فرحة لم تكتمل في منزل الطالب إبراهيم ياسر، الذي تألق كأحد أوائل الثانوية الأزهرية لعام 2024، قبل أن يتوفى بعد أيام قليلة من فرحته بنجاحه وتفوقه.
إبراهيم، الذي عُرف بكونه بطلًا مصريًا مجتهدًا وحافظًا لكتاب الله، كان يواجه مرض السرطان الذي تسبب في فقدانه لعينه ورجله، مما جعل قصته مؤثرة للغاية.
إبراهيم ياسر، ابن محافظة سوهاج، كان مثالاً للبطولة والصمود رغم تحديات الحياة.
خلال سنوات دراسته، اجتهد بجهد كبير من أجل تحقيق حلمه وحلم أسرته في أن يكون من أوائل الثانوية الأزهرية.
لم يُثنِ مرضه عزمَه، بل كان دافعًا قويًا لمواصلة سعيه نحو حياة أفضل، الإيمان والعلم كانا سلاحه في مواجهة اليأس وظلام الأيام، بينما كان يتلقى العلاج الكيميائي ويخوض ماراثون الامتحانات.
مسيرة صعبة
إبراهيم، الذي كان يحارب السرطان لسنوات طويلة، فقد بصره في السنة الأولى من مرضه.
بعد أن انتصر على المرض، عاد إليه مجددًا في نهاية العام الماضي وهو في الصف الثالث الثانوي الأزهري، ليواجه معاناة جديدة بين العلاج الكيميائي وفقدان البصر والمذاكرة.
ومع ذلك، لم يمنعه ذلك من تحقيق التفوق والتميز، حيث حصل على المركز الرابع في الثانوية الأزهرية 2024 للمكفوفين.
عندما كان إبراهيم يستعد لاختيار بين كليتين: لغات وترجمة والدعوة الإسلامية، كان القدر له رأي آخر، مما غير أجواء المنزل من الفرح إلى الصراخ والعويل.
إبراهيم كان دائمًا يحكي عن بطولته مع مرض السرطان، وكيف كان يذاكر بعد العودة من جلسات العلاج الكيميائي، ورغم معاناته، تمكن من تحقيق درجات عالية في الثانوية الأزهرية.
كان له الكثير من الأصدقاء والمعلمين الذين ساعدوه وكانوا سببًا في نجاحه.
بعد انتهاء الامتحانات، أجريت له عملية بتر في رجله، وكانت تلك صدمة أخرى.
حزن وتأثر على مستوى واسع
حالة من الحزن والأسى عمّت على أهل ومحبي الطالب إبراهيم ياسر بعد وفاته، الذي حصل على المركز الرابع في الثانوية الأزهرية للمكفوفين عام 2024، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
أعلن شقيقه كريم عن وفاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتفاعل رواد السوشيال ميديا مع الخبر، داعين له بالرحمة، حيث جاءت التعليقات مثل: «ربنا يرحمه ويصبركم»، و«هتوحشنا يا إبراهيم، كنت نموذج الطالب المثالي ومحبا للعلم»، وغيرها من التعليقات التي عبرت عن الحزن والتقدير لشخصيته.
من أحلام إبراهيم كان لقاء بعض نجوم كرة القدم، مثل السيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالأهلي سابقًا، ولاعبي الفريق مثل حسين الشحات ومحمد مجدي أفشة، وقد تحقق حلمه حيث التقوا به بالفعل.
تفاصيل المرض والصمود
وفيما يخص تفاصيل مرضه، أصيب إبراهيم بورم خبيث في إحدى عينيه في سن سنتين ونصف، وخضع لعلاج إشعاعي للتخلص من الورم، لكن المرض انتقل إلى عينه الثانية مما أدى إلى استئصال العينين.
والده كان محبًا للأزهر، وقرر أن يلتحق هو وإخوته الثلاثة بالأزهر، وعندما قدم إبراهيم، تم رفضه من قِبل إحدى الإداريات بسبب كونه كفيفًا، لكن والده تدخل وتحدث إلى شيخ المعهد الذي وافق على قبوله، وفي السنة الثانية تم طرده بسبب معلمة في مرحلة رياض الأطفال، لكن الناظر أعاده إلى المعهد مرة أخرى.
نعى شيخ الأزهر وتكريم
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، نعى الطالب إبراهيم ياسر الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
ووجه الإمام الأكبر وفدًا من قطاع المعاهد الأزهرية لتقديم واجب العزاء ومواساة أسرة الطالب.