خلال الأعوام القليلة الماضية، بات انهيار السدود حدثا متكررا وكان آخرها انهيار سد أربعات في السودان، السبت الماضي، وأصبح أمرا معتادا أن يمتد الحديث عن هذه الأحداث إلى سد النهضة الذي شيدته إثيوبيا على نهر النيل بالمخالفة لكافة الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأنهار العابرة للحدود، ويقفز سؤالا إلى أذهان عموم الشعب المصري مفاده.. هل ينهار سد النهضة ؟.
وفي هذا السياق، نرصد خلال التقرير التالي السدود التي انهات على مدار العامين الماضيين، من حيث الأسباب والتأثير، إلى جانب احتمالات حدوث نفس الأمر مع سد النهضة الذي يهدد شعبي مصر والسودان بالعطش في ظل التعنت الإثيوبي ورفض توقيع أي اتفاقية بخصوص ملء وتشغيل السد.
انهيار سد أربعات في السودان
شهد السودان السبت الماضي أزمة كبيرة بعد انهيار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر، وعلى بعد 38 كيلو مترا شمال غرب مدينة بورتسودان.
ويعد سد أربعات هو المصدر الرئيس للمياه في مدينة بورتسودان، وتسبب في تشريد 50 ألف شخص، جراء سط الفيضانات الناجمة عن انهياره، واستمرار هطول الأمطار الغزيرة، وقتل على إثر ذلك 30 شخصًا.
وبحسب وكالة الأمم المتحدة “أوتشا” فإن جهود الإغاثة تحتاج إلى طائرة هليكوبتر للمساعدة في التقييم الجوي حيث أصبحت بعض المناطق غير سالكة بالطرق بسبب الفيضانات، في الوقت الذي فر فيه السكان إلى الجبال بحثًا عن الأمان.
وتضررت 70 قرية جراء انهيار السد، من بينهم 20 قرية مدمرة، وتدمير منازل 10 آلاف أسرة، وانهيار 84 بئرًا؛ وفقد 10 آلاف رأس من الماشية؛ وتضرر أو دُمر 70 مدرسة.
سد وسط الصين
وفي بداية شهر يوليو الماضي، انهار سد على ضفة نهر دونغتينغ في إقليم هونان وسط الصين الذي يعيش فقه نصف مليون شخص، أسفر عن فيضانات كبيرة دعت السلطات إلى إجلاء عدة آلاف من السكان.
وانهار السد جراء التصدع الذي بلغ طوله 226 مترًا وغمرت المياه أراض زراعية ووصلت إلى أسطح منازل إحدى القرى، وأفرجت الصين عن 540 مليون يوان (68,5 مليون يورو) لتمويل جهود الإغاثة في هونان ومناطق الكوارث الأخرى، حسبما أفادت “سي سي تي في” نقلًا عن وزارتَي المالية وحالات الطوارئ.
انهيار سد كينيا
وفي نهاية أبريل الماضي، انهار سد سد أولد كيجابي في كينيا ولقي عشرات الأشخاص مصرعهم، وتضرر أكثر من 200 ألف شخص في أنحاء كينيا من الفيضانات.
وكشفت الحكومة الكينية، أن السيول الناجمة عن انهيار السد ألحقت أضرارا بالمنازل والطرق، وأدت إلى مصرع 42 شخصاً، وغمرت المياه المنازل في المناطق المعرضة للفيضانات ولجأ الناس إلى المدارس.
سد أورسك في روسيا
وفي مدينة أورسك الروسية القريبة من حدود كازاخستان، انهار سد على نهر الأورال في مستهل شهر أبريل الماضي، وتسبب في تشريد المئات وأعلنت وزارة الطوارئ إجلاءهم من المنطقة التي غمرتها المياه، و تستخدم قوارب ومركبات صالحة لجميع التضاريس في عملية الإجلاء.
وغمرت المياه 2556 مبنى سكنيا و6886 قطعة أرض منزلية، وتم إجلاء ما مجموعه 4208 أشخاص، بينهم 1019 طفلا، بينما يقيم 427 شخصا في مراكز إيواء مؤقتة.
انهيار سد درنة
وشهدت ليبيا كارثة مروعة خلال شهر سبتمبر من العام الماضي 2023 بسبب انهيار سدين في مدينة درنة شمال ليبيا جراء إعصار دانيال.
ولقي ما لا يقل عن 5 آلاف شخص مصرعهم في درنة وفُقد نحو 10 آلاف شخص، جراء الفيضانات، التي نجمت عن انهيار ارتفاع السدّين اللذين يبلغ ارتفاعهما 40 مترا قبل أن يتحولا إلى ركام.
وكشفت السلطات الليبية أن "عدم صيانة السدين في درنة كان له تأثير واضح في حدوث الفيضانات".
سد كافوجكا في خيرسون
وفي مستهل يونيو من العام الماضي 2023 انهار سد نوفا كاخوفكا ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية، في منطقة خيرسون جنوبي شرق أوكرانيا، مما أدى إلى عمليات إجلاء جماعية.
ويعتبر السد جزءًا مهمًا من البنية التحتية، حيث يوفر المياه لكثير من المناطق في جنوبي شرق أوكرانيا، بما في ذلك محطة زاباروجيا النووية وشبه جزيرة القرم.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بالتسبب في انهيار سد نوفا كاخوفكا.
انهيار سد النهضة
وفي مايو الماضي صرح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، بأنه في حالة انهيار سد النهضة، فإنه سيشبه طوفان نوح بالنظر إلى كمية المياه المخزنة في السد المبني على نهر النيل.
وجاءت تصريحات “شرقي” في أعقاب وقوع زلزال بقوة 4.9 بمقياس ريختر بالقرب من موقع سد جيبي 3 على نهر أومو وبعمق 10 كيلومترات، منوها في تصريحات تلفزيونية إلى أنه "ليست هناك مشكلة من حجم السدود بدليل أن "سد الحجم" حجمه ضعف حجم "سد النهضة" ولكن الأهم أن يتناسب مع المنطقة من الناحية الجيولوجية بعيدا عن أي نشاط زلزالي أو فوالق زلزالية".
وأما عن الوضع حال انهار سد النهضة، أكد شراقي أن الأمر سيكون بمثابة طوفان على السودان لم تشهده البشرية من قبل، ويعادل "طوفان سيدنا نوح"، ويهدد 20 مليون سوداني يعيشون على طول النيل الأزرق بالكامل بما فيها الخرطوم، لأن السد يقع في منطقة أعلى من الخرطوم بـ350 مترا، والمسافة 500 كلم فقط، ومن هنا يحدث اندفاع للمياه بكميات كبيرة.
كما كشف أن "إثيوبيا لديها أكبر فالق زلزالي على سطح الأرض، ويسمى الأخدود الإفريقي العظيم، وهو يقسم إثيوبيا إلى نصفين أدى إلى خسف الأرض إلى 125 مترا تحت سطح البحر، وخرجت براكين ارتفاعها أكبر من 4600 متر، وخلقت نظاما مطريا فريدا على مستوى العالم، وأصبحت البيئة ذات جبال بركانية وفوالق وتشققات وحصلت مشاكل داخل سدود بإثيوبيا، وانهار أحد المشاريع بعد افتتاحه بـ10 أيام".