تراجعت أسعار الذهب العالمي خلال تداولات اليوم، الأربعاء، بعد 3 جلسات متتالية من الصعود، حيث تعافى الدولار الأمريكي بعض الشيء خلال جلسة اليوم ليزيد من الضغط السلبي على سعر الذهب، بالإضافة إلى انتظار الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية التي تصدر نهاية هذا الأسبوع.

وسجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاض بنسبة 0.7% ليسجل أدنى مستوى عند 2503 دولارات للأونصة، وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2525 دولارا للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2507 دولارات للأونصة، وفق التحليل الفني لجلود بيليون.

الفترة الحالية تشهد تذبذبا في أسعار الذهب العالمي فوق المستوى 2500 دولار للأونصة، وهو ما يدل على عدم وجود الزخم الكافي للاستمرار في الصعود واختراق القمة السعرية الأخيرة عند 2531 دولارا للأونصة، حيث يظل الذهب في حاجة إلى حافز خارجي للاستمرار في الصعود، وقد يجد هذا الحافز خلال تداولات هذا الأسبوع.

من جهة أخرى، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% خلال تداولات اليوم في محاولة للابتعاد عن أدنى مستوى منذ 13 شهرا الذي سجله خلال جلسة الأمس، ليعمل هذا على زيادة الضغط السلبي على أسعار الذهب اليوم في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما.

وتغيب البيانات الاقتصادية الهامة عن الاقتصاد العالمي اليوم، وذلك بعد أن شهد مؤشر ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة تسجيل أعلى مستوى منذ ستة أشهر في أغسطس، لكن الأمريكيين أصبحوا أكثر قلقا بشأن سوق العمل.

ويركز المشاركون في السوق الآن على بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأمريكي، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي والمقرر صدوره يوم الجمعة، حيث تحاول الأسواق تحديد وتيرة خفض الفائدة خلال اجتماع البنك الفيدرالي القادم في سبتمبر، بعد أن تأكدت الأسواق أن الشهر القادم سيشهد قرار بخفض الفائدة الأمريكية.

في الأسبوع الماضي، أيد رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول للبنوك المركزية بداية وشيكة لخفض أسعار الفائدة، وأعرب عن ثقته في أن التضخم في متناول هدف البنك الفيدرالي الأمريكي البالغ 2%.

وترى الأسواق أن هناك احتمالا أن يخفض البنك الفيدرالي الفائدة بمقدر 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس خلال اجتماع البنك القادم في سبتمبر، لتصبح هذه هي نقطة اهتمام الأسواق الآن، بالإضافة إلى توقع عدد مرات خفض أسعار الفائدة خلال الثلاث اجتماعات للبنك الفيدرالي المتبقية هذا العام.

ومنذ هذا الوقت والسوق متحفزة لتحقيق اختراق للقمة السعرية التاريخية الأخيرة عند 2531 دولارا للأونصة، ولكن السعر يفتقر إلى الزخم الكافي لتحقيق هذا الاختراق، الأمر الذي سيدفعهم إلى البحث عن الحافز الخارجي من البيانات الاقتصادية لتحقيق هذا الاختراق.

هذا وقد أعلن مجلس الذهب العالمي عن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس، ليظهر ارتفاع التدفقات بمقدار 8 أطنان من الذهب لتتبع ارتفاع آخر خلال الأسبوع السابق بمقدار 8.8 طن ذهب.

بينما أظهرت البيانات يوم الثلاثاء أن صافي واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج في يوليو قد ارتفع بنحو 17% عن الشهر السابق، وهو أول ارتفاع منذ مارس الماضي، ما يعكس عودة الطلب إلى التعافي في الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم.