يواجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ردود فعل سياسية غاضبة في إسرائيل بسبب الطبيعة المحدودة للغارات الجوية المنفذة يوم الأحد الماضي ضد حزب الله، وسط دعوات لشن عدوان هجومي أوسع علي لبنان.
وجاءت بعض أشد الانتقادات من الجناح اليميني المتطرف داخل ائتلاف رئيس الوزراء المتشدد، الذي يعاني أيضًا من انقسامات متزايدة حول وضع أقدس موقع في القدس المحتلة.
كانت الغارات الجوية الإسرائيلية وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من قبل حزب الله التي تلتها أكبر مواجهة عبر الحدود منذ الحرب التي دارت بين الجانبين في عام 2006 من حيث عدد الطلعات الجوية والذخائر المستخدمة، رغم أنها لم تكن الأكبر من حيث الخسائر البشرية. حيث قُتل ثلاثة مقاتلين من حزب الله وحلفائه وجندي إسرائيلي واحد قُتل بسبب شظايا من قذيفة إسرائيلية.
وادعى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن الضربات الاستباقية التي شُنت صباح الأحد الماضي منعت حزب الله من إطلاق ما يصل إلى ثلثي الصواريخ التي كان يعتزم إطلاقها على إسرائيل. كما ادعت إسرائيل أنها أسقطت تقريبًا جميع الطائرات المسيرة القادمة من حزب الله.
من جانبه٬ أصدر نتنياهو تحذيرًا بأن الغارات الجوية لن تكون "نهاية القصة"، لكن تقارير في الصحافة العبرية نقلت عن مصادر عسكرية قولها إنه لا توجد متابعة مخطط لها.
وتم إلقاء اللوم على رئيس الوزراء بشكل واسع أمس الاثنين، من كل من الوسط واليمين في الطيف السياسي، بسبب الهدف المحدود للغارات الجوية يوم الأحد، التي عطلت الهجوم الجوي المخطط له من حزب الله، لكنها لم تفعل شيئًا، بحسب ما قاله النقاد، للسماح لما يصل إلى 80,000 من سكان بلدات الحدود الشمالية، الذين نزحوا من شمال الأراضي المحتلة منذ أكتوبر، بالعودة إلى منازلهم.
وقال ممثلو السكان النازحين، الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بسبب القصف من حزب الله تضامنًا مع غزة، إنهم سيقاطعون الاجتماعات مع ممثلي الحكومة، متهمين الائتلاف بإعطاء الأولوية للدفاع عن وسط إسرائيل ولكن ليس عن الشمال.
وكتب بن كاسبيت، كاتب عمود في صحيفة معاريف اليمينية، "لقد تم تدمير الجليل وتمزيقه وإشعاله؛ عشرات الآلاف من الإسرائيليين تم اقتلاعهم من منازلهم؛ والبلد بأكملها، التي كانت حتى وقت قريب تعتبر قوة إقليمية عظمى، قد تعرضت للإذلال".
وأضاف أن نتنياهو اختار الخيار الأكثر حذرًا من بين الخيارات العسكرية التي قدمها له جنرالاته.