واحدة من المفارقات الغريبة التى لا تجدها إلا فى مصر، إن دلت فإنما تدل على عمق العلاقات والتسامح والمحبة التى تسود بين فئات وطوائف الشعب المختلفة، وهو ما تجسد فى الشاب رومانى أيوب، مسيحى الديانة، ابن مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا ، حيث خاض تجربة فريدة من نوعها، بعدما قرر أن يحترف ويبدع فى الابتهالات الدينية الاسلامية بجانب الترانيم المسيحية.
أبهر حلمى بكر
" رومانى أيوب" لم يبهر أصدقاءه أو مستمعيه من المقربين فقط، لكنه استطاع أن يبهر الموسيقار الراحل حلمي بكر، منذ عامين، أثناء مشاركته فى مسابقة على مستوى الجمهورية، حتى "بكر" وصفه بأنه امتداد للمطرب الراحل محمد فوزي، ما جعل هذه الإشادة دافعاً له للإرتقاء بأدائه، وبذل المزيد من الجهد للوصول إلى مستوى متقدم، لا يقل عن المستوى الذى ظهر به أمام الموسيقار" حلمى بكر".
مزيج بين الابتهالات والترانيم
" رومانى أيوب" كان ومازال حالة خاصة أمام المهرجانات والمسابقات التى يشارك بها، كونه متميز فى الابتهالات الاسلامية، والترانيم الكنسية، والتى استطاع أن يمزج بينهما فى الفترة الأخيرة، ليُخرج لمتابعيه لوناً مختلف من الفن، لوناً يجمع بين جمال الصوت والأداء، وبين رسائل المحبة والتسامح التى يصدرها من خلال أدائه المتميز للابتهالات الاسلامية، تظهر بوضوح مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث يحرص على إسعاد أشقاءه المسلمين بمقطوعات إنشاد وتواشيح دينية لا تقل روعة في أدائها عن الكثير من المنشدين البارعين، ليسطر بها صفحة جديدة من المحبة بين شقي الأمة.
الغناء فقط لم يكن الهدف الرئيس لدى الشاب " رومانى"، لكن لديه رؤية بأن الفن الهادف طريق هام لإذابة الفوارق ونشر المحبة والتسامح بين فئات المجتمع المختلفة، ووسيلة ضرورية للقضاء على العصبية والطائفية البغيضة التى يحاول البعض إشعالها بين حين وآخر، وقرر أن يستثمر صوته العذب في أداء مقطوعات غنائية وتواشيح إسلامية بجانب الترانيم الكنسية، لكتون رسالة محبة وسلام.
شاركت فى مهرجانات عديدة
وقال روماني أيوب " خريج كلية إعلام": بدايتى مع الغناء بدأت فى مرحلة مبكرة من عمرى، كان لوالدى الفضل فيها، ومدرس شجعنى على المشاركة فى المهرجانات، حتى تمكنت من المشارركة فى مهرجانات كبيرة وأحرزت خلالها مراكز متقدمة، أبرزها المركز الأول المتميز في الإنشاد الديني المسيحى، وكانت بدايتى مع الترانيم المسيحية بكنيسة نجع حمادي، وبعدها اتجهت للتواشيح الإسلامية، وشاركت بعدها في العديد من الحفلات والمسابقات، أبرزها مسابقة "إبداع" التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة.
وتابع أيوب: البداية الفعلية مع التواشيح الإسلامية، كانت خلال مشاركتي في فعالية نظمها منتدى شباب نجع حمادي، وحظيت بإعجاب واستحسان الحاضرين، بعدها قررت أن أكمل فى تقديم فقرات تواشيح اسلامية، إلى أن قدمت فقرة تواشيح أمام الموسيقار الكبير حلمي بكر الذي شجعني ووصفني وقتها بأنني مثل الفنان الراحل محمد فوزى، وكانت إشادة كبيرة أعطتنى ثقة وحرص على التميز فى هذا المجال.
وأضاف أيوب، بأن التواشيح الاسلاممية مثلها مثل الترانيم الكنسية، كلها تسبيح لله الواحد الذي نعبده جميعاً، وكلها فنون راقية تهذب الروح والنفس، ولها مكانة واهتمام كبير لدى الكثير من الفئات سواء بين المسلمين أو المسي1سحيين، وهو ما شجعني على الاستمرار في تقديم هذا النوع من الفن الراقى، كما أننى أعمل بشكل دائم على تدريب نفسىى من خلال المشاركة بالمسابقات المختلفة والاستماع لكبار المطربين، للحفاظ على المستوى الذى وصلت إليه.
لا أحب أغانى المهرجانات
وأشار رومانى، إلى أنه يحب المطربين والأغاني القديمة الخالدة بكلماتها الراقية الهادفة، ولا يميل إلى الاستماع لأغاني المهرجانات التي يعتبرها غير هادفة، كونها لا تقدم أي إفادة للمجتمع بقدر ما تضر، لافتاً إلى أنه سوف يستكمل طريقه في الغناء، إلى أن يجد الفرصة المناسبة لإظهار موهبته وقدرته على تقديم فن حقيقي من قلب صعيد مصر.
وأوضح رومانى، بأنه يتمنى بجانب تحقيق نجاحات شخصية فى مجال الغناء، أن يعود زمن الفن الجميل والطرب الأصيل كما كان أيام الراحلين محمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، وصابر الرباعي، حتى يعود للفن المصرى قيمته وذوقه الرفيع، كما أتمنى أن يدرك النماس قيمة التراث المصرى سواء الاسلامى أو المسيحى.