما دعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية الشركات المتخصصة في البحث عن الزيت الخام والغاز إلى الاشتراك في مزايدة مصر العالمية لعام 2024، التي تضم 12 قطاعًا استكشافيًا في البحر المتوسط ودلتا النيل، طبقًا لاتفاقيات اقتسام الإنتاج المعمول بها في مصر.

إنجازات بترولية رغم التحديات

ومرت تسع سنوات من العمل الجاد والدؤوب، مدعومة بجهود مكثفة ومتابعة دقيقة واهتمام القيادة السياسية تحت رئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهدت خلالها الحكومة المصرية تناغمًا واضحًا كفريق عمل واحد لتحقيق أهداف الدولة.

تحت قيادة المهندس طارق الملا، شهد قطاع البترول المصري إنجازات كبيرة رغم التحديات العالمية، فيما يلي أبرز هذه الإنجازات:

1. تحقيق إنجازات في إنتاج الغاز: تم إدراج حقول الغاز الجديدة على خريطة الإنتاج، وفي مقدمتها حقل غاز ظهر الذي بدأ الإنتاج في وقت مبكر، مما يُعد إنجازًا كبيرًا للدولة وقطاع البترول المصري. كما تم توصيل الغاز الطبيعي إلى حوالي 8 ملايين وحدة سكنية، وهو ما يمثل نحو 56% من إجمالي الوحدات التي تم توصيل الغاز إليها منذ بدء النشاط في مصر عام 1981، والتي تقدر بحوالي 14.1 مليون وحدة. وقد ساهم ذلك في توفير الغاز لأكثر من 62 مليون مواطن، مما أدى إلى إحلال الغاز الطبيعي محل نحو 143 مليون أسطوانة بوتاجاز خلال السنوات التسع الماضية. كما تراجعت كمية استهلاك البوتاجاز من 4.2 مليون طن سنويًا في عام 2015/2016 إلى 3.5 مليون طن سنويًا في عام 2022/2023.
2. مبادرة حياة كريمة: تتضمن المبادرة تنفيذ بنية تحتية لشبكات الغاز في حوالي 926 قرية كمرحلة أولى، وتوسيع بنية تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، وزيادة عدد محطات تموين السيارات بالغاز لأربعة أضعاف. كما تم تنفيذ عدد من خطوط الغاز الرئيسية لتدعيم الشبكة القومية للغاز بطول حوالي 1234 كم بتكلفة قدرها 19.5 مليار جنيه، ومن أبرزها خطوط الغاز المغذية لمحطات الكهرباء العملاقة في العاصمة الإدارية والبرلس وبني سويف، وكذلك خط غاز العامرية-العلمين لتوصيل الغاز إلى مناطق الساحل الشمالي ومدينة العلمين الجديدة.
3. التوسع في مشروعات التكرير والبتروكيماويات: شهدت صناعة التكرير والبتروكيماويات تطورًا ملحوظًا، مع زيادة كمية الإنتاج من الخامات التعدينية من حوالي 8.3 مليون طن عام 2017/2018 إلى حوالي 11 مليون طن عام 2022/2023، بزيادة قدرها 32%. وقد تم توقيع 120 اتفاقية بترولية جديدة مع شركات عالمية باستثمارات قدرها 22.3 مليار دولار، ومنح توقيع قيمتها 1.34 مليار دولار. كما تم تنفيذ 53 مشروعًا لتنمية الحقول المكتشفة باستثمار قدره 33.7 مليار دولار، وهناك مشروعات جديدة لتنمية حقول الغاز والزيت الخام باستثمار قدره 1.9 مليار دولار. في مجال التكرير، تم تشغيل ثمانية مشروعات جديدة لزيادة إنتاج السولار والبوتاجاز والبنزين وتقليل الاستيراد، منها مشاريع أطلقها الرئيس مثل البنزين عالى الأوكتان بشركة أنربك بالإسكندرية ومصفاة المصرية للتكرير في منطقة مسطرد بالقاهرة الكبرى ومجمع إنتاج البنزين الجديد بأسيوط. كما تم افتتاح عدد من المشروعات الكبيرة مثل مجمع إنتاج الأسفلت بمصفاة تكرير السويس، ومشروع توسعات مصفاة ميدور بالإسكندرية.
4. مشروعات البتروكيماويات: يتم تنفيذ مشروعات جديدة لتعظيم القيمة المضافة مثل إنشاء الألواح الخشبية ومجمعات إنتاج الصودا آش والسيليكون، ومشتقات الميثانول والإيثانول الحيوي. وقد تم بالفعل افتتاح مشروع توسعات موبكو بدمياط وإيثيدكو بالإسكندرية في عام 2016، وجاري تنفيذ مشروعات أخرى جديدة في مدينة العلمين الجديدة والمنطقة الاقتصادية بقناة السويس.
5. قطاع التعدين: تم تحديث قطاع التعدين في مصر لتحقيق أهداف رؤية 2030، مع زيادة الإنتاج من الخامات التعدينية بنسبة 32% خلال الفترة من 2017 إلى 2023. تم توقيع العديد من الاتفاقيات والمزايدات لجذب الاستثمارات في هذا القطاع، بما في ذلك استكشاف خام الذهب والفوسفات. كما تم تطوير البنية التحتية لقطاع التعدين وإطلاق مشروعات جديدة لزيادة الاستفادة من الثروات الطبيعية.

وتُظهر هذه الإنجازات كيف أن قطاع البترول والثروة المعدنية في مصر، من خلال تنفيذ استراتيجيات فعالة وتوسيع مشاريع جديدة، يساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية للدولة، مع تعزيز القدرات الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات.