أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن مصر تواصل دورها من أجل الاتفاق على هدنة جديدة بين طرفي الصراع في غزة، وحملت مسئوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، لتبرهن في كل محنة تعترض طريق الفلسطينيين على مدار التاريخ، أن الشعب المصري يقف خلف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية قلبًا وقالبًا دون أي حسابات أو أغراض سياسية، مشيرًا إلى أن إصرار مصر على الهدنة وكسر حالة الجمود في المفاوضات قد يحمى المنطقة من تداعيات كارثية، تطيل من أمد الحرب وأعداد الضحايا الأبرياء.
وأضاف «أبو الفتوح»، أن موقف مصر ثابت ولم يتغير إزاء القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي انتهك كافة الأعراف الدولية ومواثيق حقوق الإنسان وارتكاب مجازر بشعة بحق الأبرياء خاصة الأطفال، فقد كشفت مصر أمام العالم أجمع الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي، الذي يرفض الحل السياسي ويتخذ من العنف والإرهاب وسيلة لتنفيذ مخططاته الاستيطانية والتوسعية، مشيراً إلى أن القاهرة حملت اسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، وإطالة مدة الحرب، وسط تجاهل تام للقرارات الدولية بشأن وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن مصر هي الدولة الوحيدة التي لم تستغل أو تتاجر بالقضية الفلسطينية، بل عكفت على دعم القضية من خلال المحافل الدولية، بعدما اتخذت الحل السياسي وطريق المفاوضات سيبلاً لحل الصراع، الذي بدأ يتزايد حدته بوتيرة سربعة، خاصة بعد سياسة الاغتيالات التي تتبناها إسرائيل، بعد استهداف إسماعيل هنية في طهران، مما ساهم في تأجيج الصراع وتعدد جبهات القتال في المنطقة، مؤكدًا أن القيادة السياسية تدير الوساطة بحكمة ورصانة، بما يتوافق مع أمنها القومي، وبما يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأوضح الدكتور جمال أبوالفتوح، أن مصر قد حذرت مرارًا وتكرارًا، من محاولات تهجير الفلسطينيين، وأكدت على ضرورة استمرار تدفق المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة، وكثفت القيادة المصرية، جهوده من خلال الاتصالات الهاتفية مع قادة وزعماء العالم على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وأهمية حل الدولتين، والرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدًا أن السياسة المصرية لعبت دور كبير في دحض هذا المخطط وحالت دون وقوع نكبة جديدة، بترك الفلسطينيين لأراضيهم والتنازل عن القضية ومحوها تاريخيًا، لافتًا إلى أن التاريخ سيخلد دور مصر في هذا الصراع والمحنة الكبرى التي عاشها الشعب الفلسطيني الصامد في وجه الاحتلال.