قالت حكومة بوركينا فاسو إنها سترد بحزم على الهجوم الإرهابي الذي أسفر عن مقتل 200 شخص على الأقل معظمهم من المدنيين في منطقة بارسالوجو، حيث تنشط جماعات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عدة.
ويعد هذا الهجوم الأكثر دموية في البلاد هذا العام، حيث نفذه عشرات الإرهابيين المدججين بالسلاح والذين دخلوا القرية في الساعات الأولى من صباح السبت الماضي.
واستمرت الاشتباكات لأكثر من سبع ساعات مع وحدة من الجيش مدعومة بميليشيات محلية.
وأفادت حصيلة غير رسمية أن 200 شخص على الأقل قتلوا، وأصيب 300 آخرون.
وقال شهود عيان محليون إن كل أسرة فقدت قريب واحد على الأقل في الهجوم.
واستهدف المهاجمون أيضًا قوات الأمن، مما أسفر عن مقتل قادة مجتمعيين وعدد كبير من المدنيين وعدة أفراد من قوات الأمن الذين ردوا على الهجوم.
تم دفن الضحايا في مقابر جماعية ليست بعيدة عن القرية.
وتم نقل معظم الجرحى إلى مستشفى في كايا، عاصمة المنطقة، على بعد نحو 45 كيلومترا من موقع الهجوم.
وفي ظل الصدمة الشعبية التي أحدثها الهجوم الإرهابي، أرسلت الحكومة الأحد وفدا وزاريا إلى المستشفى، يضم وزير الصحة روبرت كارجوجو، ووزير الأمن محمدو سانا، والمتحدث باسم الحكومة جان إيمانويل ويدراوجو.
واستنكر أودراوجو الهجوم على التلفزيون الرسمي ووصفه بأنه "هجوم جبان ووحشي" نفذته "حشود من المجرمين" الذين استهدفوا "النساء والأطفال وكبار السن والرجال دون تمييز".
وأكد وزير الأمن “سانا” للجمهور أن القوات المسلحة البوركينية ستقدم "إجابة حتى يعرف العدو أننا لن نقبل مرة أخرى مثل هذه الهمجية على أراضينا".
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، لكن الأدلة تشير إلى أن الهجوم نفذته جماعة تتبع تنظيم القاعدة في غرب أفريقيا.
وقال أحد السكان المحليين إن الضحايا كانوا في الغالب "من المدنيين الشباب، الذين خرجوا بأعداد كبيرة لمساعدة الجنود في حفر الخنادق حول البلدة، لحماية أنفسهم من الهجمات المحتملة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة".
وقال مصدر أمني إن "رد فعل الجنود" والقوات المساندة "سمح بتحييد عدد من الإرهابيين وتجنب مأساة أكبر".
وتشير أرقام "مشروع بيانات مواقع الصراع المسلح" إلى أن المتطرفين التابعين لتنظيمي القاعدة وداعش شنوا تمردا عنيفا منذ عام 2015 في بوركينا فاسو أسفر عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، بما في ذلك 4000 في عام 2024.
وأدت الهجمات أيضًا إلى نزوح مليوني شخص.